تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
شيبوب .. و الرؤية من الشبابيك!!
271 قراءة  |

مع نهاية سبعينيات القرن الماضي ، كان اسلوب الغناء العربي الكلاسيكي يعيش ازمة عميقة بعد ان رحلت اركانه العتيدة (ام كلثوم ، عبدالحليم) ، و خلال هذه الفتره برزت محاولات جاده لاحياء نسخ كلثومية (ورده الجزائرية و عزيزة جلال) او حليميه (علي الحجاز ، هاني شاكر ) . الا ان هذه المحاولات لم تكن كافية لتجديد شباب الغناء العربي الكلاسيكي بعد ان بلغ ذروة مجدة في الخمسينيات والستينيات.

في هذه اللحظة كان ثمة نخبه موسيقية شابه تحاول اعادة ابتكار الموسيقى العربية من خلال مزج الشرق بالغرب ، وكان روادها هاني شنوده ويحيى خليل ، اللذان اسسا فرق موسيقية عزفت الحان مختلفه ، وقد كانت تجارب هذه الفرق بمثابة الارهاصات التي سبقت الثورة العربية المعاصرة في الموسيقى.

ان حالة الخمول التي اصابت الاغنية الطربية الكلاسيكية من جهه ، و الحراك الموسيقي للفرق الشبابية من جهة ثانيه ، و رغبة الشارع في الاستماع الى اشكال لحنية جديدة من جهة ثالثه ، كل هذا شكل البيئة المثلى لولادة الاغنية العربية التي نعرفها اليوم.

وقد كان قائد هذه الثورة شاب اسمر نوبي ، جاء من خلفيه يساريه و حظي بثقافة موسيقية واسعه جمعت بين التراث الشعبي و الطرب الشرقي و التحديث المتسارع في الغرب ، و في بدايه الثمانينات قرر الشاب محمد منيز ان يخلق تجربته الخاصه وان لا يكون عندليب اسمر جديد. فترك السلم السباعي التقليدي للموسيقى الكلاسيكية ، واستعان بالسلم النوبي الخماسي لكي يصنع لحن اسرع ايقاعا. لقد عاد منير خطوة للخلف كي ينطلق خطوات للامام.

وقد اكتملت اركان تجربة منير الثورية حينما وقع اختياره على قصيدة شبابيك للشاعر مجدي نجيب ، وهي قصيده تحكي عن معتقل قرر ان ينسى عتمة السجن وان يشاهد العالم من شباك زنزانته .. لان "الدنيا كلها شبابيك".

ومن هذه الشبابيك خرجت ايضا الاغنية العربية من اشكالها القديمة وولد شكل غنائي جديد استمر معنا الى اليوم . لقد ولد "البوب العربي المعاصر" ، الذي استمر بالتطور الى ان بلغ ذروة نضوجه مع مطلع الالفية الجديدة ، وتحديدا باغنية "تملي معاك".

اما في اليمن ومنذ الثمانيات و حتى الالفية الثالثة ، فقد كان المشهد الفني يمضي برتابة اكبر تصل حد التخلف ؛ لقد ناضل اغلب فنانو اليمن لاحياء التراث بصورته التقليدية و ابتكار تنويعات لحنية من داخله ، في حين سعت نخبه رائده الى محاولة تطريب الغناء التراثي و الشعبي و تحويله الى موسيقى كلاسيكية (ابو بكر ، احمد قاسم).

والعجيب ان الشارع اليمني لم يكن يشعر باي حاجه الى التجديد ، لقد عاش اليمنيون حاله فصام : اكتفوا بالاستماع الى فنهم الاصيل باعتباره متحف تاريخي لا يجوز المساس به ، و انفتحوا على الاستماع على اغاني البوب العربي الجديد لكن دون الرغبه في محاكاتها.

الا ان هذا الرضا و الجمود بدأ بالتزعزع قليلا مع العقد الاول من القرن الحادي والعشرين ، فقد اسهمت ثورة الانترنت في دفع الاجيال الجديدة للتجريب كهواة ، وبالطبع بدأنا نسمع نوعا من التجديد البسيط والطفولي الذي ظهر من خلال الفرق الموسيقية في زفات الاعراس و دخول "الاورج" و كذلك بمحاولات الشباب اليمني لغناء الراب.

