قال القيادي في المقاومة الجنوبية المناضل أديب العيسي إن الذكرى العاشرة لتحرير العاصمة المؤقتة عدن تمثل محطة هامة لاستحضار التضحيات وتصويب المسار، مشددًا على أن القضية الجنوبية ليست حكرًا على تيار أو أشخاص، بل هي قضية شعب بأكمله تتطلب وفاقًا سياسيًا جامعًا وتصحيحًا للأخطاء الماضية.

وفي رسالة مطوّلة نشرها بهذه المناسبة – رصدتها صحيفة عدن الغد – وجّه العيسي التحية لأرواح الشهداء والمقاومين، وأشاد بدور أبناء عدن والجنوب الذين شكلوا السند الحقيقي للمعركة، مؤكدًا أن الانتصار تحقق بتكاتف الجميع، رجالًا ونساءً، كبارًا وصغارًا.

وأضاف العيسي: “المقاومة الجنوبية لم تكن وليدة اللحظة، بل امتداد للحراك السلمي الجنوبي الذي شكّل الحاضنة الوطنية لهذا النضال”، معتبرًا أن الآمال ما زالت معلّقة على مستقبل أفضل رغم الخيبات والتعثرات التي شهدها الواقع السياسي.

وتحدث العيسي بصراحة عن حالة التوهان التي تعاني منها القيادة الجنوبية، مؤكدًا أن فقدان البوصلة وعدم وضوح الرؤية من قبل الجميع أدى إلى تأخير تحقيق تطلعات الشعب، مضيفًا أن “العاصمة عدن، لا تزال حتى اليوم توصف بـ(المؤقتة)، وهو أمر مؤلم”.

وانتقد القيادي الجنوبي تجربة المناصفة، معتبرًا أنها “لم تقدم شيئًا حقيقيًا للناس، بل زادت الأعباء، وغيّبت القرار السيادي، في ظل تدخلات إقليمية ودولية متشابكة”.

كما حيّا العيسي دور التحالف العربي، وعلى رأسه المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، على دعمهم للمقاومة الجنوبية والشعب اليمني في أحلك الظروف، داعيًا إلى استمرار الشراكة والدعم بما يخدم أمن واستقرار المنطقة.

واختتم العيسي رسالته بالدعوة إلى حوار جنوبي واسع لا يُقصي أحدًا، والعمل الجاد على إعادة الإعمار، وتحقيق الاستفادة الحقيقية من الموارد والثروات، وتحسين الاقتصاد الوطني، مشددًا على أن اللحظة تستدعي التكاتف وتصحيح المسار، قبل أن تزداد الفجوة وتتعمق الأزمات.

وقال في ختام حديثه: “هذا حديثٌ صادق من قلبٍ وطنيٍّ موجَّه لكل عقل وضمير مخلص للوطن… ونهنئ شعبنا بالذكرى العاشرة للانتصار، ونتطلع إلى مستقبل يليق بتضحياته.”