أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن القوات المسلحة الصينية تعزز استعداداتها لمحاصرة جزيرة تايوان ذات الحكم الذاتي، بهدف عزلها عن العالم الخارجي.

وتعتبر هذه الخطوة محاولة من الرئيس الصيني شي جين بينغ لإخضاع الجزيرة، حيث يعد الحصار أحد الخيارات العسكرية الجادة المتاحة له بخلاف الغزو المباشر.

تشير التقارير إلى أن الجيش الصيني يجري تدريبات عسكرية مكثفة تشمل أكثر من 12 سيناريو محاكاة للحصار.

ومن خلال هذه المناورات، تتعاون البحرية الصينية مع الميليشيات البحرية المدنية لعزل تايوان. كما تتضمن الاستراتيجيات العسكرية شن هجمات جوية على البنية التحتية الحيوية لتايوان، بما في ذلك المنشآت العسكرية والموانئ.

وفي الوقت نفسه، ستقوم الطائرات المقاتلة والمروحيات والطائرات دون طيار بالتحليق في الأجواء المحيطة بتايوان، بينما ستدور السفن الحربية الصينية حول الجزيرة للحفاظ على مسافة آمنة من ساحل تايوان، فيما ستكون مجموعة حاملة الطائرات جاهزة في الجنوب الشرقي من الجزيرة، حيث يمكنها تنفيذ طلعات جوية لمواجهة أي تدخل أمريكي.

وتسعى الصين أيضًا إلى تقوية قدراتها العسكرية قرب السواحل التايوانية، حيث ستزرع الغواصات الصينية الألغام في الموانئ الرئيسية لمنع السفن التجارية من الوصول إلى تايوان، التي تعتمد بشكل كبير على الواردات الغذائية والطاقة. كما تخطط الصين لاستهداف البنية التحتية السيبرانية لتايوان، بما في ذلك كابلات الألياف الضوئية التي تربطها بالعالم الخارجي.

تظهر التقديرات العسكرية أن الصين تمتلك ترسانة تهديدية كبيرة، تشمل نحو 1900 مقاتلة و500 قاذفة، بالإضافة إلى أكثر من 3000 صاروخ موجه نحو تايوان، مما يزيد من القلق في المنطقة. ومع ذلك، فإن أي حصار مفترض قد يُعتبر إعلان حرب، مما قد يؤدي إلى تصعيد كبير في التوترات العالمية.

في ظل هذه الاستعدادات المتزايدة، يتزايد القلق من إمكانية تحول التدريبات إلى صراع فعلي، حيث تعتبر الصين تايوان جزءًا لا يتجزأ من أراضيها.

ويُشير هذا الوضع إلى حالة من التأهب المستمر، مع احتمالات تصعيد الأزمة إلى نزاع إقليمي أو عالمي إذا تم اتخاذ خطوات مفاجئة من قبل بكين نحو الحصار أو الهجوم.