تدخلت سلطنة عمان بسخاء لدعم اليمنيين بلا استثناء والتخفيف من معاناتهم الناجمة عن تداعيات الحرب المتواصلة للسنة العاشرة على التوالي، عبر تقديم منحة جديدة، وهدية رمضانية، تمثلت في 100 قاطرة محملة بمساعدات غذائية، والاعلان عن دعم كبير للقطاع الصحي.
اعلن هذا الرئيس التنفيذي للهيئة العمانية للأعمال الخيرية، بدر بن محمد علي الزعابي، لدى زيارته مستشفى الحميات في مدينة الغيضة بمحافظة المهرة، المشيد بتمويل صندوق الامم المتحدة. مؤكدا أن “الهيئة العمانية ستقدم كافة سبل الدعم للقطاع الصحي في المحافظة”.
وأوضح أن “الزيارة تأتي في إطار تعزيز التعاون بين سلطنة عمان ومحافظة المهرة بما يسهم في تحسين الخدمات الصحية وتلبية احتياجات المواطنين”. وذلك على هامش مرافقة وفد الهيئة لشحنة مساعدات غذائية جديدة، مقدمة من الهيئة بتوجيهات من قيادة سلطنة عُمان.
من جانبه، صرح وكيل محافظة المهرة لشؤون الشباب، بدر كلشات، أن “الهيئة العُمانية للاعمال الخيرية وبتوجيهات قيادة السلطة، ارسلت أكثر من 100 قاطرة اغاثية تحمل أكثر من 28 ألف سلة غذائية، تكفي كل واحدة منها لأكثر من أسرتين، من كل احتياجات شهر رمضان”.
وقال كلشات في تصريحه المنشور الاثنين (24 فبراير) على حسابه بمنصة إكس (توتير سابقا): “في كل عام، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك، تُثبت سلطنة عُمان مجددًا أنها عنوان العطاء الصادق، والدعم النابع من الأخوة والجوار، بلا منٍّ ولا أذى، بل بروح الكرم والإخلاص”.
مضيفا: “لم تكن مساعدات عُمان لمحافظة المهرة وليدة أزمة أو ظرفٍ معين، بل هي نهجٌ ثابت وعطاءٌ مستمر، بدأ منذ سنوات طويلة وما زال يتجدد عامًا بعد عام”. وأردف: “إن هذه القوافل الإغاثية ليست مجرد مساعدات غذائية، بل هي رسالة حب وإخاء من قيادة وشعب سلطنة عُمان”.
وتابع قائلا: إن قوافل المساعدات العُمانية الجديدة التي وصلت الى الغيضة “تعكس قيم الجوار الحقيقي، وروح التكافل التي لم تغب عن المهرة يومًا. فعُمان، كما عهدناها، لا تنتظر شكرًا ولا ثناءً، بل تقدم الخير بطيب نفس، وبأيدٍ بيضاء طالما امتدت لإغاثة الملهوف وإعانة المحتاج”.
مختتما تصريحه بالتعبير عن الشكر لسلطنة عُمان الشقيقة وقيادتها الحكيمة، بقوله: “كل التحية والتقدير لسلطنة عُمان وقيادتها الحكيمة، وللهيئة العُمانية للأعمال الخيرية، على هذا العطاء المستمر، والدعم الذي يصل إلى أهل المهرة في كل عام. دمتم ذخراً ونموذجاً للعطاء الصادق”.
وتمتاز يد العون والدعم التي تمدها سلطنة عُمان لليمن بأنها “يد بيضاء تمتد بلا مَنٍّ ولا أذى” كما قال وكيل محافظة المهرة بدر كلشات. في اشارة إلى أبرز مآخذ المراقبين على الدعم السعودي والاماراتي المقدم لليمن وأنه “يرتبط بإملاءات تقترن بمصالح سياسية أو اقتصادية، للبلدين”.
اختارت سلطنة عُمان، منذ بداية الازمة عام 2011م ثم الحرب في اليمن، ان تظل محايدة، ورفضت الانضمام إلى التحالف العسكري الذي اعلنت المملكة العربية السعودية من العاصمة الامريكية واشنطن تشكيله واطلاق عمليات “عاصفة الحزم”، فجر السادس والعشرين من مارس 2015م.
وتراعي سلطنة عُمان التي تشترك مع اليمن بحدود برية وبحرية وتنتهج منذ فترة طويلة سياسة خارجية محايدة في النزاعات الإقليمية؛ الحفاظ على مصالحها في امن واستقرار اليمن والمنطقة والحيلولة دون ان تمتد إليها انعكاسات الحرب وصراع النفوذ الاقليمي السعودي الاماراتي في اليمن.
تتمسك مسقط بموقفها ثابت “يدعم جهود الامم المتحدة ومساعي مبعوثها الخاص الى اليمن الرامية الى الوصول لحل سياسي وتسوية شاملة تنهي الحرب في اليمن وتداعياتها الانسانية والاقتصادية، وترسي السلام وتستأنف العملية السياسية بمشاركة مختلف الاطراف اليمنية بلا استثناء.
وتحظى سلطنة عُمان بعلاقات جيدة مع جميع اطراف الحرب، وتقف موقفا رسميا على مسافة واحدة من الاطراف المتصارعة منذ بدء الازمة والحرب في اليمن، وتميل إلى العمل على تقريب وجهات نظر اطراف الحرب في اليمن، والدفع باتجاه التوصل لاتفاق ينهي الحرب ويحقق السلام.
تلعب السلطنة الدور المحوري والأبرز في المفاوضات القائمة بين الحكومة اليمنية والاطراف المحلية المناهضة للحوثيين من جهة، وبين جماعة الحوثي والتحالف العربي بقيادة السعودية، من جهة ثانية، بدفع سعودي امريكي مباشر لسلطنة عمان، للقيام بدور الوساطة الديبلوماسية.
ودفعت الرياض السعودية بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، بدعوى “حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء”.
يشار إلى أن مسقط، التي تستضيف وفد جماعة الحوثي المفاوض، منذ مفاوضات الكويت منتصف 2015م، رعت التوصل الى اتفاق الهدنة المعلن مطلع ابريل 2022م والتوصل إلى “خارطة الطريق الى السلام الشامل في اليمن”، المعلن عن تبنيها من الامم المتحدة نهاية ديسمبر 2022م.
شارك على فيسبوك
شارك على تويتر
تصفّح المقالات
السابق
مصر تعلن شراء سلعة أساسية مهمة من السعودية مع اقتراب شهر رمضان
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
تفاصيل خطيرة تُنشر لأول مرة... هكذا تم خداع رئيس هيئة الأركان في الجيش اليمني"لن تصدق ما هي علاقة ال
أطلق مركز إنذار مبكر في اليمن تحذيرات عاجلة من موجة غبار خطيرة سوف تضرب عدد من المحافظات اليمنية خلا
كشفت وسائل إعلام تابعة لمليشيا الحوثي عن وصول الوفد التابع لهم الى صنعاء والذي ضم العديد من القيادات
في خطوة تعزز من فترة الاستقرار للمغتربين في المملكة العربية السعودية، صدر قرار جديد يتعلق بإقام
بعد منع السعودية دخوله عبر منفذ الوديعة.. 6 دول خليجية وعربية جديدة تستقبل شحنات تص