بدأ العد التنازلي لمباراة الكلاسيكو المنتظرة بين الاتحاد والهلال، المقررة غدا السبت على ملعب الإنماء في جدة، ضمن منافسات الجولة 21 من الدوري السعودي للمحترفين.

ويشهد الموسم الحالي صراعا شرسا بين الفريقين، حيث يعتلي الاتحاد قمة ترتيب دوري روشن، برصيد 52 نقطة، متفوقا على الهلال الوصيف بفارق 4 نقاط.

ويمتلك العملاقان الكثير من نقاط القوة، ففي صفوف “العميد” يبرز النجم الفرنسي، كريم بنزيما، الذي نجح في الظهور بصورة رائعة خلال الموسم الحالي، حيث يعتبر الأكثر مساهمة في تسجيل الأهداف بدوري روشن، بواقع 22 هدفا (سجل 15 وصنع 7).

كما أنه المحرك الأساسي لمنظومة الاتحاد، لا سيما أن أدواره لا تقتصر على تسجيل الأهداف وصناعتها فقط، بل تمتد لمهام أخرى، متمثلة في توزيع اللعب يمينا ويسارا.

وهذا إضافة إلى تحركاته بين الخطوط، وقدرته على بناء الهجمة، ومساعدة الفريق على الخروج من الضغط.

ومما يساعد بنزيما على القيام بهذه الأدوار، تعاقد الاتحاد مع عدة أسماء بارزة، تتمثل في الفرنسي موسى ديابي والهولندي ستيفن بيرجوين، على الجانبين الأيمن والأيسر، بالإضافة لوجود النجم الجزائري حسام عوار في وسط الملعب.

وأثناء خروج بنزيما من منطقة الجزاء، يدخل عوار وبيرجوين إلى العمق، لسحب لاعب أو اثنين، مما يساهم في فتح المساحات وخلخلة دفاعات الخصم، في ظل تبادل أدوار الخط الأمامي ل”العميد”.

كذلك، أصبح الاتحاد أحد أفضل الفرق في الخروج بهجمات مرتدة، بسبب نزول مهاجم ريال مدريد السابق إلى وسط الملعب، وتحويله مسار اللعب إلى المساحات الخالية على الأطراف، مستفيدا من سرعات ديابي وبيرجوين.

حلول منتظرة

سيتوجب على الهلال إفساد سحر بنزيما، إذا أراد تحقيق الفوز.. وقد نجح “الزعيم” في تحجيم خطورة الفرنسي، خلال مواجهة الدور الأول، التي انتهت بخسارة الاتحاد (1-3).

لكنه فشل في تكرار الأمر، في مباراة ربع نهائي كأس الملك، مطلع الشهر الماضي، حيث تمكن بنزيما حينها من تسجيل ثنائية للاتحاد، بالإضافة لتحركاته المذهلة على طرفي اللعب، وقدرته على الربط بين جميع الخطوط.

ومن المنتظر أن يفرض مدرب الهلال، جورجي جيسوس، على بنزيما رقابة لصيقة، مكونة من لاعبين، حيث قد يواجه النجم الفرنسي صعوبة داخل منطقة الجزاء، مع ضغط قوي من السنغالي كاليدو كوليبالي.

ومع النزول إلى وسط الملعب، سيجد بنزيما لاعبا أمامه لمنعه من اللعب بأريحية، وربما يكون البرتغالي روبن نيفيز أو الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش.

وهذا فضلا عن وجوب الضغط المستمر للهلال على الخط الخلفي للاتحاد، من أجل الافتكاك، ومنع تسليم الكرة لبنزيما، من خلال غلق زوايا التمرير وتضييق المساحات.

منظومة جيسوس

رغم تذبذب مستوى الهلال، بتعادله في أخر مباراتين بالدوري السعودي، إلا أن هذا لا يقلل من قيمة العمل الكبير لجيسوس، منذ بداية الموسم الماضي، بالإضافة للقدرات الفردية التي يمتلكها نجومه.

ومن المتوقع أن يبدأ الهلال المباراة ضاغطا على الاتحاد، في جميع أرجاء الملعب، لإجباره على إرسال التمريرات الطولية التي تجد دائما نجوم “الزعيم”، الذين يتمتعون بالقوة في المواجهات الثنائية.

ومع الافتكاك السريع لنجوم الهلال، سيحاولون فرض الاستحواذ، والقيام بأكبر عدد ممكن من التمريرات لسحب لاعبي الاتحاد، واستغلال سرعات الخط الأمامي، خاصة سالم الدوسري، الذي يحظى بسجل تهديفي مذهل أمام “العميد”.

وبخلاف المثلث الأمامي، فإن جيسوس يعتمد دائما على قدرات الأظهرة (جواو كانسيلو ومتعب الحربي أو رينان لودي) في الناحية الهجومية، للدخول إلى العمق وخلق الكثافة، بالإضافة لإرسال العرضيات باستمرار.

وفي حال الدفاع، يعتمد جيسوس على مصيدة التسلل، من خلال الدفاع المتقدم.

بصمات واضحة

وضع مدرب اتحاد جدة، لوران بلان، بصماته تدريجيا وبشكل واضح على فريقه، بعكس بداية الموسم الجاري.. ومن المتوقع أن يقدم مباراة مميزة على المستوى التكتيكي، كما فعل ضد النصر في الدوري، وأمام الهلال بكأس الملك.

ويعاني الهلال هذا الموسم من سوء العمل الدفاعي، حيث تتواجد المساحات باستمرار بين قلبي الدفاع، وخلف الظهيرين، وهي نقطة قد يستغلها رجال المدرب الفرنسي.

وما قد يساعد الاتحاد على التفوق، هو قدرة الفرق مؤخرا على ضرب مصيدة التسلل الهلالية بشكل أنجع، بسبب سوء تمركز علي البليهي وحسان تمبكتي، بالإضافة لأخطاء كوليبالي الفردية في بعض الأحيان.

ومن المرتقب أيضا أن يستغل بلان اندفاع لاعبي الهلال، بإرسال كرات متقنة عن طريق المدافع البرتغالي، دانيلو بيريرا، خلف الظهيرين على وجه التحديد، مستغلا سرعات ديابي وبيرجوين.

لكن الرهان على الاستحواذ سيكون صعبا على الاتحاد، أمام قدرات لاعبي وسط الهلال، وبراعة أطراف الأخير في الهجمات المرتدة.

بالتالي، ينتظر أن يترك بلان الاستحواذ للهلال، كما حدث في المواجهتين الماضيتين (الدوري والكأس)، بواقع 56% و54%.

وبناء على ذلك، فإن التوازن ربما يساعد الاتحاد على الخروج إلى بر الأمان، من خلال عدم الاندفاع بشكل مبالغ فيه، بالإضافة لمنع نيفيز على وجه التحديد من اللعب بأريحية، وإجهاض محاولات الظهيرين للتقدم.