ثقافة وفن

(الأول)خاص.

ماهر البرشاء يكتب..

في وطنٍ أنهكته الأزمات وتكاد تحجب فيه الأحلام، يظل الأمل معلقًا على قلة من المسؤولين الذين يحملون همّ الإنسان قبل المنصب، ويؤمنون بأن الوطن لا يبنى إلا بسواعد شبابه وفكر مبدعيه، وفي هذا الوقت، يبرز معالي وزير الأوقاف والإرشاد الدكتور محمد عيضة شبيبة، كأحد القلائل الذين لم يغفلوا عن معاناة الشباب والكتاب والمبدعين الذين طحنتهم الظروف وغيبهم التهميش.

لم يكن الدكتور محمد مجرد مسؤول يعتلي منصبًا، بل كان إنسانًا قبل كل شيء، متلمسًا هموم من طمست أصواتهم وسط الضجيج السياسي والتجاذبات، فقد فتح بابه أمام الكتّاب والصحفيين والمثقفين، وأدرك أن نهضة الأوطان لا تقوم إلا على فكر مستنير وكلمة صادقة، فكم من مبدع طرق أبواب المسؤولين دون أن يجد آذانًا صاغية، بينما كان شبيبة حاضرًا، يسمع، ويقدر، ويدعم في وقتٍ أصبح فيه الوصول إلى المسؤول أشبه بالمستحيل.

أثبت شبيبة أنه مختلف، فلم يحتجب خلف المكاتب، بل كان قريبًا من الناس، حاضرًا في قضاياهم، متفهمًا لمعاناتهم، ولعل هذا النهج الإنساني هو ما جعله محط احترام وتقدير كثير من الشباب والمثقفين الذين وجدوا فيه مسؤولًا يفهمهم ويدعمهم بعيدًا عن لغة المصالح والمجاملات.

فما يقدمه الدكتور محمد عيضة شبيبة اليوم من دعمٍ للمواهب، وتقديرٍ للإبداع، واهتمامٍ بالشباب، يمثل نموذجًا يُحتذى به في العمل الحكومي، حيث يجب أن يكون المسؤول قريبًا من مجتمعه، راعيًا للطاقات التي يمكن أن تسهم في بناء وطنٍ أكثر إشراقًا.

ويظل وجود مسؤولين بحجم الإنسانية التي يحملها شبيبة بارقة أمل، بأن هذا الوطن لا يزال بخير، ما دام فيه من يؤمن بالشباب والمبدعين، ويدرك أن بناء الأوطان يبدأ من دعم العقول النيرة، قبل كل شيء.

ماهر البرشاء.

الخميس 13 فبراير.