خاص

انتقد رئيس الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، نجيب السعدي، أداء مجلس القيادة الرئاسي، متهمًا إياه بارتكاب تجاوزات خطيرة ومخالفة واضحة لبيان نقل السلطة، الذي يستمد منه شرعيته.

اتهامات بالتجاوزات وإضعاف الدولة

في مقاله الذي نشره يوم 14 فبراير 2025 بعنوان "مجلس القيادة الرئاسي: ماله وما عليه", أكد السعدي أن المجلس لم يلتزم بالآليات التي نص عليها بيان نقل السلطة، مما أدى إلى تعطيل مهامه الأساسية وإضعاف الدولة. كما أشار إلى أن رئيس المجلس فرّط في صلاحياته بالسماح لبعض الأعضاء بالتصرف كنواب له، رغم أن بيان نقل السلطة لم يمنحهم هذه الصلاحية.

وأشار إلى أن المجلس لم يطبق آليات اتخاذ القرار المنصوص عليها في البيان، متسائلًا عما إذا كان يتم التصويت على القرارات المصيرية، أو عرض القضايا العالقة على اجتماع مشترك بين مجلس القيادة وهيئة التشاور والتصالح كما هو منصوص عليه، مؤكدًا أن هذه الخطوات لم تُتبع مطلقًا خلال الفترة الماضية.

اتهامات بالتدخل في عمل الحكومة

اتهم السعدي مجلس القيادة بالتدخل المباشر في عمل الحكومة، عبر إصدار توجيهات وقرارات تتجاوز صلاحياته، مثل تعطيل تعيينات المسؤولين، وإيقاف قرارات صادرة عن رئيس الحكومة. وكشف عن ضغوط مارسها أحد أعضاء المجلس لإيقاف قرار بتكليف قائم بأعمال رئيس المنطقة الحرة، رغم صدور القرار عقب تحقيقات في قضايا فساد.

وأضاف أن بعض أعضاء المجلس باتوا يتصرفون كنواب لرئيس الجمهورية، رغم أن البيان لم يمنحهم هذه الصفة، إذ يملكون مكاتب وسكرتارية خاصة، ويصدرون مذكرات رسمية بصفة "نائب رئيس"، بينما حصر بيان نقل السلطة مهام التمثيل الرسمي داخليًا وخارجيًا برئيس المجلس فقط.

اتهامات بتمزيق الوحدة الوطنية

أشار السعدي إلى أن المجلس لم يلتزم بحماية وحدة اليمن وسلامة أراضيه كما نص بيان نقل السلطة، متهمًا ثلاثة من أعضائه بتبني مشاريع انفصالية، والتحدث علنًا عن استعادة دولة الجنوب، ما يجعل شرعية المجلس وقراراته محل شك، باعتبار ذلك يتعارض مع الوثيقة التي منحتهم صفتهم كمجلس قيادة.

فشل في تنفيذ المهام الأساسية

أكد السعدي أن جميع المهام التي كُلف بها المجلس متعثرة، بدءًا من دمج قوات الجيش والأمن، وخلق عقيدة عسكرية وطنية، وصولًا إلى إقرار اللائحة المنظمة لعمله وإعادة تفعيل أجهزة الدولة. كما تساءل عن مدى التزام المجلس بالتصويت على القرارات المصيرية، مستنكرًا عدم اتباع أي من آليات اتخاذ القرار المحددة في بيان نقل السلطة.

شرعية المجلس في خطر

خلص السعدي إلى أن مجلس القيادة الرئاسي تعامل مع بيان نقل السلطة كجسر عبور للوصول إلى الحكم، دون الالتزام به كأساس قانوني لشرعيته، ما يجعله اليوم في محل نظر، بل ويضع شرعيته برمتها في مهب الريح.

وطالب السعدي رئيس وأعضاء مجلس القيادة باحترام بيان نقل السلطة، والامتناع عن تعطيله أو اختراقه، مؤكدًا أن شرعيتهم مرتبطة بالالتزام بهذا البيان، وأي تجاوز له يجعل وجودهم وجميع قراراتهم غير قانونية.