في تحول نوعي يعكس تصاعد العمليات الأمريكية ضد الحوثيين، دخلت الطائرات بدون طيار إلى خط المواجهة، مستهدفةً قادة الجماعة الحوثية في عمق معاقلهم.

هذه الخطوة تعيد إلى الأذهان استراتيجيات واشنطن في ملاحقة تنظيم القاعدة باليمن، حيث جرى الاعتماد على الطائرات المسيرة في تعقب قادة الإرهاب في المنطقة. والآن، يبدو أن هذا النهج قد استُنسخ لتعقب أبرز القيادات الحوثية التي تعمد إلى التنقل المستمر لتجنب الاستهداف.

ورغم أن هذه الضربات الجوية تعد سابقة من نوعها في مواجهة الحوثيين، فإنها تعكس تحولًا استراتيجيًا هامًا في طريقة التعامل الأمريكي مع الميليشيات المدعومة من إيران.

وأقرت مليشيات الحوثي للمرة الأولى أن طائرة بدون طيار أمريكية استهدفت، عصر الخميس، سيارة على الخط العام في بلدة “الجعملة” بمديرية مجز في محافظة صعدة، أقصى شمالي البلاد.

وزعمت مليشيات الحوثي أن السيارة كانت لمواطن مدني، فيما أكد مصدر أمني، أنها تابعة لأحد القيادات الحوثية وأن المليشيات تتكتم عن الكشف عن هويته حتى الآن.

وكانت الغارات الأمريكية استهدفت لأول مرة سيارة كانت تقل قيادات حوثية في 17 مارس/ آذار الماضي، ووقعت في خط التحيتا – زبيد جنوبي محافظة الحديدة، وهو تطور بارز ومهم في مسار العملية الجوية الأمريكية، وفقا لمراقبين.

ويقول مراقبون إن دخول الطائرات بدون طيار الأمريكية في مسار العملية الأمريكية يعد تحولا نوعيا من شأنه إحداث فارق كبير على مستوى استهداف القادة الفاعلين للحوثي والذين غالبا يلجأون للتنقل الدائم لتجنب تحديد مواقعهم.

وفي 31 مارس/ آذار، قالت وسائل إعلام حوثية إن مقاتلات أمريكية استهدفت سيارة في بلدة “الطور” بمديرية بني قيس في حجة لكن تبين أنها كانت مركبة عسكرية تقل ورشة صغيرة متحركة لمكونات منصات الطيران المسير الهجومي والاستطلاعي، وفق مصادر عسكرية.

وأمس الأربعاء، تعرضت سيارة لضربة نفذتها مقاتلات حربية أمريكية في بلدة “قحازة” في بلاد الروس بصنعاء ويعتقد أنها كانت تقل أحد القيادات السرية لمليشيات الحوثي المدعومة من إيران.

وكثفت الولايات المتحدة الأمريكية من الضربات على مواقع وأهداف مليشيات الحوثي الثابتة والمتحركة وذلك في جميع المحافظات الخاضعة للمتمردين باستثناء محافظة المحويت التي لازالت خارج رادار الغارات رغم موقعها الاستراتيجي.

وركزت الضربات الأمريكية على معقل مليشيات الحوثي الرئيس في صعدة، حيث تعرضت المحافظة لقرابة 128 غارة منذ 15 مارس/آذار الماضي؛ أي بما يساوي الثلث من إجمالي عدد الضربات التي تعرضت لها بقية المحافظات.