يمن إيكو|ترجمة:

قالت صحيفة “ذا ماركز” الاقتصادية العبرية إن قوات صنعاء تفرض على إسرائيل دفع ثمن كبير مقابل قرار استئناف الحرب على غزة، وذلك من خلال الهجمات الصاروخية المستمرة التي تعطل الحياة اليومية للإسرائيليين، وتعطل حركة الملاحة الجوية، وتفرض تكاليف كبيرة على الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى تأثيرات الحصار البحري المستمر.

ونشرت الصحيفة، مساء الاثنين، تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو” جاء فيه أنه: “بعد توقف دام شهرين، أعاد استئناف العملية البرية في غزة إلى حياة الإسرائيليين عواء صفارات الإنذار والركض إلى الغرف الآمنة والملاجئ والسلالم”.

وأضافت الصحيفة أن: “أربعة صواريخ أطلقها الحوثيون في خمسة أيام وضعت حداً للشعور بنهاية الحرب، وقد أدت الصواريخ أيضاً إلى إجبار الرحلات الجوية المتجهة إلى إسرائيل على تأخير هبوطها صباح يوم الأحد، ودفعت برئيس الوزراء إلى التخلي عن الجلسة الكاملة للكنيست من أجل الوصول إلى منطقة محمية”.

وأوضحت أن “الحوثيين يصرون على أن تدفع إسرائيل ثمن قرارها باستئناف القتال”.

وأشارت الصحيفة إلى أن “لفهم قدرة الحوثيين على تعطيل الحياة في البلاد بهذه الطريقة، يجب فهم التكنولوجيا التي تستخدمها الصواريخ”.

ونقلت عن جوشوا كاليسكي، الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، قوله: “هناك مرحلتان لإطلاق الصاروخ، وعندما يكون في مسار باليستي، يحسب نظام (أرو) الدفاعي مساره ومكان إصابته، وهذه هي المرحلة التي تكون فيها فرص الإصابة جيدة والشظايا التي تتساقط نتيجة لذلك لا تسقط علينا”.

ولكن بحسب كاليسكي، فإن: “المرحلة الثانية هي إطلاق الجزء المناور من الصاروخ، وعندها تصبح إصابته أصعب”.

وقال كاليسكي: “أعتقد أن الخوف من عدم إصابة منظومة (آرو) للصاروخ في المرحلة الأولى وانتقاله إلى المرحلة الثانية، حيث لا يكون له مسار ثابت، هو السبب وراء لجوء نصف سكان البلاد إلى الملاجئ، لمجرد الاحتياط”، في إشارة إلى أن إطلاق صافرات الإنذار في مناطق واسعة يأتي بسبب الخوف من فشل الاعتراض.

وأضاف: “إنه صاروخ قاتل يحمل 500 كيلوغرام من المتفجرات”.

وجاء في التقرير أنه: “على الرغم من أن سماء إسرائيل محمية إلى حد ما، إلا أنه في نهاية عام 2024 وقعت حادثتان تم فيهما الاشتباك مع صواريخ أطلقت من اليمن، لكنها ضربت يافا ورامات إيفال، وعلى إثر ذلك قررت الأجهزة الأمنية توسيع مناطق التحذير”.

وحول تأثير الضربات الصاروخية، قالت الصحيفة إن “الحوثيون تمكنوا من تعطيل الحياة اليومية في إسرائيل بأقل قدر من الاستثمار”.

ونقلت عن الباحث كاليسكي قوله: “القاعدة الأساسية هي أن تكلفة الصاروخ الدفاعي أعلى بثلاث مرات من تكلفة الصاروخ الهجومي.. إذا كان سعر صاروخ اعتراضي في نظام (آرو3) أو (آرو2) مليوني دولار، فإن تكلفة الصاروخ الذي يطلقه الحوثيون أقل من مليون دولار”.

وأوضح أنه من الصعب تقدير تكلفة الصواريخ التي تطلقها قوات صنعاء على إسرائيل.

وأضاف كاليسكي: “بينما يمتلك الإيرانيون حوالي 3000 صاروخ، ما يسمح لهم بإطلاق 200-300 صاروخ دفعةً واحدة، يمتلك الحوثيون بضع عشرات أو مئات الصواريخ الباليستية، لهذا السبب لا يطلقون دفعات، إنهم يحتفظون بالمخزون، ولكن حتى عندما يُديرون اقتصاد الذخيرة بصاروخ واحد أو اثنين يومياً، فإنهم قادرون على دفعنا إلى الجنون”، حسب ما نقل التقرير.

ووفقاً للصحيفة فإنه “لا جدوى من انتظار نفاد صواريخ الحوثيين”.

وأشارت الصحيفة إلى أن “الإحباط الناجم عن عدم القدرة على التعامل مع التهديد الحوثي لا يقتصر على الإسرائيليين فحسب”.

ونقلت عن البروفيسور شاؤول حوريف، رئيس معهد السياسة والاستراتيجية البحرية، قوله: إن “الأمريكيين أنفقوا حتى الآن نحو مليار دولار على اعتراض صواريخ الحوثيين فقط، وينفقون 2-3 ملايين دولار على اعتراض كل صاروخ، ولم يتمكنوا من ضمان حرية الملاحة لسفنهم”.

وأضاف: “إن الأموال التي أنفقها الأمريكيون على عمليات الاعتراض لا تُمثل سوى جزء ضئيل من إجمالي الضرر الذي يُلحقه الحوثيون بالولايات المتحدة تحديداً، فضررهم على التجارة العالمية، ورأس المال الذي استثمره الأمريكيون في نقل القوات العسكرية إلى منطقة الخليج، يفوق ذلك بعدة أضعاف”.

ووفقاً للصحيفة فإن “معهد السياسة والاستراتيجية البحرية الإسرائيلي الذي يرأسه حوريف يعرف الحرب بين الحوثيين وإسرائيل بأنها حرب لسنوات طويلة، بدون آلية لإنهائها، ويُقدّر أن هجمات الحوثيين على المجال البحري الإسرائيلي، وخاصةً على حرية الملاحة إلى ميناء إيلات، ستستمر حتى بعد انتهاء الحرب في غزة”.

وأضافت أنه “على المدى البعيد لا تستطيع إسرائيل تحمل إغلاق ميناء إيلات”.