تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
تحية للمرأة في عيدها
74 قراءة  |

ال 8 من مارس هو عيد المرأة العالمي، نحتفي فيه بالمرأة ونقدر إسهاماتها في مختلف ميادين الحياة. وفي هذا اليوم، نتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات لكل امرأة، مؤكدين على قيمتها التي لا تُقدر بثمن في الأسرة والمجتمع والدين.

إن المرأة هي النور الذي يضيء دروب الحياة، فهي الأم الحانية، والأخت الوفية، والبنت الطموحة. وفي هذا اليوم المميز، نحتفل بكل امرأة تحمل في قلبها طاقة الإبداع والعطاء، ونرفع لها قبعات الاحترام والتقدير. إذ تعتبر المرأة رمزًا للحب والعطاء، ومصدر إلهام لا ينضب للإنسانية جمعاء.  ويأتي هذا الاحتفال تزامناً مع استحضار الحقائق الجوهرية التي أرساها الإسلام في شأن المرأة، فهو دين الرحمة والعدل الذي منحها حقوقها كاملة دون التفريق بينها وبين الرجل في جوهر الإنسانية وحقوقها. فالمرأة في الإسلام لها مكانة رفيعة؛ فهي ليست مجرد نصف المجتمع بل هي لب المجتمع واساسه، فهي شريكة متكافئة وهامة في بناء الأسرة والمجتمع. ويُذكر أن الإسلام رفع من مكانة المرأة ومنحها حقوقها في التعليم والعمل والملكية، مؤكدًا على أنها كائن يمتلك الحرية ويتمتع بكافة الحقوق والواجبات ولها حق التعبير والمشاركة في شتى مجالات الحياة، مما يجعلها عنصرًا أساسيًا في التنمية الاجتماعية والاقتصادية بل والسياسية. ولطالما كانت المرأة رمزاً للقوة والصبر والإبداع؛ إذ أثبتت عبر العصور أنها تستطيع مواجهة التحديات والصعوبات والمساهمة بفعالية في جميع ميادين الحياة. فمن خلال دورها كأم تبني وتنشئ جيل المستقبل، وكأخت تشارك في تحمل المسؤوليات، وكإبنه تطمح إلى تحقيق ذاتها وكينونتها والمساهمة في رفعة وطنها.

إن النظر للمرأة كـ"شقيقة للرجل" في كل ميادين الحياة تُعبّر عن مبدأ المساواة والعدالة الذي يندرج تحت قيم الإنسانية والإسلام. فعندما تتحد القوى والإمكانيات بين الرجل والمرأة، يتحقق التوازن الذي يبني مجتمعاً متقدماً يرتكز على الاحترام المتبادل والتكامل في مختلف المجالات. ومع تطور الزمن وتغير الأوضاع، تبقى حقوق المرأة في الإسلام ثابتة لا تتغير، وما زالت الدعوة قائمة لتفعيل هذه الحقوق في جميع جوانب الحياة العملية والتعليمية والاجتماعية. كما يجب أن يستمر المجتمع في دعم المرأة وتمكينها من تحقيق طموحاتها وحقوقها التي كفلها لها ديننا الحنيف، حفاظاً على قيم العدالة والمساواة التي تؤسس لمجتمع مزدهر ومتوازن.

     إن تاريخ الحضارة الإسلامية يحفل بنماذج نسائية مبدعة ومؤثرة. فقد كانت السيدة خديجة رضي الله عنها، رمز الثقة والدعم، والسيدة عائشة رضي الله عنها، رمز العلم والحكمة، أمثلة على دور المرأة الفاعل في بناء المجتمع الإسلامي منذ البدايات. هذه النماذج التاريخية تؤكد أن دور المرأة لم يكن مقتصراً على الأدوار التقليدية، بل امتد إلى الميادين الفكرية والاجتماعية والسياسية، مما يبرهن على أن قيمة المرأة تتجاوز حدود الزمن. ويشكل التعليم ركيزة أساسية في ترسيخ مكانة المرأة، وقد أكد الإسلام على أهمية طلب العلم لكل من الرجل والمرأة. ففي التاريخ الإسلامي، ساهمت النساء في نشر المعرفة في مختلف العلوم؛ سواء في الطب أو الفلسفة أو الفنون. واليوم، تستمر المرأة في تحقيق إنجازات علمية وأكاديمية تُعدّ مصدر فخر للمجتمع بأسره، مما يدل على أن الاستثمار في تعليم المرأة هو استثمار في مستقبل الأجيال.

