تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
حينما تموت المدن واقفة.. عدن قصة كفاح ونداء استغاثة ينتظر من يسمعه
99 قراءة  |

حينما تموت المدن واقفة.. عدن قصة كفاح ونداء استغاثة ينتظر من يسمعه

لم تكن عدن مجرد مدينة، بل كانت ملاذًا لأرواح التائهين، وأرضًا لاحتضان الأمل في عيون من ضاقت بهم الأرض. كانت مدينة بلا حدود، بلا عوائق، تمد يديها لكل من يحتاج إليها، وكانت تروي قصصًا من التضحية والصمود، تكتب حروفًا من الإنسانية بكل معنى الكلمة.

في ظل المعاناة التي كانت تُثقل كاهل كل من جاء إليها، لم تبخل عدن بشيء. كانت تعطي بلا حساب، كانت تضم الجميع في حضنها الحاني. ولا ننسى أن الكثير من الذين قدموا إليها، كانوا قد فقدوا كل شيء في مدنهم وأراضيهم. لكن عدن، بمساحاتها الصغيرة، احتضنتهم فكانت لهم وطنًا جديدًا. لم تميز بينهم، بل صنعت منهم جزءًا من تاريخها، وحين تخلى عنهم الزمان، كانت هي المكان الذي يمدهم بالحياة.

واليوم، في الوقت الذي كانت فيه عدن تُحيي الأمل في قلوبهم، نجد أن الكثير من هؤلاء الذين عاشت معهم المدينة أجمل أيامها، قد تنكروا لها. لقد نزعوا عن أنفسهم عباءة الوفاء، وتركوا عدن وحيدة في مواجهة أحزانها، وكأنها لم تكن تلك التي فتحت لهم أبوابها يومًا. هذا هو أقسى ما يمكن أن يُصاب به أي مكان، أن يُعامَل بمثل هذا الجحود من أولئك الذين احتضنتهم في أحلك الظروف.

عدن لم تكن مجرد مدينة تعيش فيها الأرواح، بل كانت قصة حب حيّة يرويها كل من عرف معنى اللجوء إلى أرض تُؤمن بالمحبة أكثر من السياسة، بالإنسانية أكثر من المصالح. وكل زائر لها يعرف كم كانت تحمل في جنباتها من التضحية، وكم كانت تشاركهم أوجاعهم وتقدم لهم عونًا لا يبخل. والآن، في وقت يحتاج فيه أبناء عدن إلى من يقف إلى جانبهم، نجد أن أولئك الذين ركنوا إليها قد سحبوا أيديهم، وتركوها تواجه مصيرها.

إن الظلم الذي لحق بهذه المدينة العريقة يتجاوز حدود السياسة، ويصل إلى أعماق إنسانيتها. فكيف لجئت عدن، مدينة السلم، أن تتحمل أعباء الأمل في زمن الانكسار؟ كيف لأرضٍ ضحت بكل ما لديها أن تُترك في خضم المعاناة دون من يواسيها؟ لم تعد عدن تلك المدينة التي يعبر عنها التواطؤ والصمت، بل أصبحت تمثل صرخةً مدوية تُطالب بحقها في الحياة، في الأمن، في الازدهار.

اليوم، لم تعد عدن بحاجة إلى من يستغلها، بل إلى من يسترد لها حقها. إنها مدينة قدمت كل شيء دون انتظار مقابل، وجاء الوقت أن تجد من يرد لها الجميل. فحان الوقت أن يتحمل أولئك الذين أُعطوا الفرصة للمضي قدمًا، ويضعوا نهايةً لهذا الفصل المؤلم.

هل من أمل؟

رغم كل هذا، لا يزال في عدن روح تقاوم. فأهلها، الذين عُرفوا بالصبر والصمود، لا يزالون يحلمون بعودة مدينتهم كما كانت. لكن هذا الحلم لن يتحقق إلا إذا وجدت المدينة حكومة حقيقية تحترم معاناة الناس، وتعمل على إنقاذها من هذا الانهيار.

عدن ليست مجرد مدينة، بل قصة كفاح، ونداء استغاثة ينتظر من يسمعه. فهل يأتي يوم تستعيد فيه عدن بريقها، أم أنها ستظل مدينة جميلة، لكنها منطفئة؟

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
جهينة يمن | 627 قراءة 

احمد علي يسامح جماعة الحوثي! (اعلان)


المرصد برس | 500 قراءة 

تسببت أنباء متداولة في أوساط المغتربين داخل المملكة العربية السعودية بقلق واسع، عقب شائعات تحدثت عن


المرصد برس | 474 قراءة 

كشف الخبير الاقتصادي والصحفي ماجد الداعري، عن معطيات صادمة تتعلق بالعملة المعدنية وفئة الـ200 ريال &


يني يمن | 463 قراءة 

تمكنت قوات أمن وحماية منفذ الوديعة الحدودي من إحباط محاولة تهريب كمية كبيرة من حبوب الكبتاجون المخدر


جهينة يمن | 427 قراءة 

خالد بن سلمان يتحدث عن طرف ثالث في الجنوب


جهينة يمن | 400 قراءة 

عقب نقله إلى السعودية...مصير غامض لقائد عسكري كبير في الجيش اليمني


كريتر سكاي | 399 قراءة 

في جريمة بشعة هزت الأوساط اليمنية وأثارت غضبًا واسعًا، تعرضت الفتاة "هبة"،


تهامة 24 | 390 قراءة 

كشفت مصادر مصرفية مطلعة عن لجوء مليشيا الحوثي الإرهابية إلى طباعة كميات كبيرة من العملة اليمنية فئة


كريتر سكاي | 327 قراءة 

صدر قرار تعيين ابتسام علي حسن الشاطر مستشارة الشؤون الثقافية في سفارة اليمن


جهينة يمن | 298 قراءة 

بشان الإنترنت...بشرى للمستخدمين: الاتصالات في صنعاء تكشف عن هذا الامر