قام رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، الأربعاء، بزيارة لمؤسسة الحق في الحياة لأطفال الشلل الدماغي بالعاصمة المؤقتة عدن، حيث اطمأن على الوضع الصحي للأطفال والخدمات المقدمة لهم، وقدم دعماً مالياً للمؤسسة لتوسيع خدماتها، ووجه بإنشاء مقر جديد لها لزيادة قدرتها الاستيعابية.

وعايد دولة رئيس الوزراء الأطفال المقيمين في مؤسسة الحق في الحياة، وقدم لهم الهدايا بمناسبة قرب حلول عيد الفطر المبارك، وتحدث معهم حول نشاطاتهم اليومية وبرامج التأهيل التي يتلقونها ورعايتهم صحياً وفكرياً ونفسياً.

وتعرف الدكتور أحمد عوض بن مبارك على عدد من قصص النجاح لأطفال استطاعوا عبر برامج المؤسسة تخطي المراحل العلاجية واستعادة نشاطهم في المشي والتعافي وتقليل آثار المرض، بعضها عبر العلاج الطبيعي أو التدخلات الجراحية والتأهيل لذوي الهمم من الأطفال المصابين بالشلل الدماغي، معرباً عن إعجابه وتقديره للخدمة الإنسانية الجليلة التي تقدمها المؤسسة لهذه الشريحة الهامة.

وحيا جهود جميع العاملين والكوادر فيها وما يبذلونه من عطاء يستحق الاجلال والتقدير، وتبادل معهم التهاني بخواتم شهر رمضان المبارك وقرب حلول عيد الفطر، وشكرهم على تفانيهم وعملهم الإنساني في خدمة هذه الشريحة الهامة من الأطفال.

وتجول رئيس الوزراء في مختلف أقسام المؤسسة والتي تقدم خدماتها لحوالي 350 طفلاً، واستمع إلى شرح مفصل حول الخدمات التأهيلية والصحية والتعليمية التي تُقدم للنزلاء، وآليات التمويل للمؤسسة، والتي تعتمد بشكل أساسي على الدعم المقدم من المنظمات الخيرية المحلية والدولية والتبرعات والمساهمات المجتمعية.

واطلع الدكتور أحمد عوض بن مبارك من مديرة المؤسسة الدكتورة فرح مدحي، على أنشطة المؤسسة وبرامجها وخدماتها والتحديات التي تواجهها، بما في تزايد أعداد الأطفال المصابين بالشلل الدماغي سنويا، ونقص الإمكانيات اللازمة للرعاية والاخصائيين، مؤكدة الحاجة إلى اعتماد التأهيل الأكاديمي للمعلمين في المدارس لاستيعاب الأطفال الذي يحتاجون إلى عناية خاصة ومنهم المصابين بالشلل الدماغي.

كما اطلع على جهود المؤسسة في جانب التعليم لأطفال الشلل الدماغي في المراحل البدائية لحياتهم مروراً بأعوام تؤهلهم وتصقلهم بفترة مستقبلية للاندماج مع الأطفال الأصحاء واشتراكهم وانخراطهم بجميع مجالات الحياة دون عائق أو حاجز أو صعوبة، وأهمية ذلك في تقوية قدراتهم العقلية والجسدية ضمن برامج متعددة لكل مرحلة عمرية، وتحاور مع عدد من الأطفال حول ما اكتسبوه من مهارات تعليمية وسلوكية وحركية حتى وصلوا إلى مستوى من الاستقلالية، وتطوير قدراتهم الفكرية والجسمانية.

واعتبر رئيس الوزراء مؤسسة الحق في الحياة نموذجاً للعمل الإنساني المتميز والذي يجب دعمه وتعزيزه من قبل الجهات الحكومية والمنظمات المحلية والدولية والمجتمع المدني ورجال الأعمال وفاعلين الخير والمجتمع للارتقاء بالخدمات المقدمة ومنح حياة أفضل وأرقى لأطفال الشلل الدماغي، مشدداً على ضرورة العمل لضمان حصول الأطفال على حقوقهم في التأهيل والتعليم والرعاية الصحية، واهتمام الحكومة برعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

ووجه الدكتور أحمد عوض بن مبارك الجهات المعنية بتوفير أرض مناسبة لإنشاء مقر رئيسي جديد لمؤسسة الحق في الحياة يساهم في تحسين بيئة العمل وزيادة قدرتها الاستيعابية، وأعلن عن تقديم مساهمة مالية لدعم موازنة المركز لضمان استمرارية الخدمات المقدمة للأطفال المستفيدين، وحث الخيرين من رجال الأعمال على زيادة دعمهم لهذه الأعمال الإنسانية، مؤكداً على قيادة المؤسسة إعداد خطط للبحث عن مصادر دعم إضافية لضمان تمويل مستدام يساعدها على تطوير برامجها وتوسيع نطاق خدماتها.

ووجه رئيس الوزراء وزارة الصحة العامة والسكان بالتنسيق مع الوزارات والجهات ذات العلاقة، بضرورة التوعية بأهمية الوقاية للحد من الإعاقات، وتعريف المجتمع بالأسباب المؤدية للإصابة بالشلل الدماغي، وطرق تجنبها، مؤكداً أن الحكومة وبتوجيهات من مجلس القيادة الرئاسي تولي ذوي الهمم اهتماماً خاصاً باعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من المجتمع، ويتمتعون بمواهب وإمكانيات هائلة تحتاج للاهتمام والفرص والإمكانيات المناسبة ليظهروا أفضل ما لديهم.

رافقه خلال الزيارة مستشار رئيس الوزراء السفير مجيب عثمان.