أكد وزير الدفاع اليمني، الفريق الركن محسن الداعري، اليوم الاثنين، أن القوات اليمنية مستعدة لحسم المعركة ضد ميليشيا الحوثي، إلا أن التزام الحكومة الشرعية بالاتفاقات الدولية، وعدم رغبتها في أن تكون هي من ينقض هذه الاتفاقات، قد حالت دون التصعيد المباشر.

وأوضح الداعري، في حوار صحفي نشر، اليوم الاثنين، أن الجيش اليمني قد اتخذ جميع الاستراتيجيات اللازمة لمواجهة الميليشيات الحوثية، وأن الخطط جاهزة للتحرك في أي وقت.، مشيرا إلى جاهزية القوات والمراكز العسكرية لاستقبال وتدريب المزيد من القوات لتعزيز الخطوط الأمامية. "ورغم التزام الحكومة بعدم خرق الهدنة، إلا أن الاستعدادات تضمن أن أي تصعيد من الحوثيين سيتم الرد عليه بقوة أكبر من أي وقت مضى".

وقال الداعري إن "اليمن يعيش حالة من الحرب المستمرة منذ نحو عشرة أعوام، وقد شهدت الحرب في السنوات الأخيرة فترات من الهدنة التي تم الإعلان عنها في عام 2022 لمدة ستة أشهر، لكن الميليشيات الحوثية لم تلتزم بها، ما أدى إلى استئناف الأعمال القتالية في مناطق متعددة".آ 

وأشار الداعري إلى أن القوات اليمنية تسيطر على أكثر من 75 إلى 80% من الأراضي اليمنية، وأن المناطق التي تحت سيطرتها آمنة ومستقرة، على عكس المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون والتي تشهد تدهورًا في الأوضاع.

وأكد الداعري التزام الحكومة الشرعية بقيادة التحالف العربي والمجتمع الدولي بـ"الهدنة"، مستدركا بالقول: "لكن في حال تصاعدت الهجمات من الحوثيين، فإن القوات اليمنية ستكون جاهزة للرد بشكل أقوى".

وافاد وزير الدفاع اليمني أن الحوثيين حولوا المناطق التي يسيطرون عليها إلى ما يشبه "السجون الكبيرة"، حيث يمنعون الناس من مغادرة هذه الأراضي، خاصة المسؤولين والجنود الذين لا يستطيعون العودة إذا غادروا.

وبيّن الوزير اليمني، أن الوضع العسكري على الأرض تحت سيطرة القوات الشرعية في معظم المناطق، وأن أي تقدم عسكري من الحوثيين في هذه المناطق سيواجه ردًا قويًا، لافتا إلى أن القوات اليمنية قد أظهرت قدرات قتالية هائلة في معارك سابقة، وخاصة في الحديدة ومأرب.

تحديات عسكرية

وفيما يتعلق بالتحديات العسكرية، أوضح وزير الدفاع اليمني، الفريق الركن محسن الداعري، أن الحوثيين يعتمدون بشكل كبير على الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، والتي يتلقون دعمًا مباشرًا من إيران. ومع ذلك، أكد أن هذه الأسلحة ليست فعالة على جبهات القتال المباشر، بل تُستخدم لاستهداف المناطق البعيدة مثل المطارات والموانئ، وهو ما يمثل تهديدًا للمناطق المدنية.

وأضاف الداعري، أن القوات اليمنية كانت قد وصلت إلى أهداف حيوية مثل ميناء الحديدة، لكنها لم تتمكن من السيطرة عليه بالكامل بسبب تدخلات دولية.

وقال الداعري إن الحرب كانت دائمًا موجهة ضد مصالح الحوثيين من قبل المجتمع الدولي، إلا أن الحوثيين تلقوا دعمًا مستمرًا من إيران وحلفائها.

التصنيف الإرهابي للحوثيين

وحول تصنيف الولايات المتحدة الأميركية للحوثيين كـ"منظمة إرهابية"، قال وزير الدفاع اليمني إن هذا التصنيف جاء بعد أن ثبت خطر هذه الميليشيات على الأمن الإقليمي والدولي، موضحا أن الميليشيات أصبحت تهدد طرق الملاحة البحرية وتستهدف مناطق حيوية في البحر الأحمر، ما جعل من الضروري تصنيفهم كإرهابيين.

وأشار الفريق الركن محسن الداعري، إلى أن هذا التصنيف قد يؤدي إلى تقليص قدرات الحوثيين العسكرية، لكنهم ما زالوا يتلقون دعمًا عسكريًا من دول أخرى، مثل إيران، مما يجعل من الصعب إضعافهم بشكل كامل.

تنسيق مستمر

وأكد وزير الدفاع اليمني، أن هناك تنسيقًا مستمرًا مع دول التحالف العربي، خاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي لها دور كبير في دعم اليمن عسكريًا. كما أشار إلى أن التحالف قام بتشكيل قوات بحرية لحماية الممرات البحرية، حيث يتم التعاون مع الدول الغربية في محاولة لتأمين حركة السفن في البحر الأحمر.

ووجه وزير الدفاع اليمني رسالة طمأنينة إلى الشعب اليمني، مؤكدًا أن القوات المسلحة بمختلف مكوناتها جاهزة لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد، داعيا دعا القوات المسلحة إلى الثبات والصمود، مشيرًا إلى أن النصر بات قريبًا بفضل التضحيات المستمرة.

وشدد وزير الدفاع اليمني على أن اليمن سيظل مدينًا دائمًا لشعوب التحالف العربي، خاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، على دعمهم السخي والموقف الثابت في دعم الشرعية اليمنية، معتبرا أن الذكرى العاشرة لعاصفة الحزم هي مناسبة لتجديد الشكر والتقدير لقوات التحالف، التي قدمت تضحيات كبيرة منذ بداية الحرب، معربًا عن أمله في استمرار الدعم العربي لليمن في المستقبل القريب.