كشفت تقارير حقوقية أن "الانتهاكات الموثَّقة بحق النساء في اليمن تجاوزت 8 آلاف و400 حالة منذ بداية الصراع في البلاد عام 2015م وحتى نهاية عام 2024".

ورصد المركز الأميركي للعدالة عددا من الانتهاكات بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، منها ما يقارب ألفا و900 حالة اعتقال تعسفي، وآلاف حالات القتل.

وقال المركز: "هذه الأرقام قد لا تعكس الحجم الحقيقي للفظائع التي تعرَّضت لها النساء طوال سنوات الصراع".

وأوضح أن "المرأة اليمنية تعاني بشكل مزدوج، ليس فقط من الانتهاكات المباشرة، بل أيضا من تبعات النزوح القسري الذي أجبر أكثر من 4 ملايين يمني على ترك ديارهم، وفقا لتقارير الأمم المتحدة".

وأكد أن "العديد من النساء تعرَّضن لفقدان أزواجهن؛ نتيجة لعمليات الاختطاف أو القتل خلال الاشتباكات المسلحة".

ولفت المركز إلى آثار الانهيار النفسي والاجتماعي والاقتصادي لهن، الأمر الذي فرض عليهن عبئا هائلًا، وتحدِّيات جسيمة في تأمين المعيشة.

وبيّن أن "الأزمة الإنسانية في اليمن واحدة من أشد الأزمات تعقيدًا وتأثيرًا على حياة المرأة".

وأشار المركز الأميركي إلى أن "المجتمع الدولي لم يتحرك بصورة فعالة لفرض آليات محاسبة حقيقية لوضع حد لهذه الانتهاكات المتكررة".

ودعا إلى تقديم دعم إنساني عاجل للنساء المتضررات في مناطق النزاع، يشمل توفير الرعاية الصحية العاجلة، مع التركيز على خدمات الصحة الإنجابية والنفسية.

في السياق، كشفت الأمم المتحدة أن ما يقرب من 10 ملايين امرأة وفتاة في اليمن يواجهن الجوع والعنف وبحاجة إلى مساعدات منقذة للحياة، في ظل التأثير المدمر للأزمة الإنسانية المطولة في البلاد على حياتهن.

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة؛ توم فليتشر، في إحاطته خلال اجتماع مجلس الأمن بشأن اليمن: "تواجه 9.6 مليون امرأة وفتاة في البلاد الجوع والعنف وانهيار نظام الرعاية الصحية، وهن بحاجة ماسة إلى المساعدات المنقذة للحياة".

وأضاف فليتشر أن 1.3 مليون امرأة حامل وأم جديدة في اليمن تعاني من سوء التغذية، مما يعرض صحتهن للخطر، ويعرض أطفالهن للأمراض ومشاكل النمو طويلة الأمد، كما أن معدل وفيات الأمهات في البلاد هو الأعلى في منطقة الشرق الأوسط، حيث تواجه أكثر من 6 ملايين امرأة وفتاة مخاطر متزايدة من التعرض للإساءة والاستغلال.

وأشار المسؤول الأممي إلى أن 1.5 مليون فتاة في اليمن لا يزلن خارج المدرسة، مما يحرمهن من حقهن في التعليم ويمنعهن من كسر حلقات التمييز والعنف التي تواجههن، ويتم تزويج ما يقرب من ثلث الفتيات في اليمن قبل سن 18 عاما، مما يسلبهن طفولتهن ومستقبلهن.

وحذر فليتشر مما وصفها بـ"الصورة القاتمة" للوضع الإنساني الذي تواجهه النساء والفتيات في اليمن، وقال: "الأزمة لها تأثير غير متناسب ومدمر عليهن.. لقد عانين من التمييز والإقصاء المنهجي لعقود من الزمن".