تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
تقرير: جامعات منقبة.. إجراءات خارج القانون
77 قراءة  |

 تزال تداعيات الصراع في اليمن تلقي بظلالها على المؤسسات الرسمية، وهذه المرة وصلت إلى أروقة الجامعات وقاعاتها، حيث تُبذل محاولات لتجاوز أو تعطيل نصوص قانونية صريحة في القانون اليمني.

"لم أتوقع يومًا أن أُمنع من دخول قاعات المحاضرات الجامعية لأنني كاشفة الوجه"، بهذه الكلمات تصف الطالبة ياسمين محمد (21 عامًا) ما حدث لها في الأيام الأولى من دراستها الجامعية شمال غربي اليمن. وتتابع قائلة: "رغم معاناتي من تحسس جلدي وضيق في التنفس، لم يشفع لي ذلك واضطررت إلى ارتداء الكمامة الطبية طوال فترة الدراسة لتجنب الملاحظات اليومية والتنمر المستمر".

ياسمين ليست الوحيدة، إذ تواجه العديد من الطالبات أشكالًا مختلفة من المضايقات داخل الحرم الجامعي وفي قاعات الدراسة.

 

تنمر أكاديمي

يرصد هذا التقرير شهادات لطالبات تعرضن لضغوط نفسية وتنمر بسبب عدم ارتدائهن النقاب، رغم أن كشف الوجه أمر مقبول اجتماعيًا في الحياة العامة اليمنية. وتوضح هذه الشهادات كيف تُفرض النقابة على بعض الطالبات من قبل أساتذة يُفترض أنهم صفوة المجتمع وحماة الحقوق.

والفرق بين الحجاب والنقاب أن الأول يغطي الرأس فقط، بينما يغطي النقاب الوجه بالكامل. هناك نوعان شائعان للنقاب في اليمن: "البرقع"، وهو غطاء الوجه، والنقاب الذي يغطي الرأس والوجه وأعلى الجسم. أما "اللثمة" فتشير إلى قطعة قماش تغطي الوجه من أسفل العينين إلى أسفل الذقن.

بعض الطالبات "الكاشفات" أكدن أنهن يتعرضن لضغوط لإجبارهن على ارتداء النقاب، رغم اعتراض عائلاتهن وأولياء أمورهن، الذين يرون أن هذه مسألة شخصية لا علاقة للجامعات بها. يقول محمد محمود، ناشط وولي أمر: "مسؤولية الجامعات تعليم الطلاب، وليس التدخل في ملابسهم. هناك طالبات مريضات لا يحتملن تغطية وجوههن، وهذا حق كفلته القوانين والدستور".

 

النقاب أو لا دراسة

إحدى وسائل الضغط على الطالبات تتمثل في تخييرهن بين ارتداء النقاب أو ترك الدراسة. يُرافق هذا الضغط تنمر، إساءات لفظية، ونظرات ساخرة.

أكد عدد من الطلاب وجود هذه المشكلة، حيث يتعرض زميلاتهم غير المنقبات للإساءة من قبل بعض أساتذة الجامعات. يقول عدنان، خريج من جامعة صنعاء: "الضغط المستمر أدى إلى تنمر الطلاب أنفسهم على زميلاتهم غير المنقبات، رغم أن الحجاب هو السائد اجتماعيًا".

تقول الطالبة بشرى علي: "لم أضطر يومًا لتغطية وجهي كما أفعل الآن. أرتدي الكمامة طوال فترة الدوام الجامعي كحل وسط بعد أن مُنعت من دخول الحرم الجامعي دون تغطية وجهي".

طالبة أخرى، فضلت عدم ذكر اسمها، أشارت إلى أنها أُجبرت على ارتداء الكمامة بدلًا من البرقع بعد تهديدها بالفصل من الجامعة، بل تم استدعاء والدها وإجباره على إقناعها بذلك.

