أثار تعليق السياسي اليمني والقيادي الحوثي السابق علي البخيتي على جنازة الراحل حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني، جدلاً واسعاً بعد تفسيره لما وصفه بـ"الحشد الكبير" الذي نظمه حزب الله ومحور المقاومة خلال مراسم الجنازة.

وفي تصريحه، قال البخيتي إن الحشد الذي شهدته الجنازة لم يكن مجرد تعبير عن الحزن أو التكريم، بل كان "استعراضًا شعبيًا وسياسيًا"، يهدف إلى إيصال رسالة محددة للداخل والخارج.

وأوضح أن هذا الاستعراض يعكس اعترافًا ضمنيًا بهزيمة محور المقاومة في مواجهة إسرائيل، مشيرًا إلى أن هذه الهزيمة تجلت في عدة نقاط:

الهزيمة أمام إسرائيل: أكد البخيتي أن حزب الله ومحور المقاومة خسروا الحرب ضد إسرائيل، وأنهم اضطروا عبر ممثلين لهم في الحكومة اللبنانية إلى توقيع "اتفاقية استسلام" أباحت السيادة اللبنانية وأعطت الشرعية لخروقات إسرائيل المستمرة.

إذلال القادة وإنهاء دورهم العسكري: أشار إلى أن كبار قادة حزب الله تعرضوا للإذلال، كما تم قتل العديد منهم، مما يشير إلى انهيار كبير لقدراتهم العسكرية.

على الرغم من ذلك، أكد البخيتي أن حزب الله يسعى من خلال هذا الحشد إلى إرسال رسالة بأنهم "ما زالوا باقين كتيار سياسي وشعبي"، وأنهم لن يقدموا أي تنازلات لشركائهم في الداخل اللبناني، كما فعلوا مع إسرائيل.

وقال: "لن نتنازل عن حصتنا غير العادلة في السلطة، حتى لو أدى ذلك إلى حرق لبنان بالتظاهرات والاحتجاجات الشعبية".

وتابع البخيتي أن حزب الله يعمل على "تحوير مفهوم الهزيمة" ليجعلها تبدو وكأنها "نصر مبين"، وذلك للحفاظ على موقعهم السياسي والاجتماعي، مؤكدين بذلك استمراريتهم كقوة مؤثرة في المنطقة.

الرسالة الموجهة اختتم البخيتي تعليقه بالإشارة إلى أن الرسالة التي يسعى حزب الله لإيصالها ليست موجهة فقط إلى إسرائيل وأمريكا، بل هي رسالة داخلية موجهة إلى الأطراف السياسية في لبنان، وكذلك إلى الحلفاء في إيران واليمن والعراق، لتحذير الخصوم من أي محاولة لاستغلال الهزيمة ضدهم.