في تطور لافت يعكس تصعيداً عسكرياً كبيراً، أكدت مصادر مطلعة أن القوات الأمريكية استخدمت، للمرة الأولى، صواريخ "توماهوك" في استهداف مواقع بصنعاء، العاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين.

ويأتي هذا القصف ضمن سلسلة من التحركات العسكرية التي تشهدها المنطقة مؤخراً، وسط توترات متصاعدة بين الأطراف المتنازعة.

وقالت المصادر إن الهجوم نُفذ خلال الساعات الأولى من ليلة أمس، حيث استهدفت الصواريخ مواقع استراتيجية يتمركز فيها الحوثيون داخل العاصمة صنعاء.

وأشارت المصادر إلى أن استخدام صواريخ "توماهوك"، المعروفة بدقتها العالية وقدرتها على إصابة الأهداف البعيدة، يعكس تغييراً في الاستراتيجية الأمريكية حيال التعامل مع التهديدات الحوثية.

خلفية الحدث

تأتي هذه الضربات بعد تصاعد الهجمات التي تنفذها جماعة الحوثيين ضد أهداف حيوية في دول الجوار، بما في ذلك السعودية والإمارات، فضلاً عن استهدافهم للملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب.

وتعد هذه الضربات أول استخدام مباشر للقوات الأمريكية لصواريخ بعيدة المدى ضد الحوثيين، ما يشير إلى احتمالية دخول واشنطن بشكل مباشر في النزاع اليمني.

تفاصيل العملية

وفقًا للتقارير الأولية، استهدفت الضربات مواقع متعددة تُعتقد بأنها تضم منشآت عسكرية ومخازن أسلحة تابعة للحوثيين.

كما أكدت المصادر أن القصف تم باستخدام صواريخ "توماهوك"، وهي صواريخ موجهة بدقة تُطلق من السفن أو الغواصات، وتتميز بقدرتها على ضرب أهدافها على مدى يصل إلى 1600 كيلومتر.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي تم تداولها على نطاق واسع، آثار الدمار الكبير الذي خلفته الضربات في المناطق المستهدفة، ما يشير إلى تحقيق القوات الأمريكية أهدافها بدقة.

ردود الفعل

حتى الآن، لم تصدر أي بيانات رسمية من الجانب الأمريكي حول هذا القصف، لكن مراقبين يرون أن هذه الخطوة قد تكون رسالة واضحة للحوثيين ولداعميهم الإقليميين بأن الولايات المتحدة لن تتردد في استخدام قوتها العسكرية للتعامل مع التهديدات التي تؤثر على الأمن الإقليمي والدولي.

من جانبهم، رد الحوثيون عبر وسائل إعلامهم الرسمية، معتبرين أن الضربات تمثل "تصعيداً خطيراً" ومؤكدين أنهم سيواصلون الدفاع عن أنفسهم ضد ما وصفوه بـ"العدوان الأمريكي".

تداعيات التحرك الأمريكي

يُنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها تطوراً غير مسبوق في تحركات القوات الأمريكية في اليمن، حيث كانت واشنطن حتى الآن تكتفي بتقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي لدول التحالف العربي بقيادة السعودية.

ومع ذلك، فإن استخدام صواريخ "توماهوك" يشير إلى أن الولايات المتحدة قد بدأت مرحلة جديدة من التدخل المباشر، ربما بهدف تقويض القدرات العسكرية للحوثيين وردعهم عن شن هجمات مستقبلية.

وتعليقاً على هذه التطورات، قال محللون سياسيون إن هذا القصف قد يؤدي إلى تصعيد جديد في النزاع اليمني، خاصة إذا قرر الحوثيون الرد بشكل مباشر على الأراضي أو المصالح الأمريكية في المنطقة.

ما التالي؟

مع استمرار التوترات في المنطقة، يبقى السؤال حول الخطوات القادمة للولايات المتحدة والحوثيين. فهل ستزيد واشنطن من حملاتها العسكرية ضد الحوثيين؟ وهل سيمثل هذا القصف نقطة تحول في الحرب اليمنية المستمرة منذ سنوات؟