ظهر اليوم القيادي البارز في جماعة الحوثي، أبو علي الحاكم، في منطقة صرواح بمحافظة مأرب، وذلك برفقة الشيخ محمد أحمد الزايدي، وسط حشد كبير للقوات التابعة للجماعة.

هذا الظهور يأتي في وقت تشهد فيه جبهات المحافظة تصاعداً ملحوظاً في تحركات المليشيات الحوثية، وفقاً لمصادر محلية وعسكرية.

وقد أظهرت لقطات مصورة تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أبو علي الحاكم وهو يتفقد القوات الموالية للحوثيين في منطقة صرواح، التي تشهد توتراً متزايداً في الفترة الأخيرة.

وكان بجانبه الشيخ محمد أحمد الزايدي، الذي يعد أحد أبرز القيادات المحلية الداعمة للحوثيين في المنطقة.

تصاعد التحركات العسكرية

وأكدت مصادر محلية أن تحركات مليشيا الحوثي تشهد تصاعداً ملحوظاً في جبهات محافظة مأرب خلال الأيام الماضية، حيث تم رصد تعزيزات عسكرية وتحركات للقوات التابعة للجماعة في عدة مناطق استراتيجية.

هذه التحركات تأتي في إطار استعدادات محتملة لمواجهات جديدة، خاصة في ظل الاشتباكات المتقطعة التي تشهدها الجبهات بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي والمليشيات الحوثية.

وكانت محافظة مأرب، التي تعد آخر معقل رئيسي للحكومة المعترف بها دولياً في شمال اليمن، قد شهدت خلال الأشهر الماضية معارك عنيفة بين الطرفين، حيث تسعى مليشيا الحوثي للسيطرة على المحافظة الغنية بالنفط، بينما تحاول القوات الحكومية وقوات التحالف العربي صد هجمات الجماعة.

ردود فعل محلية

من جهتها، أعربت مصادر قبلية في مأرب عن قلقها من التصعيد الأخير، محذرة من تداعياته على الأوضاع الإنسانية في المحافظة، التي تستضيف مئات الآلاف من النازحين من مختلف أنحاء اليمن.

وأكدت هذه المصادر أن التحركات العسكرية للحوثيين تزيد من مخاطر اندلاع مواجهات واسعة النطاق، مما قد يؤدي إلى مزيد من التدهور في الأوضاع الإنسانية.

خلفية الأزمة

تأتي هذه التطورات في إطار الصراع المستمر في اليمن منذ أكثر من ثماني سنوات، حيث تسيطر مليشيا الحوثي على العاصمة صنعاء وأجزاء واسعة من شمال البلاد، بينما تحتفظ القوات الحكومية بسيطرتها على محافظات الجنوب والشرق، بما في ذلك مأرب.

وتشهد البلاد أزمة إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ في العالم، مع انتشار المجاعة وتفشي الأمراض.

مستقبل الأوضاع

في ظل التصعيد الأخير، يترقب المراقبون تطورات الأوضاع في مأرب، خاصة مع استمرار تعثر الجهود الدولية لإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية.

وتأتي تحركات الحوثيين في وقت تزداد فيه الضغوط الدولية على الجماعة لوقف هجماتها وقبول الحلول الدبلوماسية، إلا أن الجماعة تبدو مصممة على مواصلة التصعيد العسكري في محاولة لتعزيز مواقعها على الأرض.