استعراض خاص بـ”يمن ديلي نيوز”:
من أعلام الأمة الأفذاذ وعظماء الأمراء والفاتحين، أمير الأندلس في خلافة عمر بن عبدالعزيز وفاتح جنوب فرنسا.
ينتمي السمح بن مالك إلى بني حي بن خولان وهم أحد بطون خولان السبعة التي تسكن صعدة ونواحيها.
وقد كان بن وحي بن خولان وبنو الربيعة بن سعد بن خولان يتزعمون سائر قبائل خولان وقضاعة في صعدة ونواحيها والسروات وعسير وبيشة ثم إن رجلا من بني سعد بن خولان خطب إلى بني حي بعض كرائمهم فأكبروا نفوسهم عليه فدافعوه.
من صعدة إلى الصعيد
فلما ألح عليهم احتكموا إلى الرئيس الأكبر في خولان في ذلك العهد وكان يدعى “عمرو بن زيد” من بني الربيعة بن سع بن خولان، فحكم بجلاء بني حي بن خولان من صعدة فركبوا البحر نحو صعيد مصر.
لم يخرج بنو حي بن خولان جميعهم إنما بقت عشائر عدة في صعدة ونواحيها فلما جاء الإسلام دخلوا فيه أفواجا، ثم انطلقوا في الفتوحات فاستقروا بـ صعيد مصر مع من كان من بني حي بن خولان الذين تم إجلاءهم من صعدة قبل الإسلام، وهم من انعقدت الرئاسة على بقية القبائل التي كانت تسكن الصعيد من قضاعة بن مالك بن حمير وغيرهم.
وكان من أعلام شخصيات بني حي ن خولان في مصر مالك الخولاني، والد السمح.
لقد كان السمح بن مالك الخولاني من رجالات خولان البارزين في مصر أيام ولاية عبد العزيز بن مروان لمصر ( 65-85 هـ) وخلافة الوليد بن عبد الملك ( 86- 96ه) وكان حكيما وقائدا باسلا وسائسا حازما.
تذكر المصادر التأريخية أنه “كانت لخولان خطة بالفسطاط، وكانوا يرتبعون في قرى أهناس والبنساء والقيس، وهم أصحاب مصلى خولان الشهير بالفسطاط وكانوا كثيرين بمصر.
وبحسب المصادر فإن السمح بن مالك ثالث ثلاثة شخصيات بارزة من خولان في مصر في ذلك العهد وهم: عبدالرحمن بن حجيرة الخولاني، وقد جمع له ولاية القضاء والقصص وبيت المال بمصر في عهد عبدالعزيز بن مروان من 69ـ 83 هجرية، والصحابي سفيان بن وهب الخولاني، غزا شمال افريقية في ولاية عبدالعزيز بن مروان.
عرف السمح بن مالك بالأمانة والدراية والديانة عند الوليد بن عبدالملك.
تقدم السمح بن ماك الخولاني مجاهدا في سيل الله وحاملا راية الإسلام الى مدينة تلوزا في فرنسا.
تولي الأندلس
بعد أن تولى الخلافة عمر بن عبد العزيز، سنة 99 هجرية، وبسبب تفاقم الاضطراب والضعف في الموقف العربي الإسلامي في الاندلس، عزل الخليفة والي الاندلس الحرث بن عبدالرحمن الثقفي، وولى السمح بن مالك، لما عرف عنه من شجاعة وأمانة وكفاءة ورجل سياسة وحكمة وحزم.
وصل السمح بن مالك الخولاني الاندلس وكان حكيما وقائدا باسلا وسائسا حازما ذا دراية بتسيير الأمور، فبدأ بمعالجة الأوضاع عبر إصلاح الموازنة بين الإيرادات والنفقات وأنصف الجند في المرتبات واستمال الاسبان المسيحيين وعاملهم معاملة كريمة أدت الى إرضائهم ثم قام بتوحيد وجمع كلمة المسلمين من العرب الفاتحين واخوانهم البربر.
