يمن إيكو|تقرير:

أوقفت السعودية منذ مطلع الأسبوع الجاري وبشكل مفاجئ استيراد البصل اليمني، وذلك بعد أقل من شهر ونصف من وقفها المفاجئ أيضاً لاستيراد الأسماك اليمنية الطازجة، متسببة في نتائج كارثية كبدت الصيادين خسائر فادحة جراء تلف كميات كبيرة في منفذ الوديعة، وفق ما نشرته وسائل إعلام محلية ورصده موقع “يمن إيكو”.

واتهم مزارعون يمنيون، اليوم الأربعاء، السعودية بالاستهداف الممنهج للقطاع الزراعي والسمكي، مؤكدين أن قرارات السعودية المفاجئة التي قضت بإيقاف ورادات الأسماك والبصل اليمني، كبدتهم خسائر كبيرة جراء تلف حمولات شاحناتهم على منفذ الوديعة، مطالبين السعودية بالسماح بدخول البصل والأسماك إلى دول الخليج عبر أراضيها.

وفي تصريح لموقع “المشاهد نت”، أكد رئيس جمعية الفلاح الحضرمية، صالح بازقامة، أن شاحنات نقل البصل متوقفة في منفذ الوديعة على الجانب اليمني، واصفاً القرار السعودي بأنه يشكل ضربة كبيرة للاقتصاد الزراعي في اليمن، مؤكداً أن 60% من الأيدي العاملة في وادي حضرموت تعمل في مختلف مراحل إنتاج البصل، من زراعته وحصاده إلى تصديره إلى السعودية ودول الخليج.

وقال إن محافظة حضرموت شهدت هذا العام إنتاجاً استثنائياً من البصل، مؤكداً أنها زرعت حوالي 10,000 فدان من البصل، وهو رقم يعكس زيادة كبيرة مقارنة بالسنوات السابقة، وأن زيادة التوسع في زراعة البصل هذا العام تعود إلى الأرباح المرتفعة التي حققها المزارعون في العام الماضي، في ظل الطلب المتزايد من الأسواق السعودية خلال الفترة الماضية.

وحسب بازقامة، فإن سعر السلة الواحدة (22 كيلوجراماً) بلغ نحو 30,000 ريال يمني، مما شجع المزارعين على مضاعفة جهودهم، مشيراً إلى أن المزارعين تكبدوا خسائر كبيرة نتيجة لهذه الأزمة، حيث استدان العديد منهم مبالغ طائلة لزراعة البصل، واستأجروا أراضي بمبالغ ضخمة، لكن انخفاض الأسعار وتكدس المحصول يهددهم بعدم القدرة على سداد ديونهم.

ودعا الحكومة إلى التحرك العاجل لحل هذه الأزمة التي تهدد القطاع الزراعي في حضرموت وفي غيرها من المحافظات الواقعة في نطاق سلطاتها، منتقداً غياب مبادراتها لحل أي أزمة تواجه المزارعين أو غيرهم من شرائح المجتمع الإنتاجية والاقتصادية.

وطالب السعودية بفتح الحدود لتصدير البصل، عبر أراضيها إلى دول أخرى كالبحرين وقطر والكويت، متسائلاً عن الخطوات التي اتخذتها السلطات للتواصل مع الجانب السعودي لحل المشكلة.

وكانت وزارة الزراعة التابعة للحكومة اليمنية قد أصدرت مطلع 2024م قراراً قضى بمنع تصدير البصل إلى الخارج، بحُجة ارتفاع أسعاره محلياً، وقال مدير جمعية الفلاح الحضرمية صالح بازقامة، إن قرار وزير الزراعة بمنع تصدير البصل، كارثي ومجحف بحق المزارعين، حيث كبدهم خسائر فادحة.

يُشار إلى أن البصل من أهم المحاصيل الزراعية في اليمن، وبحسب إحصائيات منظمة الزراعة والأغذية العالمية، فإن اليمن تحتل المرتبة الـ 47 عالمياً والـ 6 عربياً في إنتاج البصل، حيث يبلغ معدل إنتاج اليمن من البصل سنوياً 240 ألف طن.

يأتي قرار السعودية المفاجئ بمنع استيراد البصل اليمني، بعد أقل من شهر ونصف على إيقاف وارداتها من الأسماك اليمنية الطازجة، في مؤشر على عمل ممنهج يستهدف القطاعين الزراعي والسمكي.

وفي الـ23 من نوفمبر الماضي نقلت وكالة رويترز عن مسؤول في وزارة الثروة السمكية التابعة للحكومة اليمنية، تأكيده أن السلطات السعودية أوقفت دخول الأسماك والأحياء البحرية اليمنية الطازجة إلى أراضيها.

وقال المسؤول- الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه- لرويترز: إن وزارته خاطبت السلطات السعودية المختصة عبر وزارة الخارجية لمعرفة أسباب الإيقاف المؤقت لصادرات الأسماك الطازجة اليمنية، لكنها لم تتلقَ رداً من الرياض.

وتعد السعودية أكبر مستورد للصادرات السمكية اليمنية حيث يُقدر حجم الصادرات عبر منفذ الوديعة بحوالي 40 ألف طن سنوياً، وتشكل عائدات الصادرات السمكية مصدراً مهماً لدخل اليمن من العملات الأجنبية، والقطاع السمكي من القطاعات الإنتاجية المهمة في اليمن إذ يحتل المركز الثاني في الناتج المحلي الإجمالي بعد النفط.