tion>

قالت مسؤولة سابقة في الصحة البريطانية ديمي دافيس إن هناك خطراً حقيقياً من أن الإجراءات الروتينية بوصف المضادات الحيوية لأي عدوى قد تحمل مخاطر تهدد الحياة على نطاق واسع بسبب انتشار البكتيريا التي تمتلك مقاومة لتلك المضادات.

ونقلت صحيفة «أوبزرفر» عن ديمي دافيس قولها إنه يموت حوالي مليون شخص كل عام بسبب انتشار مقاومة الميكروبات، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم خلال الـ 25 سنة المقبلة إلى 40 مليون شخص سنوياً حول العالم، موضحة أنه أمر مخيف حقاً.

وتشير التقديرات إلى أنه بحلول عام 2050، ستتضاعف معدلات الوفيات بسبب مقاومات الميكروبات، مع تقديرات تشير إلى أن نحو 40 مليون شخص سيفقدون حياتهم بسبب الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية في السنوات الـ 25 المقبلة، وتعرض كبار السن بشكل خاص للخطر.

وأشار الباحثون إلى أنه مع تقدم العمر في السكان، يعيش المزيد من الأشخاص بأمراض مزمنة، مما يجعلهم أكثر عرضة لمقاومة المضادات الحيوية.

في مواجهة هذه التهديدات، حاول الأطباء الحد من وصف المضادات الحيوية قدر الإمكان، بينما تم الضغط على المرضى لإتمام الدورات العلاجية.

استخدام خاطئ

ويعد الاستخدام الطبي الخاطئ للمضادات الحيوية ليس الطريق الوحيد الذي تنتشر من خلاله المقاومة، حيث تلعب البيئة نفسها دوراً حاسماً، وهي مشكلة تنبع من حقيقة أن حوالي 70% من جميع المضادات الحيوية تُعطى للحيوانات، مما يخلق مجموعة من الحيوانات التي يمكن أن تتطور فيها المقاومة.

وقالت الطبيبة: «نحن في الأساس نعطي المضادات الحيوية للأبقار والدواجن والأغنام كبدائل رخيصة لإعطائها منبهات للنمو أو وقائيات لمنع انتشار الأمراض».

وتساعد هذه الأفعال الكائنات الدقيقة على التطور، بحيث تتطور القدرة على مقاومة المضادات الحيوية، وتنتشر المقاومة بعد ذلك في جميع أنحاء العالم.

كما أضافت أن السبب وراء انتشار مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية هو مسألة بسيطة تتعلق ببقاء الأقوى، وأن البكتيريا تأخذ حوالي 20 دقيقة للتكاثر، كما أنها تتحور بشكل كبير، وإذا حدث ذلك في وجود المضادات الحيوية وحمتها تلك الطفرة، فإن هذه السلالات ستتكاثر، والأهم من ذلك أنها يمكن أن تنقل ذلك إلى أي بكتيريا تتلامس معها.

تطوير الأدوية

وقالت إن سهولة انتشار مقاومة المضادات الحيوية تعني أنه أصبح من المهم بشكل متزايد أن لا نسيء استخدام المضادات الحيوية التي نمتلكها.

كما أن هذا يخلق حاجة لتطوير مضادات حيوية جديدة.

وقالت إنه لم يتم إدخال أي فئات جديدة من المضادات الحيوية للاستخدام الروتيني منذ أواخر الثمانينات، والنموذج السوقي الذي قد يعزز إنشاء مضادات حيوية جديدة معطل، وشركات الأدوية لا تهتم بتطوير أنواع جديدة.

وفي المقابل فإن أدوية ضغط الدم التي يجب تناولها يومياً، أو أدوية السرطان التي يجب إعطاؤها لعدة أشهر، توفر أرباحاً طبية أكبر بكثير، وبالتالي لا يوجد حافز لديهم لمحاولة تطوير مضادات حيوية جديدة.

وأكدت أن الحل ليس صعباً ولكن يجب التعامل مع المشكلة بالإلحاح.

جدير بالذكر أن منتدى مجموعة السبع للدول الصناعية أقر بتلك الأزمة، ومع ذلك، لا يزال هناك نقص في الإجراءات المناسبة ويجب معالجته كأمر بالغ الأهمية في العام المقبل.