البنك المركزي يبيع 14.7 مليون دولار بنقص 44 ريالاً في الدولار الواحد عن سعر السوق وخبراء يعتبرونه المزادات "أكبر عملية تهريب عملات للحوثي"

برّان برس - خاص:

أعلن البنك المركزي اليمني في مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد (جنوبي اليمن)، الثلاثاء 28 يناير/كانون الثاني 2025م، نتائج المزاد العلني رقم (2) لهذا العام 2025، لبيع 30 مليون دولار أمريكي.

وأكد البنك المركزي في بيان نشره عبر موقعه الرسمي، اطلع عليه “برّان برس”، بيع 14.7 مليون دولار، من إجمالي 30 مليون كانت معروضة في المزاد، وبسعر صرف 2151 ريالاً لكل دولار أمريكي.

وقال البنك إن “3 مشاركين تقدموا للمزاد رقم (2/2025) لبيع 30 مليون دولار، فيما بلغت عدد العطاءات المتقدمة 8 قُبلت كلها، مشيرا الى أن نسبة التغطية بلغت 49%”. 

وهذا المزاد هو لاثاني الذي يعلنه البنك المركزي لبيع العملات الأجنبية، منذ مطلع العام الحالي، بعد توقف دام نحو ثلاثة شهور، والـ26 منذ إعلان السعودية عن دعم الاقتصاد اليمني بمليار ومائتين مليون دولار لدعم استقرار صرف العملة الوطنية، في 1 أغسطس/ آب الماضي.

ويأتي إعلان نتائج المزاد، في حين بلغ صرف الدولار الأمريكي في تداولات الثلاثاء 2195 للبيع، 2185 ريالاً للشراء، وفقا لمصادر مصرفية في مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد، تحدثت لـ“برّان برس”.

وعلى مدار السنوات الثلاث الماضية، يواصل البنك المركزي في عدن الإعلان عن مزادات لبيع ملايين الدولارات في محاولة للسيطرة على سعر صرف العملة الوطنية. إلا أن حالة التراجع في قيمة الريال اليمني مقابل الدولار مستمرة، ولم تحقق تلك المزادات أي نتيجة.

وفي تقرير سابق لـ"برّان برس" تحدث خبراء اقتصاد عن مدى جدوى المزادات

في الحفاظ على سعر الريال اليمني، مؤكدين أن نظام مزادات العملة أثبت فشلها وعدم الجدوى من تنفيذاه، حيث قالوا إنها "تضاف إلى جملة من الإجراءات والقرارات التي تقود الوضع الاقتصادي والعملة الوطنية إلى حافة الهوية، إذ حوّل هذا النظام البنك المركزي منصة مضاربة مركزية بالعملة لا تختلف عن الصرافين والشبكات والشركات المضاربة بالعملة".

وأجمعوا في مجمل أحاديثهم، على أنه إذا كانت الحكومة تريد تعافي الاقتصاد عليها أولاً عمل إصلاحات تتمثل بتوحيد العملة وقفل جميع البنوك التي تزود الحوثي بمدخول أجنبي”، بالإضافة إلى “قطع أي استيراد له من الخارج إلا عن طريقها”، إلى جانب “إيقاف المزادات التي تعد أكبر عملية تهريب عملات أجنبية للحوثي”.

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي، قد حذر في وقت سابق من “خطورة استمرار البنك في سياسته الحالية فيما يخص ضخ العملة الأجنبية عبر المزادات” التي قال إنها “تفتقر إلى الشفافية”.

وقال إن غالبية مزادات البنك المركزي في مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد، تذهب “لصالح البنوك وشركات الصرافة التي تقع مراكزها في صنعاء ومناطق سيطرة الحوثي، ولا تستفيد منها السوق المحلية في المحافظات المحررة”.

واعتبر المجلس أن “وقف هذا الإجراء، وكذا إلغاء قرار التعويم لأسعار الصرف، والانتقال إلى سعر الصرف المُدار (تحديد سعر صرف جبري) في هذه المرحلة الاستثنائية، مع التزام البنك المركزي بتغطية الطلب على العملة لاستيراد المواد الأساسية، يمثلان ضرورة ملحة لوقف العبث والاستنزاف المهول للعملة الأجنبية وضبط أسعارها في السوق المحلية عند المستوى المقبول”.

وكان فريق خبراء صندوق النقد الدولي قد أوصى في ختام زيارته الى اليمن مطلع يوليو/تموز 2023، بضرورة “الحفاظ على استمرار نظام مزاد بيع العملة الأجنبية الأسبوعي للحد من التضخم ودعم استقرار سعر الصرف من خلال استيعاب السيولة”.

مزادات بيع العملة

مزادات العملة

الريال اليمني

البنك المركزي اليمني