تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
ضياع الجنوب.. بين قرارات قحطان الشعبي وانقلاب 1969
59 قراءة  |

كتبه | حسن العجيلي

لم تكن مصيبة الجنوب وليدة اليوم، بل جذورها تمتد إلى أحداث مفصلية في تاريخه السياسي. أحد أبرز هذه الأحداث كان تسليم الرئيس قحطان محمد الشعبي السلطة في مرحلة دقيقة إلى عناصر لم تكن على مستوى عالٍ من المسؤولية الوطنية والسياسية. هذه المرحلة شهدت بداية تصاعد الصراعات الداخلية والمؤامرات التي استهدفت الجنوب، ما جعل هذه الأرض الغنية بالثروات فريسة سهلة للمكايدات الإقليمية والدولية.

*انقلاب 22 يونيو 1969: البداية الحقيقية للصراع*

كان انقلاب 22 يونيو 1969 بمثابة الكارثة الحقيقية التي غيرت مسار الجنوب. قاده أفراد لم يمتلكوا المعرفة الكافية بأسس الحكم وإدارة شؤون الدولة. جاءت هذه الحركة لتؤكد أن الجنوب أصبح رهينة بيد مجموعة من الهواة الباحثين عن السلطة بأي ثمن، دون إدراك لمخاطر المرحلة أو تقدير لحجم التحديات المحيطة.

لقد كانت قرارات الرئيس قحطان الشعبي بالتساهل مع هذه العناصر، وعدم اتخاذ موقف صارم تجاه الانقلاب، نقطة ضعف أفسحت المجال لتفاقم الأزمات. رد قحطان المخيب لآمال قيادات الجبهة القومية، الذين طالبوه بالتدخل لإفشال الانقلاب، ترك الجنوب عرضة لقرارات قادة الانقلاب الذين افتقروا للخبرة والرؤية.

*دور القيادات الوطنية ومحاولة التصدي*

رغم خيبة الأمل في موقف الرئيس قحطان، حاولت شخصيات بارزة مثل الشهيد علي محمد عبد العليم ورفاقه التصدي لهذه الحركة. اجتمعت قيادات الجيش والأمن وكبار المناضلين لمناقشة كيفية مواجهة الانقلاب، إلا أن غياب الدعم السياسي من القيادة العليا قيد أيديهم ومنعهم من التحرك.

قاد علي عبد العليم ثلاث محاولات لاستعادة السيطرة وإفشال حكم الانقلابيين، لكنه واجه خيانة داخلية ومؤامرات خارجية أدت في النهاية إلى التخلص منه سريعًا. حكم عليه بالإعدام في محاكمة صورية، ونُفذ الحكم في نفس اليوم بمصادقة سالم ربيع علي.

*الصراعات الداخلية والتدخلات الخارجية*

ما بعد انقلاب يونيو 1969، دخل الجنوب في دوامة من الصراعات بين القيادات السياسية والتنظيمية، ما أدى إلى ضعف الدولة وتفكك بنيتها. التدخلات الإقليمية والدولية لعبت دورًا كبيرًا في تأجيج الصراعات. المخابرات البريطانية وعناصر أخرى استغلت الانقسامات الداخلية لتحقيق أهدافها، مما جعل الجنوب ساحة لتصفية الحسابات.

*خلاصة الأحداث*

انقلاب 22 يونيو لم يكن مجرد تغيير سياسي، بل كان بداية لمرحلة جديدة من الصراعات التي أضعفت الجنوب ومهدت لضياعه. قرارات الرئيس قحطان الشعبي كانت واحدة من الأسباب الرئيسية، حيث فتح الباب لعناصر غير مؤهلة تولت السلطة، ما أدى إلى غياب رؤية واضحة لبناء دولة جنوبية قوية.

الأحداث التي تلت الانقلاب أظهرت أن الجنوب تعرض لمؤامرات كبيرة، سواء من الداخل أو الخارج، بهدف إبقائه في حالة من العجز وعدم الاستقرار. تلك الحقبة كانت بداية لصراع طويل ما زالت آثاره واضحة حتى اليوم، وهو صراع يستدعي قراءة شفافة لتاريخه وكشف كل الأوراق المرتبطة به.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
صوت العاصمة | 876 قراءة 

أعلنت شركة السيارات اليابانية الشهيرة تويوتا، عن قرار بوقف إنتاج أحدى سياراتها التي حصلت على شهرة وا


نيوز لاين | 774 قراءة 

انهيار وشيك واستقالات جماعية من الحكومة


نيوز لاين | 607 قراءة 

قناة الجزيرة تقطع بثها المباشر وتنشر الخبر الذي ينتظره مليارات البشر (التفاصيل بالصورة)


هنا عدن | 553 قراءة 

بعد اللغط الإعلامي حول حادثة الاعتداء على معلم في ساحة العروض المشارك في التظاهرة السلمية المطال


جهينة يمن | 430 قراءة 

رحيل آخر سلاطين زنجبار


نيوز لاين | 421 قراءة 

ساعات شديدة تنتظر صنعاء وثلاث محافظات


المشهد اليمني | 379 قراءة 

تعرض طالب جامعي للتعذيب و الإعدام في حرم جامعة صنعاء وسط مطالبات بالبحث عن أربعة طلاب آخرون يعتقد


موقع الأول | 370 قراءة 


الميناء نيوز | 312 قراءة 

مصرع 15 قيادياً حوثياً خلال 48 ساعة الماضية


موقع الأول | 303 قراءة 

 هل يأتي الدور على الأردن؟ فرض هذا السؤال نفسه على الساحة السياسية في الأيام الأخيرة، وذلك بعد أن ن