كشفت تقارير عسكرية أن عدد القتلى من الحوثيين الذين سقطوا على وقع الضربات الأمريكية، منذ منتصف الشهر الماضي، بلغ حوالي (85) شخصًا، بينهم ضباط وقيادات ميدانية من المستوى المتوسط.

وبينت التقارير أن الضربات الأمريكية التي جرى استئنافها ضد ميليشيا الحوثيين تتراوح من (200 إلى 250) ضربة وغارة، توزعت في حوالي (28 إلى 30) موجة جوية وبحرية، نفذتها القوات الأمريكية عبر طائراتها الحربية، وبوارجها وقطعها العسكرية البحرية العائمة والمنتشرة على امتداد البحر الأحمر.

واعتمدت التقارير في هذه الإحصائية على ما نُشر وأُعلن عنه فقط في المواقع والمنصات الإعلامية الرسمية التابعة للحوثيين التي تناولت أخبار تشييع جثامين قتلاها.

وأكدت مصادر عسكرية يمنية لـ”إرم نيوز”، أن ميليشيا الحوثي، في محاولة منها لإخفاء عدد قتلاها، منعت بشكل مُشدّد وسائلها الإعلامية من بثّ أو نشر أي أخبار تتضمن الإعلان عن تشييع جنازات عناصرها وأعدادهم، ممن قتلوا جراء الغارات الأمريكية.

وذكر مصدر عسكري مسؤول، أن القوات الأمريكية نفذت استراتيجية ذات أهمية محورية، ترتكز على طبيعة الأهداف المُستهدفة، من مقار ومواقع أمنية وعسكرية كثكنات ومخابئ وملاجئ وتحصينات جبلية وأنفاق أرضية، تضم مختلف الآليات والمعدات الحربية.

كما تشمل الأهداف قواعد عسكرية ومنصات إطلاق صواريخ وطائرات مُسيّرة وورش تصنيع وتركيب وتجميع الأسلحة، إلى غير ذلك من الترسانة القتالية التي تمتلكها ميليشيا الحوثيين.

وتابع المصدر، أن الأهداف البشرية تتمحور في استهداف تحركات ومقار عمل وإقامة القيادات الميدانية والعسكرية والأمنية، وذلك في كافة المحافظات والمدن اليمنية الخاضعة لسيطرة الميليشيا الحوثية.

وقال المصدر العسكري في القوات المُشتركة الموالية للقوات الشرعية المُعترف بها دوليًّا: “اتخذت الولايات المتحدة استراتيجية عسكرية في تحديد أهدافها من الموجات الحربية الجوية والبحرية، باستهداف العناصر من المستوى المتوسط”.

وبيّن المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، “أن العناصر من الدرجة المتوسطة هم من يديرون ويشغلون عمليات إطلاق الصواريخ الاستراتيجية والطيران المُسيّر”.

وأضاف المصدر: “كما تُركز الضربات الأمريكية على تدمير البُنية التحتية الصاروخية والطيران المُسيّر الهجومي، والقدرات المساندة لها، مثل منظومة الاتصال وأجهزة الرادارات، ويهدف ذلك إلى إضعاف قدرات الحوثيين بأكبر قدر ممكن”.

وأشار إلى أن الضربات”ركزت على استهداف المداخل والمخارج المتمثلة في تدمير الأنفاق الجوفية المعقدة والعميقة للقواعد العسكرية واللوجستية المستحدثة والمُحصّنة، بهدف عدم تمكن الحوثيين من استخدام القواعد ونقل الصواريخ وإضعاف قدراتهم العملياتية والتخزينية النوعية”.

وبين أنه “لوحظ بشكل واضح نجاح الاستراتيجية الأمريكية في تحجيم عمليات الحوثي الصاروخية والمُسيّرة، حيث انخفضت العمليات المنفذة في البحر الأحمر بنسبة تتراوح بين (35-40٪)”.

ومنذ أسابيع تشن الولايات المتحدة سلسلة غارات عنيفة على معاقل الحوثيين كان آخرها 16غارة شنتها منذ مساء أمس الثلاثاء وحتى فجر اليوم استهدفت مواقع ميليشيا الحوثي العسكرية في مناطق حيوية بعدد من محافظات اليمن.

وقالت مصادر عسكرية، إن ” الهجمات الأمريكية توزعت على مواقع عسكرية تابعة لميليشيا الحوثي، في جزيرة كمران اليمنية في مياه البحر الأحمر، ومحافظات الحديدة (شمال غرب) وحجة المتاخمة لها، وصعدة أقصى شمال اليمن”.