على الرغم من التقدم الكبير الذي حققته المرأة في العديد من المجالات، إلا أنه لا تزال هناك تحديات تواجهها في بعض المجتمعات. لذا من الضروري العمل على تذليل هذه العقبات عبر تبني سياسات شاملة تدعم حقوق المرأة وتمكنها من المشاركة الكاملة والمتكافئة في جميع ميادين الحياة. وإن استلهام المبادئ الإسلامية في العدالة والمساواة يوفر إطاراً قوياً لتحقيق هذه الأهداف. فحين تتضافر جهود المجتمع مع دعم المبادرات النسائية، يصبح الطريق نحو مستقبل أكثر إشراقاً وتحقيقاً لحقوق المرأة مفهومًا واقعياً.

وبهذه المناسبة يجب الاعتراف بالدور الحيوي للمرأة في كافة الأصعدة، من بناء الأسرة إلى ميادين العمل والسياسة. إن التكريم والاحترام لا يقتصران على كلمات التهنئة فحسب، بل يجب أن يتجسدا في سياسات عملية ومبادرات مجتمعية تضمن توفير الفرص المتكافئة للجميع. فالمرأة ليست فقط رمزًا للحنان والعطاء، بل هي شريكة فاعلة تسهم في بناء مستقبل يليق بتطلعاتها وطموحاتها. وبهذا نستكمل صورة متكاملة عن المرأة؛ المرأة التي كانت ولا تزال، وما زالت تُلهمنا بقصص التحدي والإنجاز في مختلف مجالات الحياة. وكل تحية تقدير واحترام لكل امرأة، فهي نبراس الأمل ومصدر القوة والتجديد وإننا في هذا اليوم المميز، نحتفي بكل امرأة ونؤكد أن دورها وإسهامها لا ينحصر في حدود معينة، بل يمتد ليشمل كل ميدان من ميادين الحياة. فألف تحية لكِ يا امرأة، يا من تُضفين على الحياة جمالاً وقوةً، ونعد بأن يكون لكِ دومًا مكانٌ رفيعٌ في قلب كل مجتمع. وعيد سعيد وكل عام وأنتِ بخير.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
تهامة برس | 475 قراءة 

بدأت فصول قصة الممرضة السودانية رانيا في تبوك عندما واجهت حكماً قضائياً يلزمها بدفع مبلغ 802 ألف ريا


المشهد اليمني | 425 قراءة 

في حادثة مأساوية هزّت العاصمة صنعاء، قُتل الداعية اليمني الشيخ شملان العواضي وابن أخيه أسامة محمد


المرصد برس | 393 قراءة 

تشهد صنعاء هذه الأيام حالة طوارئ قصوى واستنفارًا أمنيًا غير مسبوق من قبل سلطات الجماعة الحوثية، تحسب


كريتر سكاي | 366 قراءة 

في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الأسواق اليمنية، سجّل سعر سلة العنب في


المشهد اليمني | 319 قراءة 

اقدمت المليشيا الحوثية على احتجاز الشيخ عبدالقوي قائد شويط، أحد مشايخ محافظة صعدة، في إدارة أمن م


المرصد برس | 314 قراءة 

حذر مصدر مالي مطّلع المواطنين من التعامل مع البنوك التي أُنشئت حديثًا بعد الحرب، مؤكدًا أن هذه المؤس


نيوز لاين | 276 قراءة 

محافظتين تمتنعان عن توريد الإيرادات إلى مركزي عدن


المشهد اليمني | 274 قراءة 

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، عقب الانفجار الذي أدى إلى استشهاد مدير أمن


نيوز لاين | 249 قراءة 

ضبط شبكة نسائية تقوم بمهام خطيرة في أبين بقيادة امرأة من عدن


المرصد برس | 235 قراءة 

اعلنت الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري يوم الاثنين عن تسعيرة الرحلات البرية الدولية من عدن والم