وجهت جماعة الحوثي الانقلابية رسميا، تهديدا جريئا وخطيرا لامريكا والسعودية والشرعية اليمنية، بما سمته "المزيد من خيارات الردع" قالت أنها كفيلة بأن "تدفع عن بلدنا تجاوز أي متغطرس" وتعهدت بأنها "ستعلن عنها عند اللزوم". كاشفة عن "اجراءات وتنسيقات" لتجاوز آثار القرارات والعقوبات الامريكية، وموجهة خطاب تحدٍ  للرئيس الامريكي دونالد ترامب.

جاء هذا في خطاب وجهه رئيس ما يسمى "المجلس السياسي الاعلى" لسلطات جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي، القيادي الحوثي البارز، مهدي المشاط، بمناسبة ما يسمى "اليوم الوطني للصمود 26 مارس" في اشارة إلى تاريخ التدخل العسكري للتحالف بقيادة السعودية والامارات وانطلاق عمليات "عاصفة الحزم".

وزعم: إن اطلاق عاصفة الحزم جاء "لأن شعبنا اليمني أراد بلده يمناً على نهج تاريخه التليد لا يخضع لوصاية سفير ولا تُتخذ قراراته تبعاً لأقبية سفارات ولا يتحول حكامه إلى موظفين للخارج دون شعبهم، أراده شعبنا يمناً لا يحني رأسه لغير بارئه، ولا يركع لطاغوت في البيت الأبيض أو غيره أينما وجد في هذه الدنيا".

مضيفا: "نحيي هذه المناسبة وبلدنا يتعرض اليوم لعدوان أمريكي جديد استهدف العاصمة صنعاء وعدداً من المحافظات بعشرات الغارات أسفرت عن ارتقاء العشرات من الشهداء والجرحى". وأردف قائلا: إن "العدوان الأمريكي الغاشم على بلدنا في 16 مارس الجاري إنما هو امتداد لعدوانه في 26 مارس 2015م".

وتابع المشاط: "العدوان الأمريكي جاء إسنادًا للعدو الصهيوني بعد إعلان اليمن موقفه في إسناد الشعب الفلسطيني تجاه ما يقوم به "الكيان المؤقت" من تجويع لـ 2 مليون من أبناء غزة، ونؤكد أن شعب الايمان والحكمة لن يتأثر ولن يتراجع، بقدر ما يزيده ذلك إصراراً على الصمود، واستمراراً في المساندة والنصرة".

متحديا الحملة العسكرية الامريكية المتواصلة على العاصمة صنعاء ومحافظات سيطرة الجماعة، بقوله: "نجدد التأكيد على موقفنا الديني والمبدئي الثابت في مساندة الشعب الفلسطيني المظلوم وأهلنا في غزة. نؤكد استمرار عمليات الإسناد مهما كانت التبعات، ولن يثنينا العدوان الأمريكي بكل أشكاله عن الاستمرار في المساندة".

وأضاف القيادي الحوثي: "موقفنا في الجمهورية اليمنية واضح وثابت في مساندة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة . لن يتغير موقفنا المساند لغزة حتى وقف العدوان ورفع الحصار مهما كانت التبعات ومهما كانت النتائج". مردفا: "كما حقق شعبنا بفضل الله انتصاره سابقا، سيحققه اليوم وغداً وفي المستقبل إن شاء الله".

معلقا على قرار الولايات المتحدة الامريكية تصنيف الجماعة "منظمة ارهابية" وفرض عقوبات اقتصادية ومالية على قيادات الجماعة وسلطاتها بما في ذلك الاستيراد عبر موانئها، بقوله: "القرارات الأمريكية تجاه شريحة واسعة من الشعب اليمني لا شرعية لها وليست ملزمة لأحد ويفترض التصدي لها كما يجب إدانتها".

وتابع: "القرارات الخرقاء لإدارة المجرم ترامب تجاه شريحة واسعة من الشعب اليمني تجاوز للمواثيق الدولية واستهتار بها ومحاولة يائسة لحماية العدو الصهيوني ودعم جرائمه وعدوانه وحصاره. وجاءت متزامنة مع عقوبات أمريكية على محكمة الجنايات الدولية بسبب خطواتها إزاء الجرائم الصهيونية البشعة بحق أهلنا في غزة".

