أبعد قائد عملية الدفاع البحري للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر، الأدميرال فاسيليوس غريبريس، مهمته عن الضربات الأمريكية المستمرة على الحوثيين، حيث تتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والجماعة المسلحة المدعومة من إيران.

وفي تصريحات لصحيفة ذا ناشيونال، أكد غريبريس أن تركيز مهمته ينصب على حماية حرية الملاحة وأرواح البحارة، قائلاً: “نحن لا نقاتل الحوثيين، بل نتعامل مع أفعالهم ضد النقل البحري”.

ويأتي ذلك في ظل إعلان الحوثيين عن استهدافهم لسفن حربية أمريكية في البحر الأحمر ثلاث مرات خلال 24 ساعة باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ كروز، بعد مقتل أربعة أشخاص في اليمن جراء الضربات الأمريكية.

وأطلق الاتحاد الأوروبي عملية "أسبيدس" في فبراير 2024 استجابةً للهجمات الحوثية التي استهدفت حركة الملاحة في خليج عدن والبحر الأحمر، وتهدف العملية إلى توفير حماية للسفن التجارية ومراقبة التهديدات.

وبحسب الأدميرال، فإن الحلول العسكرية وحدها ليست كافية، حيث قال: “على المدى البعيد، نحتاج إلى دعم اليمنيين”.

من جهة أخرى، أشار الأدميرال غريبريس إلى أن عملية أسبيدس تشمل حاليًا ثلاث سفن، تغطي منطقة تمتد على 2200 كيلومتر، حيث تتركز معظم الهجمات الحوثية حول مضيق باب المندب.

كما أعرب عن قلقه من نقص الموارد المتاحة لحماية هذه المنطقة الواسعة، مشددًا على أهمية تعزيز الموارد الأوروبية للتخفيف من الانتقادات الأمريكية.

وفي محادثات مسربة، دعم نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس الهجمات على الحوثيين، بينما أكد وزير الدفاع بيت هيجسيث ضرورة التصدي للاستغلال الأوروبي.

وأوضح الأدميرال أن العديد من السفن التي تتلقى الحماية من مهمته هي في الأصل تابعة لشركات أمريكية أو لها مصالح أمريكية.

وعلى مدار عام، ساعدت عملية أسبيدس في مرور أكثر من 740 سفينة، واعترضت 18 طائرة مسيرة وأربعة صواريخ مضادة للسفن، مما يعكس فعالية التدخلات في حماية السفن من الهجمات الحوثية.

وتسبب تصاعد هجمات الحوثيين في زيادة كبيرة في تكاليف الشحن، مما أثر سلبًا على حركة التجارة العالمية، بينما تشارك قوات من 21 دولة من أصل 27 في الاتحاد الأوروبي في العملية.

وشدد الأدميرال غريبريس على أن عملية أسبيدس تختلف عن الجهود الأمريكية، حيث تركز على حماية الملاحة فقط دون دعم الهجمات على الأراضي اليمنية، مؤكدًا أن الحلول الدبلوماسية ودعم اليمنيين هما جزء أساسي من الحل المستدام.