العاصفة نيوز/حكيم الشبحي:

يحل عيد الفطر هذا العام على اليمنيين وسط أوضاع اقتصادية خانقة ألقت بظلالها الثقيلة على تفاصيل الحياة اليومية لتجعل من الفرحة التي اعتاد الناس استقبال العيد بها مجرد ذكرى بعيدة.

فبين تدني مستوى الرواتب وانعدام فرص العمل وارتفاع الأسعار الجنوني في الملبس والغذاء يجد المواطن البسيط نفسه في معركة غير متكافئة بين حاجته للاحتفال بقدوم العيد ومتطلبات الحياة القاسية.

اقرأ المزيد...

تعافي طفيف للريال اليمني اليوم الأربعاء

27 مارس، 2025 ( 1:22 صباحًا )

حتى لا يكونوا ضحية الصراع.. طلاب وطالبات ثالث ثانوي يناشدون الوزير العكبري احتساب المعدل التراكمي للفصل الأول عوضا عن الاختبارات الوزارية

27 مارس، 2025 ( 1:16 صباحًا )

عيد بلا بهجة؟

في السابق كانت مظاهر العيد تبدأ قبل أيام من حلوله حيث تعج الأسواق بالمشترين وتزدحم الشوارع بالأطفال وهم يتباهون بملابسهم الجديدة.

أما اليوم فالمشهد مختلف تماما الأسواق مزدحمة ولكن الوجوه يكسوها الحزن والأسر عاجزة عن توفير أدنى متطلبات العيد لأطفالها.

أسعار الملابس تضاعفت بشكل جنوني وسلع العيد الأساسية باتت ترفا لا يستطيع الجميع تحمله.

أما العيديات التي كانت تسعد الأطفال فقد باتت معدومة حيث يكافح الكثيرون لتأمين أبسط الاحتياجات الغذائية.

حكومة غائبة ومعاناة مستمرة

في ظل هذا الواقع يقف المواطن أمام تساؤل كبير أين الحكومة؟ وأين رئاسة الدولة من هذه المعاناة المستمرة؟ يبدو أن الجهات المسؤولة تخلت عن واجبها في إيجاد حلول جذرية لتخفيف الأعباء الاقتصادية عن المواطنين فلم يتم وضع أي سياسات حقيقية لرفع الرواتب أو كبح جماح الأسعار أو حتى ضبط الأسواق من جشع التجار الذين يستغلون الأزمة لصالحهم.

رغم المعاناة.. فرحة العيد حاضرة

ورغم كل هذه الظروف لا يزال اليمنيون يتمسكون بفرحة العيد ولو بطرق بسيطة.

فالأسر تحاول خلق أجواء احتفالية بقدر المستطاع عبر التجمعات العائلية وصنع الحلويات المنزلية بدلا من شرائها والاعتماد على البساطة في تجهيزات العيد. كما أن الجانب الروحي يظل حاضرا بقوة حيث يلجأ الكثيرون إلى المساجد وأداء صلاة العيد باعتبارها مصدرا للسعادة والطمأنينة.

رسالة إلى الحكومة

إن استمرار تجاهل الحكومة للأوضاع الاقتصادية وعجزها عن اتخاذ خطوات جادة لتحسين مستوى المعيشة يزيد من معاناة المواطنين ويفقدهم الثقة في قدرتها على إدارة شؤون البلاد. ومع قدوم العيد يتجدد الأمل بأن تسمع أصوات الناس وأن يتم اتخاذ إجراءات عاجلة للتخفيف من وطأة الأزمة سواء عبر زيادة الرواتب أو توفير دعم للمواد الأساسية أو كبح انفلات الأسعار حتى لا يبقى العيد مجرد ذكرى حزينة في وجدان اليمنيين.

عيدكم مبارك رغم كل شيء