في إطار جهودها الإنسانية لدعم الفئات الأكثر احتياجًا، استكملت مؤسسة "ذو النورين" الخيرية التنموية، بالشراكة مع مؤسسة "صلاح جابر بن شعيله" الخيرية التنموية، توزيع كسوة عيد الفطر على سكان منطقة سلا وسلا الجبل في محافظة أبين، وهي المناطق التي عانت من إهمال من قبل الجهات الداعمة بسبب العزلة الشديدة التي يفرضها الموقع الجغرافي.

وقد عبرت رئيسة مؤسسة "ذو النورين"، الأستاذة نور عيدروس، عن مشاعرها بعد زيارتها لهذه المنطقة النائية، حيث أكدت أن الوصول إليها كان يتطلب جهدًا كبيرًا، حيث تمت قيادة السيارة لساعات طويلة عبر الصحاري الواسعة، ورغم الصعوبات والتضاريس الوعرة التي واجهتها، لم تتوانَ المؤسسة عن إيصال المساعدات إلى أهالي المنطقة الذين يعانون من ظروف قاسية.

وقالت الأستاذة نور العيدروس: "عند دخولي لهذه المنطقة، وبعد معاناة شديدة للوصول إليهم، كان أول ما لفت انتباهي هو مشهد الأطفال الذين شعروا بالهلع لرؤية الغرباء، فقد كانت هذه هي المرة الأولى التي يشاهدون فيها أشخاصًا من خارج منطقتهم. كان الأمر صادمًا بالنسبة لي، حيث بدأ التساؤل يطرأ في ذهني: هل سنتمكن من فهم كلامهم؟ وهل يستطيعون فهمنا؟"

وأضافت عيدروس: "لقد شاهدنا أيضًا العديد من الأشخاص الذين يعانون من أمراض مستعصية، وكذلك المكفوفين، وعلى الرغم من معاناتهم، يتميزون بالطيبة الشديدة. وعندما حان وقت صلاة الظهر، توجهنا للصلاة معهم في جماعة على أرض مليئة بالحجارة الجبلية لتجنب الرمال أثناء السجود، حيث يعيشون تحت الجبل مباشرة."

وأوضحت العيدروس أن المؤسسة قامت بتوزيع كسوة العيد على الأطفال والعائلات هناك، وقد تم اختيار الأصناف بعناية لتناسب مختلف الأعمار، وكانت ردود فعل السكان إيجابية للغاية. كما استطلعت المؤسسة أمنياتهم، وكانت أبرز أمنياتهم الحصول على ماء صالح للشرب وخيم تقي أطفالهم من الأمطار.

وفي ختام تصريحها، أكدت الأستاذة نور عيدروس أن هدف المؤسسة من هذه الحملة الإنسانية هو تكريس الجهود لتنفيذ مشروع حفر بئر ماء كصدقة جارية لأبناء هذه المنطقة التي تعاني من شح المياه، إضافة إلى استمرار تقديم المساعدات لهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها، خاصة في المناطق النائية.

كما قدمت عيدروس شكرها الخاص للأخ ماجد الراعي، الملقب بأبو الحسن والحسين، على دعمه المستمر للمؤسسة ولجهوده الخيرية في هذه المنطقة.