ذكر المفكر والكاتب جوزيف رينو، أن السمح بن مالك أنصف الجند في المرتبات فأزال أسباب الاختلاف والتنازع وأصبح الجند العربي والإسلامي موحدا وقويا.
انتهج السمح بن مالك سياسة طيبة مع القوط والافرنج المسيحيين حيث ذكر جوزيف قائلا: استمال السمح الاسبان المسيحيين وعاملهم معاملة كريمة أدت الى ارضائهم.
كان من ذلك ضمان حريتهم الدينية ومنحهم استقلالا في شؤون القضاء وشؤونهم المحلية وإبقاء أملاكهم بأيديهم على أن يؤدوا جزية معلومة سنويا، فنال ذلك استحسان ورضا الفرنج (برشلونة والبرتغال) مالوا بعد ذلك إلى الطاعة والولاء للحكم والعدل العربي الإسلامي.
اتخذ السمح بن مالك “قرطبة” مقرا له، فاستكملت قرطبة في عهده مقوماتها كعاصمة لبلاد الاندلس، وذلك أن قرطبة لم تكن مدينة عاصمة وإنما كانت إحدى المدن القوطية الإسابنية، عندما افتتحها القائد مغيث بن الحارث الغساني، لتصبح بعد ذلك عاصمة الاندلس بدلا من أشبيلية.
قنطرة قرطبة
وفي عهده تم بناء قنطرتها، سنة 100 هجرية، كما يقول بن خلدون، وقنطرة قرطبة هي جسر قرطبة المشهور بسعته وعظمته وأبراجه، وقام بتوسعتها عبدالرحمن الغافقي، سنة 112 هجرية، كما قام ببناء سور مدينة قرطبة لتستكمل في عهد السمح كل مقوماتها لتصبح عاصمة للأندلس، واستمرت 600 عام بعد ذلك كعاصمة للأندلس.
انطلق السمح بن مالك الخولاني مع الجند من منطقة برشلونة (اسبانيا) فاتحا جنوب فرنسا حتى افتتح مدينة أربونا وقام بتحصين المدينة.
عالج السمح قضايا وخلافات في صف الجيش من العرب والمسلمين البربر، بعد أن ألغى التمايز بينهم في الرواتب والعطايا.
كما قام بتخميس أرض الأندلس، بأمر من الخليفة عمر بن عبدالعزيز، وذلك بتمييز الأراضي المفتوحة عنوة، فأخذ الخمس والأراضي غير المفتوحة، قرر عليهم الجزية بما توازي الخمس، مع بقاء أملاك الأهالي تحت أيديهم.
كما انتهج السمح سياسة طيبة مع القوط والإفرنج المسيحيين، كما قام بإعادة وتقوية السيادة العربية والإسلامية في برشلونة والمناطق الشرقية المتاخمة لفرنسا من اسبانيا.
في شهر رمضان سنة 101 هجرية، انطلق السمح بن مالك من الاندلس على جبال البرانس أو البيرنيه، فافتتح برشلونة (شرق الاندلس) وأجاز جبال البيرنية، إلى فرنسا، ومضى فاتحا جنوب فرنسا حتى افتتح مدينة أربونة، وقام بتحصين المدينة ووضع الحاميات العسكرية في المدن المجاورة، كما ذكر ذلك المؤرخ الفرنسي جوزيف رينو، وكان أربونة أحصن مدينة في فرنسا.
كما فتح “لانغدوق” ودوقية “اكيتانيه” سنة 102 هجرية، وكانت “اكيتانيه” ذات أهمية كبيرة، وهرب دوق اكيتانية إلى تلوزة وما يليها من شمال فرنسا.
استشهاده
تقدم السمح إلى “تلوزة” وقد حشدت أوربا جيشا ضخما لمواجته، وكان بإمكانه الانسحاب إلى اربونة والمواجهة فيها، لكنه اختار القتال، فانطلق في كتيبة الفرسان التي معه فاقتحم صفوف الأمراء وكتائب الفرنج في تلوزة وقاتل قتال الأبطال إلى أن استشهد رحمه الله، سنة 102 هجرية، رضي الله عنه وارضاه.
