عدن حرة

نشر المناضل الجنوبي ورئيس منتدى الشراكة الوطنية الجنوبية، أديب العيسي، مقالاً مطولاً عبر منصات التواصل الاجتماعي، طرح فيه رؤيته بشأن الوضع السياسي المتأزم وأهمية تحقيق الشفافية والوضوح في الخطوات التي تتخذها القيادات السياسية.

جاء ذلك في مقال له على صفحته الرسمية في منصة فيسبوك، ننشره كما جاء على النحو التالي:

دعونا ونجدد دعوتنا إلى وضوح التوجه، وبسط الرؤية السياسية في حدود المسؤوليات.

اليوم، نحن في أمس الحاجة إلى معرفة حركة القيادة ومرامي تحركاتها داخليًا أو خارجيًا.

على مَن يدعي القيادة أن يُبدد توجس الداخل من التحركات واللقاءات والاجتماعات بإعلان حقيقة ما تُديره كواليس السياسة، حتى لا تحدث قطيعة سياسية في لحظات الحرج بين مواقف تلك القيادات وجماهير الشعب الجنوبي بكل فئاته وشرائحه.

نحن دعوناكم للتحرك السياسي وتجاوز التقوقع والمراوحة، لكن الشعب في الجنوب يهتم بالنتائج وينتظر القول الفصل.

اليوم، أغلبية الشعب وصلوا إلى قناعة تامة بأن قضيتهم في منحدر خطير، بسبب الانفراد بالسلطة، وتهميش الآخرين، وغياب الشراكة الوطنية.

وقد تحدثنا كثيرًا عن أهمية الوفاق السياسي الجنوبي، وتقسيم السلطة والثروة بين جميع المحافظات.

اليوم، الصراع جنوبي-جنوبي بأدوات شمالية، والشارع يشهد بذلك.

مَن يحمل شعار الدفاع عن القضية الجنوبية (الدولة المستقلة) أصبح اليوم عصا على الشعب في ظل استبداده، وتدهور خدماته، وانهيار اقتصاده، وذلك بسبب السياسات الخاطئة.

الوطن والقضية الجنوبية هما خيار الشعب ولا خوف عليهما، لكن الخوف من العقليات السياسية الجنوبية التي دمرت الجنوب بصراعاتها، وفكرت في أطماعها وأطرها، وتناسَت هموم الشعب وآماله وأحلامه.

وواجب الجيش والأمن هو حماية الشعب لا قمعه! فكيف لمَن يدعي تمثيل الجنوب وشعبه أن يقمع أبناءه، ويحرمهم من لقمة العيش الكريم، ويستحوذ على مكاسب القضية لنفسه، وينسى هموم الشعب الذي أوصله إلى هذه المرحلة وتمكينه في قمة السلطة اليوم؟!

الشعب أرادكم مدافعين عن حقوقه، وعن العيش بكرامة، وعن توفير الخدمات له. ومع ذلك، تعيش أغلب المدن الجنوبية في ظلام دامس، وخدمات متردية، وعملة منهارة، ومعيشة غالية. ولم نرَ أي رؤية اقتصادية أو قيادات سياسية ملتصقة بالشارع وهمومه.

لماذا تتخلون عن مسؤولياتكم؟ وما الهدف من ذلك؟

لم نرَ رؤية سياسية واضحة لحل القضية الجنوبية، كما أن قبولكم بحكومة المناصفة يطرح تساؤلات: على أي أساس؟ وأي رؤية؟ وما هو مشروع حكومة المناصفة؟ هل مشروعها الفساد والانهيار الاقتصادي؟ برغم كونها حكومة لا تمتلك رؤية.

كل هذه العوائق ستُنتج نتائج سلبية كارثية على شعبنا وأمنه واستقراره وازدهاره.

إن تأجيل القضية الجنوبية وأهدافها لن يُنتج إلا تآكل الرصيد الشعبي الضخم الذي اكتسبته القضية بادعاء تمثيل هذه القضية ومتطلبات الشعب في الأروقة السياسية المحلية والخارجية.

من حق الشعب - إذا لم تُوجد معالجات جادة وصادقة وواضحة برؤى سياسية واقتصادية يلتمسها الشعب في الشارع - أن يختار مَن يُمثله، ولن تُفلح سياسة الاعتقال والقوة العسكرية.

السؤال الأخير: هل أنتم تفقهون لما نقوله ويقوله أبناء شعبكم في كل المناطق والقرى؟

القيادة تتحمل المسؤولية والبحث عن حلول...

الجنوب بكل ولكل أبنائه بالسراء والضراء.

لا تلقوا باللوم على التحالف، سواء في الرياض أو أبو ظبي. الخطأ فيكم وفي سياساتكم، سواء مجلس قيادة أو حكومة أو قوى سياسية.