يمن إيكو|أخبار:

قالت مجلة “إيكونوميست” البريطانية إن قوات صنعاء تشكل تحدياً صعباً للولايات المتحدة التي تسعى إلى إنقاذ سمعة بحريتها من خلال الحملة الجديدة ضد اليمن، مشيرة إلى أن انعدام كفاءة الخصوم المحليين للحوثيين يمنع من المخاطرة بدعمهم.

ونشرت المجلة البريطانية، نهاية الأسبوع الماضي، تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، جاء فيه أن من أهداف حملة القصف الجديدة التي أمر بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على اليمن أن “قادته يرغبون في استعراض حاملات طائراتهم باهظة الثمن قبل مراجعة الإنفاق الدفاعي”.

ونقلت المجلة عن ديفيد دي روش، المحلل العسكري في واشنطن، قوله إن: “البحرية بحاجةٍ إلى استعادة كرامتها، فلا يمكن أن يُنظر إليها على أنها مُقيدة بعصابةٍ من الحوثيين الحفاة”

.

ومع، ذلك، أوضحت المجلة أن “هجمات أمريكا وحلفائها على الحوثيين خلال العام الماضي عديمة الجدوى بشكل لافت، حيث لا يزال الحوثيون يسيطرون على منطقة أكبر بنحو 30 مرة من تلك التي يسيطر عليها حزب الله، ويحكمون 25 مليون نسمة، أي ما يزيد بنحو 15 مرة عن عدد سكان الجماعة اللبنانية، ومؤيدوهم أكثر عدداً بكثير”.

وأضافت أن “للأجانب الذين يقاتلون اليمنيين تاريخ من الفشل، حيث لا يزال الأتراك يغنون (من يذهب لا يعود)، حزناً على أربعة قرون من الخسائر في اليمن”.

وتابعت: “على غرار حزب الله، يقود الحوثيون رجل دين، هو عبد الملك الحوثي، لكن على عكس حزب الله، يديرون أيضاً حكومةً بحكم الأمر الواقع ستصمد حتى لو قُتل السيد الحوثي، وبعد عقدٍ من الزمان في السلطة، أُعيد تثقيف العديد من اليمنيين في معسكرات ثقافية ليروا العالم كما يراه الحوثيون، ويبدو أن قنابل أمريكا تؤكد ما تعلموه: أن الكافر يقتل المسلمين مجدداً. وقد احتشد الأنصار في الشوارع مُهللين لتحدي السيد الحوثي عندما وعد، في خطابٍ مُصوّرٍ بعد الضربات الأمريكية، باستئناف هجماته على السفن”.

واعتبرت المجلة أن “هذا التحدي يرفع أيضاً من مكانة الحوثيين الإقليمية، فوصف زعيمهم القادة العرب بالمرتزقة لتخليهم عن الفلسطينيين لتدمير إسرائيل يتردد صداه من الجزائر إلى أفغانستان، وفي المملكة العربية السعودية المجاورة، ذات الأقلية الشيعية، يحظى بدعم قوي”.

وبحسب التقرير فإن “عقدين من القتال الشرس- أولاً ضد الحكومة اليمنية، ثم ضد السعوديين والإماراتيين، ومؤخراً ضد أمريكا وإسرائيل- حولت الحوثيين من ميليشيات إلى قوة إقليمية”.

وأضافت المجلة أن “العاصفة قد تشتد، وسيواصل الحوثيون إطلاق صواريخهم وطائراتهم المسيّرة، وقد يُلحق بعضها ضرراً بحاملة طائرات، ويشوه سمعة أمريكا، كما يُحذر السيد دي روش”.

وأشارت إلى أن “إدارة بايدن بحثت عن وكلاء محليين للتعاون معهم، لكنها اعتبرت أن منافسي الحوثيين الكثر في اليمن فاسدون وغير كفؤين لدرجة تمنع من المخاطرة بتسليحهم، وقد يُحاول البعض إظهار استعداده، مما يُشعل فتيل الحرب الأهلية في اليمن من جديد”.