لم تزل مدينة أربونا الفرنسية ( بير بينو) مركزا ومدينة رئيسية للمسلمين منذ أن فتحها السمح بن مالك سنة 101هجرية على امتداد ثلاثة قرون، ويوجد شارعا في المدينة يحمل اسم السمح لدوره في جعل المدينة قاعدة للإشعاع الحضاري والنشاط التجاري.
استمرت مدينة أربونة تحت الحكم العربي الإسلامي 230 سنة، منذ افتتحها السماح بن مالك عام 101 هجرية حتى عام 330 هجرية، وهي آخر ما بقي في أيدي المسلمين من ثغور الأندلس مما يلي الافرنجة”.
سلسلة
حلقات
“يمانيون
في
موكب
الرسول”
:
الجزء الأول من سلسلة “يمانيون في موكب الرسول”
الحلقة الحادي والثلاثون: الصحابي وائل بن الحضرمي وجد الفيلسوف العربي “ابن خلدون”
الحلقة الثانية والثلاثون: الصحابي عمران بن حصين مصافح الملائكة وإمام التابعين
الحلقة الثالثة والثلاثون: يمانيون في موكب الرسول.. الصحابي الربيع بن زياد أمير خراسان
الحلقة الرابعة والثلاثون: يمانيون في موكب الرسول.. بديل بن ورقاء سيد خزاعة وقائد فرسانها في فتح مكة
الحلقة الخامسة والثلاثون: الصحابي مالك بن نمط الأرحبي رائد بكيل وحاشد إلى رسول الله
الحلقة السادسة والثلاثون: الصحابي عُدي بن حاتم الطائي “خير الناس
”
الحلقة السابعة والثلاثون: طريف المعافري “قائد أول حملة استطلاعية فدائية ضد الاسبان
”
الحلقة الثامنة والثلاثون: سفيان بن وهب الخولاني أمير إفريقية
الحلقة التاسعة والثلاثون: موسى بن نصير اللخمي.. فاتح المغرب وبلاد الاندلس
الحلقة الأربعون: شرحبيل بن السمط الكندي “أمير عاصمة كسرى وفاتح قيصر
”
الحلقة الواحد والأربعون: عيّاض الاشعري “أمير الجزيرة الفراتية وأرمينية”
الحلقة الثانية والأربعون: عروة بن زيد الخليل فاتح بلاد “الديلم” الحلقة
الحلقة الثالثة والاربعون: عبد الرحمن الغافقي “سابع الحكام العرب لأسبانيا”
الحلقة الرابعة والأربعون: الحارث بن عبد كلال “ملك حمير”
الحلقة الخامسة والأربعون: أبيض بن حمال المأربي “أول من فرش له النبي رداءه”
الحلقة السادسة والأربعون: غالب بن عبد الله الكلبي “أمير سرايا الرسول
”
الحلقة الثامنة والأربعون: زيد الخيل بن مهلهل الطائي “زيد الخير”
مرتبط
الوسوم
يمانيون في موكب الرسول
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
شنت مقاتلات أمريكية، فجر اليوم الثلاثاء، غارات عنيفة على العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة المليشيات
في لهجة تحمل ثقة النصر واقتراب ساعة الحسم، أكد الفريق الركن صغير بن عزيز، رئيس هيئة الأركان العامة ا
في تطور لافت جاء بعد سلسلة من الإشارات السياسية والعسكرية المتضاربة، احتضنت العاصمة السعودية الرياض
قتل شاب من أبناء محافظة إب وسط اليمن، على الحدود مع السعودية، أثناء محاولته الدخول إلى المملكة عن طر
كشفت مصدر حكومي، حقيقة الانسحاب المفاجئ لمليشيا الحوثي من جبل فحلان والمواقع المجاورة له شرق المد