في إطار الجهود الحكومية الرامية إلى حماية قطاع الطيران المدني من الممارسات العدائية التي تنتهجها مليشيات الحوثي، عقد معالي وزير النقل الدكتور عبدالسلام صالح حُميد اجتماعًا في العاصمة عدن مع قيادة الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد، لمناقشة التدابير اللازمة لمواجهة التهديدات الحوثية المتصاعدة ضد شركات الطيران الأجنبية والطائرات التابعة للمنظمات الدولية.

وخلال الاجتماع، استعرض الوزير حُميد التصعيد الأخير الذي تمارسه المليشيات الحوثية، والمتمثل في فرض تصاريح غير قانونية على شركات الطيران الأجنبية وإبلاغها بعدم دخول الأجواء اليمنية إلا بموافقة هيئة الطيران المدني في صنعاء، التي تديرها الجماعة الإرهابية.

كما أشار إلى التهديد المباشر الذي تعرضت له شركة الطيران الجيبوتية في 3 فبراير 2025، ضمن نهج المليشيات العدواني الذي يستهدف ليس فقط المجال الجوي، بل يمتد أيضًا إلى تهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر وباب المندب.

وأكد الوزير على رفض الحكومة الشرعية لهذه الممارسات، مشددًا على أن الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد في عدن هي الجهة المخولة قانونيًا بإصدار التصاريح الجوية بالتنسيق مع خلية الإجلاء في قيادة التحالف العربي.

كما أعلن عن اتخاذ سلسلة من الإجراءات لمواجهة هذه التهديدات، شملت إبلاغ مجلس القيادة الرئاسي، وقيادة التحالف العربي، والمبعوث الأممي، والمنظمة الدولية للطيران المدني، لضمان اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الطيران المدني.

وفي سياق متصل، وجّه الوزير بالإسراع في استكمال توفير الاحتياجات والأجهزة والمعدات لمطارات المناطق المحررة، وعلى رأسها مطار عدن الدولي، وذلك من خلال الشراء عبر المناقصات، مؤكدًا أن الوزارة مستمرة في متابعة الموافقات الحكومية المطلوبة لضمان تنفيذ هذه المشاريع، رغم التأخير الحاصل من بعض الجهات المعنية.

واختُتم الاجتماع بالاستماع إلى مداخلات المسؤولين في الهيئة العامة للطيران المدني ومطار عدن الدولي، حيث تم مناقشة التحديات الراهنة وآليات تعزيز جاهزية المطارات في ظل الظروف الحالية، مع التأكيد على استمرار الجهود الحكومية لحماية قطاع الطيران المدني من أي تهديدات تعيق عمله وتؤثر على حركة النقل الجوي في البلاد.