الجنوب مابين استعادة الدولة المستقلة وحرب الخدمات

كل شعب الجنوب يدرك خطورة استخدام القوى اليمنية في ماتسمى الشرعية اليمنية ملف الخدمات والمعيشة كاسلوب حقير من أجل تتويه الشعب الجنوبي عن هدفه في استعادة دولته الجنوبية المستقلة ، سبق للنخب الجنوبية وحذروا قيادة الانتقالي الجنوبي من تمادي القوى المعادية في استخدام هذا الملف .

كل جهود المجلس الانتقالي في شراكته الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي اساسا كان من أجل حل مشكلات ومعضلات ملف الخدمات والمعيشة حتى لاتكون حجر عثرة في طريق نضاله نحو استعادة دولة الجنوب المستقلة ، إلا أنه وبسبب وجود الدول العميقة في ماتسمى الشرعية اليمنية وبتواطئ من رعاة الشراكة وصلت المشكلات والمعاناة من تردي الخدمات وارتفاع الأسعار وتدني قيمة مستوى الرواتب والمعاشات إلى مستويات لايمكن السكوت عنها أو الصبر في تحملها ، وهذا ماصرح به الرئيس القائد عيدروس الزبيدي أثنا لقاءه السفير الأمريكي ستيفن فاجن للتباحث عن الأوضاع الإنسانية والسياسية في بلادنا في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية التي يعيشها شعب الجنوب ، قائلا أن الحكومة قد فشلت في تحمل مسؤولياتها تجاه المواطنين .

الشعب الجنوبي ورغم المعاناة التي فاقت عن حدها في الخدمات والمعيشة وبوعي نضالي يدرك تماما مدى الخطوات النضالية الكبيرة التي حققها الانتقالي الجنوبي نحو استعادة دولة الجنوب المستقلة ، لذلك فهو لم يغتر ولم يستطيعوا الضحك عليه أولئك الذين دعوه الخروج للتظاهر ، كونه يعرف يقينا أنما هم أدوات للدولة اليمنية العميقة نفسها التي جعلت الأوضاع الخدمية والمعيشية تصل إلى ما وصلت إليه اليوم  في الجنوب ، وهذا قد كان مشاهدا في تحريضهم للانتفاض ضد المجلس الانتقالي الجنوبي وفي أفتعال الفوضى ودس خلاياهم التخريبية بداخل صفوف المتظاهرين .

لذلك فمن الغبن جعل الشعب الجنوبي يعيش صبر وتحمل المعاناة في الخدمات والمعيشة ولايستطيع الخروج للتظاهر منددا بتلك المعاناة بسبب تربص الأعداء في ركوب موجة تظاهراتهم وتسييرها نحو تحطيم وهدم كل ما استطاع الانتقالي تحقيقه من خطوات نضالية ، وحتى يزال هذا الغبن فأنه يتحتم على قيادة الانتقالي الجنوبي ممثلة بالرئيس القائد ومن سيره نحو تصحيح مسار الشراكة العمل الجاد للقيام بالمسؤوليات الوطنية الملقاة على عاتقهم وفي مقدمتها  توفير الخدمات الاساسية والبحث عن حلول عاجلة ومستدامة لتفعيل الموارد الاقتصادية بما يخدم تحسين الخدمات والمعيشة لمواطني الجنوب ، أو تقدمهم الصفوف الأمامية لقيادة شعب الجنوب في تظاهرات شعبية سلمية للمطالبة بحقوقهم الخدماتية والمعيشية والوطنية خاصة وأن الانتقالي الجنوبي قد قطع أشواطا كبيرة في تحقيق الكثير من الأهداف النضالية الوطنية التي احتوتها رؤيته السياسية .

عادل العبيدي