في لقاء كلاسيكو مدريد الملتهب، تأهل ريال مدريد إلى دور الثمانية بدوري أبطال أوروبا بعد فوزه بركلات الترجيح 4-2 على أتلتيكو مدريد، في مباراة حملت كل عناصر الإثارة والجدل التي طالما ميزت مواجهات الأخوين اللدودين.

البداية الصاعقة لأتلتيكو

انطلقت المباراة بوتيرة عاصفة، حيث نجح أتلتيكو في تسجيل الهدف الأول بعد 30 ثانية فقط من الصافرة. بعد كرة طويلة نصف مُـرَدة من أنطوان غريزمان، تلقّى كونور غالاغر الكرة داخل المنطقة وسددها ببراعة في مرمى تيبو كورتوا، معادلاً النتيجة الإجمالية (2-2) بعد خسارته ذهاباً بهدفين.

ريال يهدر فرصة ذهبية

سيطر أتلتيكو على مجريات الشوط الأول بخطة دفاعية محكمة وهجمات مرتدة خطيرة، بينما عانى ريال مدريد من ضعف في الإبداع الهجومي. في الدقيقة 70، حصل الفريق الملكي على ركلة جزاء بعد عرقلة كليمان لانجليت لكيليان مبابي داخل المنطقة، لكن فينيسيوس جونيور فشل في تحويلها، حيث أطاح بالكرة عالياً بعيداً عن العارضة وسط ذهول الجميع.

الأشواط الإضافية: إرهاق وفرص مبهمة

مع تعادل النتيجة 1-0 في المباراة (2-2 بالإجمالي)، دخل الفريقان الأشواط الإضافية، لكن التعب بدا واضحاً على اللاعبين. برزت محاولات متقطعة من كلا الجانبين، أبرزها تسديدة قوية لجوليان ألفاريز تصدى لها كورتوا، وتدخل دفاعي رائع لدانييل كارفاخال لإنقاذ فريقه من هدف محقق.

ركلات الترجيح: دراما وقلب الموازين

في ركلات الترجيح، بدأت الأمور متعادلة حتى الركلة الثالثة، حيث ألغى الحكم بمساعدة الفار هدف جوليان ألفاريز بسبب لمس الكرة مرتين أثناء تنفيذ الركلة. تسبب القرار في جدل واسع، لكن ريال مدريد استغل الفرصة عندما نجح فيديريكو فالفيردي ورودرِيغو في تحويل ركلاتهما، بينما أهدر ماركوس يورينته فرصته بضربة مرتدة من العارضة. في النهاية، أنهى أنطونيو روديغر المباراة بركلة ضعيفة اخترقت دفاع أوبلاك لتُـرسـل ريال مدريد إلى الدور الثامن.

نقاط بارزة

- أداء أتلتيكو الدفاعي: خط الدفاع بقيادة خوسيه ماريا جيمينيز كان صخرة صلبة، خاصة في مواجهة مبابي وفينيسيوس.

- إهدار فينيسيوس: الركلة الجزاء الضائعة كادت أن تكلف فريقه ثمناً باهظاً، لكنه تجاوز الصدمة لاحقاً.

- دور VAR الجدلي: قرار إلغاء هدف ألفاريز سيظل محط نقاش لفترة طويلة، خاصة مع تأثيره المباشر على النتيجة.

--ما بعد الصافرة

بعد هذا الفوز العصيب، سيواجه ريال مدريد نادي آرسنال في دور الثمانية. رغم التأهل، يحتاج الفريق الملكي إلى تحسين أدائه بشكل كبير إذا كان يطمح في رفع لقب البطولة للمرة الـ17، خاصة مع وجود ثغرات دفاعية واعتماد مبالغ على الأفراد في الهجوم.

أما أتلتيكو، فسيغادر البطولة برأس مرفوع بعد أداء مشرف، لكنه سيحتاج إلى مراجعة حسابات الهجوم لتعزيز فرصه في المواسم المقبلة.

الخلاصة: دراما مدريدية بكل المقاييس، حيث أكد ريال مدريد مرة أخرى أنه سيد المواقف الصعبة في أوروبا، بينما ودع أتلتيكو البطولة بقلوب جرحتـها التفاصيل الدقيقة.