تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
بين الشعارات والممارسات... بن مبارك وإدارة الأزمات بالأزمات!
62 قراءة  |

بشير الهدياني

منذ تعيينه رئيسًا للحكومة، لم يكن أحمد عوض بن مبارك رجل دولة حقيقيًا بقدر ما كان شخصية تمارس نهجًا تصادميًا، أدى إلى تفاقم الأزمات بدلاً من حلها،فمنذ توليه، شهدت البلاد انهيارًا اقتصاديًا متسارعًا، وتراجعًا واضحًا في مؤشرات الاستقرار، في وقت يفترض أن تكون الحكومة أداةً لمعالجة المشكلات، لا لخلقها أو تعقيدها.

في الحقيقة بن مبارك لم يكن في موقع المسؤول الذي يسعى إلى إيجاد حلول، بل بدا وكأنه يدير الأزمات بأزمات أخرى، محاولًا تسويق نفسه كحامل لواء محاربة الفساد، بينما الواقع يشير إلى العكس تمامًا،فالقرارات التي اتخذها لم تكن إصلاحية، بل تعسفية، بدءًا من تجاوزه لصلاحياته، إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة، مثل قطع الموازنات التشغيلية للوزارات، دون تقديم بدائل واضحة، الأمر الذي شلّ العمل الحكومي وأثر بشكل مباشر على آلاف الموظفين والمؤسسات التي يعتمد عملها على هذه الميزانيات.

ما يعكس نهج بن مبارك، ليس فقط قراراته التي أربكت المشهد الحكومي، بل أيضًا محاولاته المستمرة لخوض مواجهات جانبية مع الوزراء، متجاوزًا دوره كرئيس حكومة كان الأجدر به أن يكون عامل توازن، لا سببًا في اتساع رقعة الخلافات داخل السلطة التنفيذية. وإذا كان يرى في محاربة الفساد وسيلة لإثبات نفسه، فلماذا لم يطبق هذا النهج حين كان وزيرًا للخارجية؟ إذ أن وزارة الخارجية خلال فترة إدارته كانت غارقة في الفوضى والفساد، ولم يكن هناك أي شفافية فيما يتعلق بإدارتها المالية، وهو ما كشفت عنه إدارة الوزير الحالي-الدكتور شائع محسن الزنداني -والتي أعلنت عن توفير أكثر من 14 مليون دولار خلال اقل من عام ، وهي مبالغ كانت تُهدر في السابق.

للعلم يابن مبارك ان الإصرار على التمسك بالسلطة رغم وضوح الفشل، لا يعكس إلا حالة من العناد السياسي، والتشبث بالمنصب على حساب معاناة المواطنين،والمؤسف أن هذا العناد لا يواجه أي محاولات جادة لتصحيحه، ما يجعله متماديًا في قراراته التي زادت الأوضاع تعقيدًا.

من الذي يمنح بن مبارك كل هذا الغرور السياسي ليضع نفسه فوق الرئيس وقيادة المجلس الرئاسي،ومن هي الجهة التي تدعمه ليتمادى في سياساته العبثية وكأنه في مأمن من المحاسبة؟ من يقف خلفه، يقف عمليًا ضد إرادة الشعب، ويؤسس لمزيد من الأزمات بدلًا من حلها، فـ ان استمرار هذا النهج دون تدخل حاسم لن يؤدي إلا إلى مزيد من التعقيد والانهيار، فهل ينتظر الجميع حتى تصل الأمور إلى نقطة اللاعودة

الحل الأمثل اليوم، قبل أن تتفاقم الأزمات أكثر، هو أن يدرك بن مبارك أن رحيله لم يعد مجرد خيار سياسي، بل ضرورة ملحة لإنقاذ ما تبقى،وإن لم يدرك ذلك الآن، فسيجد نفسه أمام واقع يفرض عليه المغادرة، ولكن حينها سيكون الوقت قد فات، والثمن قد أصبح باهظًا.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
جهينة يمن | 787 قراءة 

من أمريكا ...تصريح لوزير سعودي يشعل المواقع ويفجر مفاجأة غير متوقعة


جهينة يمن | 440 قراءة 

عاجل : الموساد الاسرائيلي يفاجئ الجميع ويعلن عن استهداف خامنئي "بيان"


جهينة يمن | 348 قراءة 

ما هي خسائر الحوثيين في حال سقوط النظام الإيراني؟


يني يمن | 277 قراءة 

تصدّرت أسماء تنتمي إلى أسر "السلالة" الموالية لميليشيات الحوثي، قائمة أوائل الجمهورية في ا


يني يمن | 254 قراءة 

في جريمة مروعة هزت الشارع اليمني، عثرت الأجهزة الأمنية على جثة العريس "عباس محمد عبد الله الأشو


نافذة اليمن | 251 قراءة 

في ردود فعل غاضبة وصادمة، شنّ عدد من السياسيين والكتاب اليمنيين هجومًا ناريًا على جماعة الإخوان المس


نافذة اليمن | 233 قراءة 

نجحت قوات الحزام الأمني في عملية أمنية نوعية ومحكمة، في النقطة الحدودية بمريس، مساء الخميس 19 يونيو


اليمن الاتحادي | 217 قراءة 

اليمن الاتحادي/ متابعات: عُثر امس الخميس، على جثة الشاب “عباس محمد الأشول” مدفونة قرب ال


جهينة يمن | 208 قراءة 

قادرة على سحق منشآت إيران النووية...شاهد أول صور للقنبلة الأمريكية “خارقة التحصينات” .."تزن 15 طناً"


جهينة يمن | 181 قراءة 

عريس يُدفن حيًا في صنعاء على يد قيادي حوثي غيور.. جريمة عشق دموية تهز العاصمة