مشاهدات

أفاد مصدر عسكري سوداني وكالة فرانس برس، الخميس، بتقدم السوداني الجيش صوب وسط الخرطوم "من عدة محاور" واقتراب جنوده من القصر الجمهوري الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع. ويشن الجيش الذي يخوض حرباً مع قوات الدعم السريع منذ الأسابيع القليلة الماضية هجوماً عنيفاً لبسط سيطرته على كامل العاصمة. وقال مصدر في الجيش لوكالة فرانس برس إن "قواته اقتربت من الوصول إلى وسط الخرطوم والسيطرة عليه... وطرد مليشيا آل دقلو"، في إشارة إلى قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي".

وأضاف المصدر طالباً عدم الكشف عن هويته، لأنه غير مخول له التحدث إلى وسائل الإعلام، أن "قواتنا سلاح المدرع تتقدم من عدة محاور". وأعلن الجيش، الأربعاء، أنه "طهّر" أحياء الرميلة والمنطقة الصناعية في قلب الخرطوم، على بعد ثلاثة كيلومترات فقط من القصر الجمهوري الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع.

وإثر ذلك، قالت قوات الدعم السريع إنها ما زالت متماسكة، وقادرة على هزيمة "العدو" ولن تسمح له بدخول الخرطوم، كما جاء في مؤتمر صحافي عقده رئيس دائرة الخدمات والتوجيه بقوات الدعم السريع العقيد حسن الترابي، اليوم الخميس، في الخرطوم، ونُشر تسجيل منه.

وأوضح العقيد الترابي في المؤتمر الصحافي أن الحديث عن انتصارات للجيش هى مجرد دعاية من قبل فلول النظام السابق، مبيناً أن قواتهم لا تزال متماسكة وقادرة على تحقيق أهدافها، وأن من وصفهم بمجرمي النظام السابق لن يعودوا مرة أخرى إلى الخرطوم، بعد أن لفظتهم ثورة ديسمبر المجيدة، حسب ما جاء على لسانه.

وأضاف الترابي أن "قوات الدعم السريع استطاعت صد العدو الذي لم يتقدم في أي من المحاور، وأن هناك مفاجئات قادمة خلال الفترة المقبلة" ذكر أنه لن يكشف عنها الآن، مشيراً إلى أن هناك هلعاً وسط المواطنين بالخرطوم بسبب ما شاهدوا من قتل وتنكيل بالمدنيين في مناطق أخرى دخلتها ما سماها المليشيات الإرهابية.

وانتقد الترابي صمت حركات الكفاح المسلح عما حدث من انتهاكات في الجزيرة، ولم تتخلَ عن القتال أو تعود للحياد كما فعلت فيما ما مضى، وتوعد بإطلاق مرحلة أخيرة من القتال من جانب قواته، لإنهاء من وصفهم بالعصابة، كما تعهد بالتمسك بقواعد الاشتباك ومعاملة الأسرى وحماية المدنيين، والعمل في المستقبل لإنشاء جيش مهني قومي بعقيدة وطنية واحدة.

ميدانياً، يواصل الجيش السوداني تقدمه في محور ولاية الجزيرة، وطبقا لشهود عيان، فإن الجيش استعاد اليوم قرى بشمال الجزيرة منها المسيد، وألتي، والنوبة والسريحة، كما يعمل ضمن محاور أخرى للقتال على دخول الخرطوم عبر متحركات له في محاور الجنوب عبر جبل أولياء، والشرق عبر شرق النيل، والشمال عبر منطقة الباقير المتاخمة للعاصمة، كما تواصل وحدات تابعة للجيش تنفيذ عمليات عسكرية يومية متحركة من سلاح المدرعات نحو وسط الخرطوم.

إلى ذلك، قالت لجان مقاومة الكلاكلة القبة، جنوب الخرطوم، إن مليشيا الدعم السريع قتلت، أمس الأربعاء، ثلاثة أشقاء وقريبهم، وذلك بعد هروب المليشيا من المنطقة وعودتها إليها مرة أخرى، حيث عاثت فيها فساداً من انتهاكات وجرائم نهب وسرقة وإهانة للسكان والمواطنين، والتهجم على المنازل.