تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
أمين الوائلي.. قائد حميري حمل راية الجمهورية حتى الشهادة
58 قراءة  |

كتب| محمد العياشي

تكتب سيرة اللواء الركن أمين عبدالله الوائلي بحروف من نار وإباء. نور يطارد ظلمة الكهوف، هو قائد جمع بين بسالة المجاهدين وفلسفة العرفاء، فحارب بجسد أضناه السرطان، وروح أذابت صخور العصاة. إنه ابن سبتمبر الثائر، الذي رأى النور عام 1962، عام الثورة السبتمبرية الخالدة، ليكمل مسيرة التحرر من كهنوت الاستبداد، ويحمل سيف الجمهورية حتى آخر نفس.

وُلد الوائلي في زمن الثورة، حين كانت اليمن تنادي بفجر جديد. تربى في أحضان الأرض الحميرية العتيقة، التي ورثت عبق المجد التليد وصلابة الجبال. تلقى علم العسكرية فأتقن فن القيادة بعقل استراتيجي وقلب متواضع. لم يكن جنديا عاديا، بل كان “فارس الجمهورية”، يجسد حب الوطن في كل طلقة وخطوة.

مقاتل السرطانين.. حين ينتصر الإرادة على الموت، والوائلي شغل نفسه بحق أعظم: حماية الوطن. حارب سرطان الجسد بصبر الأولياء، وسرطان الانقلاب الحوثي بأسود. كان يردد: “ليس لليمني عذر إن قعد.. فالوطن أم تنادي بالفداء”. فصمد أمام آلام العلاج، وقاد المعارك من على كرسي القيادة، كأنه يلقي درسًا في “الخلود المؤجل”.

خاض الوائلي معارك التحرير كخطوات سالك نحو الحق. من جبال صعدة المتمردة إلى سهول الجوف الغاضبة، وصولا إلى مأرب، الحاضنة التاريخية لقصص الصمود. في كل جبهة كان يذكر الجنود بكلمات الرفاعي: “الشجاعة لغة الروح حين تعجز الألسنة”. ففي معركة الكسارة، حيث استشهد في 27 مارس 2021، حول التراب إلى سلاح، والدم إلى شعر يغني لليمن المحتضر.

الاستشهاد عند الوائلي لم يكن نهاية، بل كان انتقالا من فعل الجهاد بالأجساد إلى جهاد الذكرى بالأرواح. قال الغزالي: “الشهيد يرى مقعده من الجنة، فيضحي دنياه جنة”. وهكذا، صار شهيد مأرب قنديلا ينير لليمنيين درب الثورة. إن دمه الطاهر كالكلمات النورانية يحرك في النفوس سؤال الإرادة: أترضى بالذل أم تثور كالوائلي؟

مضت خمسة أعوام على رحيل “جنرال الصحراء”، لكن أسطورته تزداد وهجا. إنه يرفض أن يغيب عنه الموت، فظله مسطور في جباه المقاتلين. وها هي مأرب، التي دافع عنها، تصبح رمزا لصمود جيل واعٍ، يقرأ في سيرة شهيدهم عبرة الغزالي: “من عرف الله.. لم ترعه المخافة”.

يا أبناء اليمن! هذا شهيدكم ينظر إليكم من علياء الملكوت، ويذكركم بكلمة الرفاعي: “لا تخافوا موتا تحيون به الكرامة”. الوائلي لم يمت، بل صار فكرة تحارب الظلم، وعزيمة تسقي تراب الوطن. فكونوا – كما أراد – جنودا للوطن، لا للقبيلة أو الكهنوت. وإن سألت: كيف نكرمه؟ فالجواب: أن تحمي الجمهورية، كما حماها هو.. حتى آخر طلقة.

{ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون}

تعليقات الفيس بوك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
المشهد الدولي | 1245 قراءة 

حراك رئاسي يقوم به نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس الزُبيدي تفاصيل


مساحة نت | 1204 قراءة 

بينما كانت الأنظار شاخصة نحو اجتماع "ترقيعي" في الرياض لمحاولة إنقاذ ما تبقى من المجلس الرئاسي الي


مساحة نت | 884 قراءة 

في تحرك مفاجئ وخطير، أعادت السعودية تحريك الملف العسكري في اليمن، وسط تصاعد التوترات الإقليمية واق


المشهد اليمني | 781 قراءة 

ثورة غضب عارمة اجتاحت عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق عفاش فأطلق بيان ناري يهدد ويتوعد ويطالب الرئي


مساحة نت | 758 قراءة 

في تطور ينذر بانفجار سياسي وأمني وشيك، عقد رئيس المجلس الرئاسي اليمني الموالي للسعودية، رشاد العلي


جهينة يمن | 613 قراءة 

ملكة جمال اليمن اية دحان: “صورتـي مش استفزاز.. لكن البعض يرى المرأة مصيبة”


كريتر سكاي | 604 قراءة 

 دوى انفجار قبل قليل بمحافظة تعزواكدت مصادر ان إنفجار عنيف هز أرجاء وا


جهينة يمن | 589 قراءة 

ستنطلق خلال الساعات القادمة...الكشف عن تفاصيل جلسة أمنية سرية إسرائيلية ناقشت عملية كبرى في اليمن "ت


قشن برس | 434 قراءة 

    ذكرت تقارير صحفية يوم الأحد، أن انفجارا كبيرا هز جنوب العاصمة الأمريكية واشنطن.


صوت العاصمة | 382 قراءة 

‎بينما كانت الأنظار شاخصة نحو اجتماع "ترقيعي" في الرياض لمحاولة إنقاذ ما تبقى من المجلس الرئاسي اليم