 

رأي قانوني

لتوضيح الموقف القانوني، تم عرض شكاوى الطالبات على المستشار القانوني علي عبدالله الآنسي، الذي أوضح أن هذه الممارسات تمثل انتهاكًا قانونيًا. وأشار إلى المادة الخامسة من قانون الجامعات اليمنية رقم 17 لسنة 1995، التي تنص على أن "الجامعات اليمنية تهدف إلى تنشئة مواطنين مؤمنين بالله ومنتمين لوطنهم وأمتهم"، وهي مادة تُستخدم لتبرير قرارات غير قانونية.

وأضاف الآنسي أن قانون الحريات الشخصية في اليمن يكفل للمواطنين حرية الملبس والهيئة، بما لا يتعارض مع قيم المجتمع، وأكد أن كشف الوجه ليس مخالفًا لتلك القيم، حيث يتعايش الكاشفات والمنقبات جنبًا إلى جنب في الأماكن العامة.

 

تحديات وضغوط مضاعفة

سامية أحمد، طالبة جامعية، تقطع يوميًا مسافة 10 كيلومترات للوصول إلى كليتها التابعة لجامعة الحديدة، رغم الصعوبات الاقتصادية. تقول: "نظرات الزملاء والتعليقات الجارحة تجعلنا نشعر وكأننا ارتكبنا جرمًا لمجرد كشف وجوهنا، لكننا نتحمل ذلك لنكمل تعليمنا".

 

تهديد بالفصل

ريهام حسن، طالبة جامعية، تقول: "لن أنسى أول يوم لي في الجامعة. شعرت أنني ارتكبت جرمًا فقط لأنني كاشفة الوجه. النظرات المستاءة تبعتها ضغوط لفظية وإجرائية لفرض النقاب عليّ، حتى وصل الأمر إلى التهديد بالفصل".

تضيف ريهام: "لا توجد أي مادة قانونية تُلزم الطالبات بارتداء زي معين. كيف يُسمح للجامعات بالتدخل في حرياتنا الشخصية بهذا الشكل؟".

 

خوف من الانتقام

رغم ما تعانيه الطالبات، رفضت العديد منهن تقديم شكاوى رسمية ضد المسؤولين في الجامعات، خوفًا من تصعيد الضغوط والمضايقات.

بينما أُجبرت بعض الطالبات على ارتداء النقاب تحت التهديد، لجأت أخريات إلى ارتداء الكمامة كحل وسط لإكمال تعليمهن. وأكدن أن الخيارات محدودة بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة وارتفاع تكاليف الجامعات الخاصة.

 

تم حجب بعض الأسماء حفاظًا على خصوصية المصادر الصحفية.

تم نشر هذه المادة في منصة هودج

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
كريتر سكاي | 950 قراءة 

افادت مصادر بمقتل وزير جديد بحكومة الحوثيين قبل قليل بصنعاءوبحسب المثادر فا


حشد نت | 854 قراءة 

المقاومة الوطنية تحذر من إعلانات حوثية مزيفة باسم طارق صالح


كريتر سكاي | 593 قراءة 

 أدان ‏المجلس الانتقالي الجنوبي اعتقال الحوثيين لموظفي الأمم المتحدة&n


المشهد اليمني | 494 قراءة 

فاجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كافة القيادات العليا الإسرائيلية العسكرية والمدنية،


نافذة اليمن | 489 قراءة 

وجه المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، في موقف حازم وغير مسبوق، ضربة دبلوماسية قوية لمليش


ديفانس لاين | 489 قراءة 


عدن تايم | 427 قراءة 

سجل الريال اليمني استقرار مقابل العملات الأجنبية، مساء اليوم الثلاثاء 2 سبتمبر 2025م ، في أسواق الصر


نافذة اليمن | 389 قراءة 

كشف الخبير العسكري البارز العميد محمد عبدالله الكميم، مساء الثلاثاء، عن تفاصيل مرعبة حول الضربات الإ


نافذة اليمن | 372 قراءة 

مؤشر قوي على الذعر الذي أصاب قيادة مليشيا الحوثي، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس يوم الثلاث


موقع الأول | 355 قراءة