صعدت مليشيا الحوثي الإرهابية، يوم الثلاثاء، إجراءاتها العقابية ومصادرتها للمساعدات الأممية في محافظة صعدة، بعد فشلها في إقناع الأمم المتحدة بإعادة نشاط منظماتها في المحافظة، المتوقف منذ فبراير الماضي على خلفية اختطاف موظفيها وإخفائهم قسرًا.

وفي أحدث إجراء، استولت مليشيا الحوثي على مخازن الغذاء والمساعدات التابعة لبرنامج الغذاء العالمي في صعدة، وصادرت ما يزيد عن مليونين ونصف المليون كيلوجرام (5.7 مليون رطل) من السلع والمساعدات الغذائية المخصصة للجوعى والمحتاجين من سكان صعدة.

وأكدت القيادة المركزية الأمريكية قيام المليشيا بـ"الاستيلاء غير القانوني على مساعدات برنامج الأغذية العالمي"، وقالت في بيان لها إن هذا "سيزيد من عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية الضرورية إلى الشعب اليمني وتعريض عمال الإغاثة والشعب اليمني للخطر. إنهم لا يهتمون بمصلحة اليمنيين على الإطلاق".

واعتبرت إجراءات الحوثيين الأخيرة "مثالًا آخر على التجاهل التام واللامسؤول من قبل الحوثيين لمعاناة الشعب اليمني، وعدوانهم المستمر على العمليات الإنسانية التي تهدف إلى مساعدة المحتاجين".

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في العاشر من فبراير الماضي إيقاف نشاط الوكالات والمنظمات العاملة في المجال الإنساني بمحافظة صعدة، عقب اختطاف العشرات من الموظفين الأمميين في المحافظة ذاتها.

وجاء هذا الإيقاف بعد وفاة أحمد باعلي، الموظف لدى برنامج الأغذية العالمي، بعد 18 يومًا من اختطافه وإيداعه سجون مليشيا الحوثي في صعدة.

ومنذ ذلك الحين، حاولت قيادات المليشيا إقناع الأمم المتحدة بإعادة نشاط منظماتها في صعدة، حيث أطلق قيادات، على رأسهم وزير الخارجية في حكومة المليشيا جمال عامر، وعودًا بالإفراج عن المختطفين مقابل استئناف توزيع المساعدات الإنسانية في المحافظة، وتحسين بيئة العمل للأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة.

وكشف مصدر خاص لـ"العاصمة أونلاين" مطلع مارس الجاري عن فشل جمال عامر في إقناع قيادات ومشرفي جماعته الحوثية بالإفراج عن موظفي الأمم المتحدة المختطفين في صعدة، بعد وعود قطعها لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، الذي أبدى استعداده لاستئناف عمل المنظمات في صعدة حال وفاء المليشيا بوعودها المتكررة.

ويأتي هذا التصعيد من جانب المليشيا بالتزامن مع شن القيادة المركزية الأمريكية ضربات جوية على أهداف ومواقع للحوثيين في عدة محافظات، قالت إنها أسفرت عن مقتل العشرات من القيادات، فيما تزعم المليشيا سقوط ضحايا مدنيين، وتعلن شن هجمات مضادة على بوارج وسفن حربية أمريكية.