معلنا عن "خيارات ردع"، بقوله: "لدينا من الخيارات ما يدفع عن بلدنا تجاوز أي متغطرس وسنعلن عنها عند اللزوم. ونؤكد أن هناك تنسيقات جارية مع جميع الأطراف التي ستتأثر بتداعيات القرارات الأمريكية الرعناء، قمنا بالترتيب مع كثير من الجهات المعتمدة على الصادرات الأمريكية بما لا يسمح للأمريكي بجر أحد معه".

ومضى متحديا لأمريكا، بقوله: "الأمريكي سيكون المتضرر على نحو يحرمه من تحقيق شعاره "أمريكا أولاً" وستكون الأولى في الإجرام ومساندة الإرهاب الصهيوني فقط. وأقول للمجرم ترامب الكافر: إن قرارك المتمثل في الاعتداء على بلدنا لإثنائنا عن مساندة غزة لن ينجح، ولن نتوقف حتى وقف العدوان ورفع الحصار عنها".

مضيفا: "أقول للمجرم ترامب إن فترتك الرئاسية لن تكفيك لإثنائنا عن موقفنا، بل إن فترة عمرك المتبقية غير كافية لتحقيق ذلك". وأردف القيادي الحوثي المشاط، مخاطبا الرئيس الامريكي دونالد ترامب: "حربك ليست جديدة علينا فنحن في مواجهتها منذ عقود، ولو أنها بعناوين مختلفة، إلا أننا جاهزون للمواجهة عبر الأجيال".

وتابع: "أؤكد للمجرم ترامب الكافر أن الذي أشار عليك باليمن كميدان لفتل عضلاتك واستعراض تكبرك أخطأك الصواب وأدخلك في مأزق. اليمن عبر التاريخ ميدان الركلات الأخيرة للإمبراطوريات المستكبرة وبداية انحسارها بدأ يوم فكرت نفس تفكيرك". مجددا "مساندة غزة مستمرة حتى وقف العدوان ورفع الحصار مهما كانت التبعات ومهما كانت النتائج".

مخاطبا الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والتحالف العربي بقيادة السعودية، بقوله: "شعب الإيمان والحكمة شب عن الطوق وعلى المسارعين لخدمة السياسة الأمريكية التريث، فعاقبة المسارعة الندم. ما يعيشه أبناء شعبنا في المناطق المحتلة، وضع لا يمكن السكوت عنه أو السماح به وسنعمل على تحرير كل شبر من اليمن وافشال كل المؤامرات".

مضيفا: "تعرض بلدنا لعدوان خارجي مسنوداً بتحالف دولي وإشراف أمريكي وصمت أممي، دون أي مبرر أو مشروعية، وها نحن نجدد الاحتفاء بالثبات، والصمود الذي كسرنا به وسنكسر به إلى ما شاء الله كلّ من يهدف إلى كسر إرادة هذا الشعب وتركيعه واحتلال أرضه، وإعادة الوصاية الخارجية عليه بعد تحرره في ثورة 21 سبتمبر 2014م" حسب تعبيره.

وتابع: "على النظام السعودي إذا كان صادقاً في دعواه وحريصاً على السلام والأمن في المنطقة أن يمضي قدماً في تنفيذ الاتفاقات التي تقود نحو تحقيق السلام الشامل والدائم. عليه تنفيذ متطلبات السلام المتمثلة في وقف العدوان ورفع الحصار وانسحاب القوات الأجنبية بشكل كامل من اليمن، ومعالجة ملفات الأسرى والتعويضات وجبر الضرر وإعادة الإعمار".

مخاطبا حكام الدول العربية والاسلامية بقوله: "أدعو قادة الدول العربية إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية من خلال معالجة المشاكل البينية ورفع مستوى التنسيق العربي والتضامن والدفاع المشترك لمواجهة مؤامرات أعداء أمتنا، الأخطار والتهديدات لن تتوقف عند حد معين وستنتقل إلى كل دولة عربية لاستباحة المنطقة وإخضاعها للعدو الإسرائيلي". حسب تعبيره.