وجه الإعلامي راجح العمري سلسلة من الانتقادات اللاذعة عبر منشورات على صفحته الشخصية بموقع فيسبوك، مستهدفًا سياسة الإعلام التابع للمجلس الانتقالي الجنوبي، معتبرًا أنها تفتقر إلى المصداقية والتمثيل الحقيقي للقضية الجنوبية.

وفي منشوره الأول، أكد العمري أن الإعلاميين الوطنيين الذين ناضلوا من أجل القضية الجنوبية خلال فترات الحراك الجنوبي، مثل أيام قناتي “عدن لايف” و”صوت الجنوب”، تم إهمالهم وإقصاؤهم، بينما تم استبدالهم بإعلاميين وصفهم بـ”أصحاب الشرائح الثلاث”، الذين يتحدثون باسم القضية الجنوبية دون التزام بمبادئها. وأشار إلى أن هؤلاء الإعلاميين يعملون فقط من أجل المادة المالية، وليس لديهم مبادئ ثابتة، مما يجعلهم انتهازيين بامتياز.

وفي منشور آخر، تساءل العمري عن كيفية نجاح قضية وطنية عندما يتم تمثيلها إعلاميًا بأشخاص كانوا ضدها في السابق، بينما يتم تهميش من كانوا يدافعون عنها. ووصف ما يحدث في إعلام الانتقالي بأنه “كوارث لا تمثلنا”.

كما استشهد العمري بتجربة الإعلام السوري، حيث رفضت المعارضة الإعلام الرسمي التابع لنظام بشار الأسد، بينما في الجنوب، تم الترحيب بأشخاص كانوا ضد القضية الجنوبية وأصبحوا اليوم متحدثين باسمها.

وفي منشوره الأخير، كشف العمري عن حالة مثيرة للجدل، حيث ذكر أن أحد الإعلاميين الذين درسوا معه في كلية الإعلام وكان معروفًا بمواقفه المعادية للجنوب، أصبح اليوم مسؤولًا عن إعلام الانتقالي في إحدى المحافظات، وهو ما أثار غضبه واستنكاره.

ودعا العمري في ختام منشوراته إلى مراجعة سياسة الإعلام الانتقالي، مؤكدًا على ضرورة استيعاب الكوادر الإعلامية الوطنية التي ناضلت من أجل القضية الجنوبية، وتأهيلها إذا لزم الأمر، بدلًا من الاعتماد على “أصحاب الشرائح المتعددة” الذين لا يهتمون سوى بمصالحهم الشخصية.

يأتي هذا التصريح في وقت يشهد فيه الإعلام الجنوبي انتقادات واسعة حول مصداقيته وتمثيله الحقيقي للقضية الجنوبية، مما يفتح الباب أمام نقاشات واسعة حول مستقبل الإعلام ودوره في تعزيز الهوية الوطنية الجنوبية.