تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
أمين الوائلي.. قائد حميري حمل راية الجمهورية حتى الشهادة
26 قراءة  |

كتب| محمد العياشي

تكتب سيرة اللواء الركن أمين عبدالله الوائلي بحروف من نار وإباء. نور يطارد ظلمة الكهوف، هو قائد جمع بين بسالة المجاهدين وفلسفة العرفاء، فحارب بجسد أضناه السرطان، وروح أذابت صخور العصاة. إنه ابن سبتمبر الثائر، الذي رأى النور عام 1962، عام الثورة السبتمبرية الخالدة، ليكمل مسيرة التحرر من كهنوت الاستبداد، ويحمل سيف الجمهورية حتى آخر نفس.

وُلد الوائلي في زمن الثورة، حين كانت اليمن تنادي بفجر جديد. تربى في أحضان الأرض الحميرية العتيقة، التي ورثت عبق المجد التليد وصلابة الجبال. تلقى علم العسكرية فأتقن فن القيادة بعقل استراتيجي وقلب متواضع. لم يكن جنديا عاديا، بل كان “فارس الجمهورية”، يجسد حب الوطن في كل طلقة وخطوة.

مقاتل السرطانين.. حين ينتصر الإرادة على الموت، والوائلي شغل نفسه بحق أعظم: حماية الوطن. حارب سرطان الجسد بصبر الأولياء، وسرطان الانقلاب الحوثي بأسود. كان يردد: “ليس لليمني عذر إن قعد.. فالوطن أم تنادي بالفداء”. فصمد أمام آلام العلاج، وقاد المعارك من على كرسي القيادة، كأنه يلقي درسًا في “الخلود المؤجل”.

خاض الوائلي معارك التحرير كخطوات سالك نحو الحق. من جبال صعدة المتمردة إلى سهول الجوف الغاضبة، وصولا إلى مأرب، الحاضنة التاريخية لقصص الصمود. في كل جبهة كان يذكر الجنود بكلمات الرفاعي: “الشجاعة لغة الروح حين تعجز الألسنة”. ففي معركة الكسارة، حيث استشهد في 27 مارس 2021، حول التراب إلى سلاح، والدم إلى شعر يغني لليمن المحتضر.

الاستشهاد عند الوائلي لم يكن نهاية، بل كان انتقالا من فعل الجهاد بالأجساد إلى جهاد الذكرى بالأرواح. قال الغزالي: “الشهيد يرى مقعده من الجنة، فيضحي دنياه جنة”. وهكذا، صار شهيد مأرب قنديلا ينير لليمنيين درب الثورة. إن دمه الطاهر كالكلمات النورانية يحرك في النفوس سؤال الإرادة: أترضى بالذل أم تثور كالوائلي؟

مضت خمسة أعوام على رحيل “جنرال الصحراء”، لكن أسطورته تزداد وهجا. إنه يرفض أن يغيب عنه الموت، فظله مسطور في جباه المقاتلين. وها هي مأرب، التي دافع عنها، تصبح رمزا لصمود جيل واعٍ، يقرأ في سيرة شهيدهم عبرة الغزالي: “من عرف الله.. لم ترعه المخافة”.

يا أبناء اليمن! هذا شهيدكم ينظر إليكم من علياء الملكوت، ويذكركم بكلمة الرفاعي: “لا تخافوا موتا تحيون به الكرامة”. الوائلي لم يمت، بل صار فكرة تحارب الظلم، وعزيمة تسقي تراب الوطن. فكونوا – كما أراد – جنودا للوطن، لا للقبيلة أو الكهنوت. وإن سألت: كيف نكرمه؟ فالجواب: أن تحمي الجمهورية، كما حماها هو.. حتى آخر طلقة.

{ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون}

تعليقات الفيس بوك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

صحافة نت

تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
حشد نت | 1582 قراءة 

لا مكان للتراجع... طارق صالح: المعركة الفاصلة تقترب


كريتر سكاي | 1502 قراءة 

شن الطيران غارتين جوية قبل قليل في الحديدةوبحسب مصادر فان الغارتين استهدفت


حشد نت | 1419 قراءة 

قادة مليشيات الحوثي يهربون عائلاتهم ويبيعون ممتلكاتهم


نافذة اليمن | 994 قراءة 

تقدَّم عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي بخطاب رسمي إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، طالبوا فيه بتغيير


المنارة نت | 774 قراءة 

غارات أمريكية تدمر مخابئ سرية لقيادات وأسلحة الحوثيين في كتاف وبني حشيش


كريتر سكاي | 683 قراءة 

أثار السياسي اليمني علي البخيتي جدلاً واسعًا بتصريحاته حول قضية اللاجئ السع


جهينة يمن | 661 قراءة 

في جبال صعدة...شاهد "صور" جوية لأنفاق ومخازن الصواريخ الحوثية المخبأة (فيديو)


سما نيوز | 649 قراءة 

أثار الوزير اليمني السابق خالد الرويشان جدلاً واسعًا بتصريحاته الأخيرة حول حجم الحوالات المالية الوا


الأمناء نت | 552 قراءة 

عاجل : قصف أمريكي يستهدف سيارة يعتقد انها لقيادي حوثي في صنعاء


الميدان اليمني | 535 قراءة 

أكد الفلكي اليمني محمد عياش، أن من أعلنوا عيد الفطر يوم الأحد وأفطروا بناءً على ذلك، عليهم قضاء يوم