أعلنت الأمم المتحدة، في تقرير صدر الخميس، أن اليمن يحتل المرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط من حيث معدل وفيات الأمهات، وذلك نتيجة الظروف الصحية والإنسانية الكارثية التي تواجهها النساء جراء استمرار النزاع لأكثر من عقد.

وأكد التقرير أن النساء اليمنيات يتحملن العبء الأكبر للأزمة، حيث تُسجل حالة وفاة بين الأمهات كل ساعتين أثناء الولادة بسبب انهيار النظام الصحي وغياب الرعاية الطبية الأساسية.

وأشار التقرير إلى أن "اليمنيات يقفن في الخطوط الأمامية لمواجهة تبعات الحرب، ويُعدنَ تشكيل مجتمعاتهن رغم المخاطر الجسيمة"، لافتاً إلى دورهن الحيوي في تقديم الدعم الأسري والمجتمعي، وتأثيرهن في جهود التعافي رغم التحديات التي تتراوح بين نقص الخدمات الصحية وتفشي الفقر وانعدام الأمن الغذائي.

وحذرت المنظمة الدولية من أن استمرار الصراع وتراجع الدعم الدولي لبرامج الصحة الإنجابية وخدمات الطوارئ يهدد بزيادة حدة الكارثة، خاصة مع تضاعف أعداد النازحين وتدمير ما يزيد عن 50% من المرافق الصحية.

وأكدت أن "وفاة امرأة كل 120 دقيقة أثناء الولادة يمثل جرس إنذار للعالم بضرورة تحرك عاجل".

من جهة أخرى، سلط التقرير الضوء على قصص كفاح لنساء يمنيات نجحن في إنقاذ حياة المئات عبر مبادرات محلية لتقديم الرعاية الصحية الأولية، إلا أن هذه الجهود تظل محدودة أمام حجم الكارثة.

ودعا التقرير المجتمع الدولي إلى توفير تمويل عاجل لدعم المراكز الطبية وتدريب الكوادر وتأمين الأدوية الضرورية.

يأتي هذا التحذير الأممي في وقت تشهد فيه اليمن تصاعداً في معدلات سوء التغذية بين الحوامل والمرضعات، ما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية التي صنفتها الأمم المتحدة كـ"الأسوأ في العالم".