كل هذا كان مجرد تعبير عن احتياج شديد لثورة فنيه ؛ ومثلما هو الحال في مصر جاء شاب اسمر ليحاول الاضطلاع بهذه المهمه ، لقد فعل هاني الشيباني "شيبوب" تماما مثلما فعل منير ، عاد خطوه للخلف كي يتقدم خطوات للامام ، فكانت ثورة "انا عودت عيني على رؤياك" ، لقد كانت هذه الاغنية هي نقطة التحول في شكل الموسيقى اليمنية ، ومثلت استئنافا لمحاولات التجديد الطربي للاباء ، عبر ادخال توزيع موسيقي جديد باسلوب البوب المعاصر.

لقد قرر شيبوب ان يتشجع وان ينظر من الشبابيك ، لم يكتفي بالغناء داخل الزنزانه حتى وان كان ذلك سوف يجتذب التصفيق المضمون الذي يناله مطربين كبار ، لقد حاول ان يكون نفسه ان يكون تجربته ولا يكتفي بكونه مغني سهرات واعراس.

بالطبع ما كان لشيبوب ان بفعل هذا لولا سعة اطلاعه الموسيقي ، خلال اسبوعين في القاهره اسعفني الحظ للاقتراب مع هذا الشاب ، ولم اجده يمتنع عن الاستماع لاي لون فني غربي شرقي افريقي يمني خليجي مصري ، كل انواع الموسيقى الطرب البوب الروك الجاز الراب الراي المهرجنات. لذا فهو لا يخجل و لا يخاف من التجريب والتجديد.

في احدى نقاشاتنا حاولت ان استعرض له ثقافتي كي يقبلني كصديق ، فاخبرته انه بحاجه الى اغنيه "هت" بتوزيع طارق مدكور .. نظر الي شيبوب بفرح لاني فكرت بهذه الطريقه ، ثم تحسر وقال والله حاولت اطرق بابه بشتى الطرق ، ولو ثمة جهة تمول مشروع تجديد للفن اليمني بوسعنا ان نعمل الكثير.

اخبرني شيبوب انه حتى حاول التواصل والتعاون مع فرقة شارموفرز ، واخبرني كيف انه يفكر في تطوير اغنيه يمينة تراثيه باسلوب التراب ؛ حينها قلت له يا شيبوب انت مطالب تنجز لنا ما قام به منيز وعمر دياب و حماقي وويجز ، قدرك ان تصنع معجزة وليس فقط ثورة!

و لقد جاءت اغنية "فعلة" لتثبت لي باطمئنان شديد ان ما بدأه شيبوب لم يكن مجرد دعوة طموحه ، بل هو مشروع فني حي ينمو ويتطور ، و هو مشروع سوف يحاكيه كافة افراد الجيل الجديد من الفنانين اليمنين عاجلا ام اجلا .. اما حراس التناحه و قاطنو الزنزانه فلن يرضيهم اي احد يحاول النظر من الشبابيك .. ناهيك عمن سيحاول كسر باب السجن!!

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

صحافة نت

تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
جهينة يمن | 780 قراءة 

الكشف عن هوية القيادي الحو ثي الذي اعلنت أمريكا اغتياله امام منزل عشيقته


المنتصف نت | 553 قراءة 

واصلت القوات الامريكية ضرباتها الصاروخية والجوية على مواقع واهداف تابعة لعصابة الحوثي الايرانية المص


نيوز لاين | 480 قراءة 

دوله عربيه تفاجئ اليمنيين بهذا الاعلان..تفاصيل


جهينة يمن | 471 قراءة 

عاجل:الحو ثيين يعلنون شن هجوم كبير


جهينة يمن | 424 قراءة 

تعرف على اللاعب الذي قتل بالغارة التي استهدفت الحديدة الليلة



أثار تسريب صوتي صادم منسوب لمصلح الذرحاني، قائد شرطة مديرية دار سعد التابع لمليشيا المجلس الانتقالي


المشهد اليمني | 283 قراءة 

كشفت مصادر إعلامية ومحلية وعسكرية متطابقة، تفاصيل الغارات العنيفة التي شهدتها عدد من المحافظات ال


العربي نيوز | 280 قراءة 

انتشر مقطع فيديو، صادم،طارق عفاش قائد قوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المش


موقع الأول | 240 قراءة 

منطقة تمركز عسكري للحوثية منذ سنوات، تقع فيها مجمعات متعددة متباعدة طورتها الجماعة مستفيدة من جباله


المرصد برس | 223 قراءة 

أعلنت وزارة الداخلية السودانية عن إعفاء اليمنيين من تأشيرة الدخول ورسوم الإقامة، إلى جانب غرامات الت