ثقافة وفن

يشهد شهر رمضان هذا العام اهتمامًا ملحوظًا بأدب المهمّشين، وهو الاهتمام الذي زاد بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسل "النُص"، من بطولة النجم أحمد أمين، والمستوحى من كتاب "مذكرات نشّال للمعلم عبد العزيز النُص"، الذي صدر عن دار دوّن.

المسلسل، الذي يعكس حياة نشّال من الطبقات المهمّشة، يقدم لمحة عن معاناة هؤلاء الأشخاص وصراعاتهم اليومية في ظل ظروف اجتماعية قاسية. من خلال قصة هذا الرجل الذي عاش في الهامش الاجتماعي، يعيد المسلسل تقديم نظرة غير تقليدية عن الفقراء والمهمّشين، ويكشف عن الدراما الإنسانية التي تحيط بهم، ما يساهم في تسليط الضوء على عالم كان بعيدًا عن الأنظار.

لكن "النُص" ليس العمل الأول الذي يعيد هذا النوع الأدبي إلى الواجهة، فقد سبقه الكاتب الكبير صلاح عيسى في "مذكرات فتوة". الكتاب الذي تناول سيرة المعلم أبو الحجاج يوسف، أحد الفتوات في عشرينيات القرن الماضي، والذي نُشر لأول مرة عام 1926 على يد الصحفي حسني يوسف. الكتاب تناول حياة الفتوات والصراعات التي دارت بينهم في تلك الحقبة.

النجاح الكبير الذي حققه "النُص" يدل على تجدد الاهتمام بأدب المهمّشين، ويشير إلى إمكانية توسع هذا المجال في الأعمال الأدبية والدرامية المستقبلية. هذا الاهتمام يفتح الباب لاستكشاف المزيد من الحكايات الإنسانية التي تروي تجارب مختلفة عن الحياة اليومية لغير المألوفين في المجتمع، مما يعزز الغنى الثقافي ويثري النقاش حول المهمّشين في الأدب العربي.