في مشهد مؤلم يعكس عمق المأساة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون، وقف طفل يمني صغير على أنقاض منزل أسرته المتواضع في منطقة الأسلوم بمديرية العدين في محافظة إب، بعد أن دمرته ميليشيات الحوثي في اعتداء جديد يضاف إلى سلسلة انتهاكاتها المستمرة ضد المدنيين.

الصورة التي التقطها ناشطون وتم تداولها على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، تُظهر الطفل وهو يقف وسط الركام، في تعبير صامت عن حجم المعاناة التي يعيشها الآلاف من اليمنيين الذين أصبحوا ضحايا للصراع الدائر في البلاد.

وعلق الصحفي أحمد اليفرسي على الصورة بكلمات لاذعة، قائلًا: "سيأتي أحد عناصر الحوثي ليبرر هذا الفعل ويقول إن هذا الطفل إسرائيلي ويستحق ذلك." تعليق اليفرسي يأتي في إطار انتقاده المتكرر لسياسة الميليشيات في تبرير اعتداءاتها على المدنيين بأسباب واهية، لا تمت للحقيقة بصلة.

هذا الحادث ليس الأول من نوعه، حيث تتواصل تقارير عن استهداف الميليشيات للمناطق السكنية والبنية التحتية، مما يؤدي إلى سقوط ضحايا أبرياء وتشريد عائلات بأكملها.

وتأتي هذه الاعتداءات في إطار تصعيد عسكري تشهده عدة محافظات يمنية، وسط صمت دولي يُفاقم من معاناة الشعب اليمني.

من جهتها، تدعو منظمات حقوقية محلية ودولية إلى تحرك عاجل لوقف هذه الانتهاكات، وحماية المدنيين الذين يدفعون ثمنًا باهظًا لصراع لا ناقة لهم فيه ولا جمل.

كما تطالب بفتح تحقيقات مستقلة في هذه الجرائم، ومحاسبة المسؤولين عنها.

في الوقت الذي يستمر فيه النزاع، تبقى صور مثل هذه شاهدة على الواقع المرير الذي يعيشه اليمنيون، وتذكيرًا صارخًا بضرورة إنهاء الحرب التي أنهكت البلاد وأهلها.