يعيش الملايين من المقيمين من العالم العربي والإسلامي ومن مختلف دول العالم في المملكة العربية السعودية، وهم ينعمون بالأمن والأمان والسكينة والطمأنينة، فرغم ان المملكة دولة مترامية الأطراف ومساحتها شاسعة، إلا أنها تعد واحدة من أفضل دول العالم من حيث الأمان.

وجميع هؤلاء المقيمين يحلمون بالحصول على الجنسية السعودية،ولأن القانون السعودي لا يسمح بالجنسية المزدوجة، فإن الداخلية السعودية تشترط التنازل عن الجنسية السابقة للمقيم الراغب في الحصول على جنسيتها، والمقيمين مستعدون للتخلي عن جنسيتهم الأصلية للحصول على الجنسية السعودية التي توفر لهم إمكانية العمل في أي مجال أونشاط تجاري يحقق أحلامهم وتطلعاتهم في العيش الرغيد لهم ولأفراد أسرهم من خلال تحقيق الأرباح الهائلة والعوائد المجزية من خلال عملهم التجاري الذي يمارسونه بعد الحصول على الجنسية السعودية.

كانت علاقتي طيبة جدا مع السفير اليمني الراحل // محمد الأحول// رحمة الله تغشاه، فقد عمل لفترة طويلة قنصلا عاما في قنصليتنا في جدة، وبعدها تم تعيينه سفيرا في الرياض، وقد طلب مني أحد المقيمين مساعدته حتى يتمكن هو وأولاده من الحصول على الجنسيةالسعودية وذلك من خلال موافقة السفارة على تعديل بعض الوثائق الخاصة به وبأولاده، وفعلا ذهبت للسفير، فسألني ان كنت أعرف هذا الشخص فقلت لا ليس لي معرفة جيدة به ولكنه وعدني بمكافأة ستمكنني من شراء اللحم والفواكه، ووعدت السفير أنه بعد تناول اللحم والفواكه قسوف ندعوا له أنا والعيال وأم العيال، واقسم بالله العلي العظيم ان السفير ضحك من أعماق قلبه، ودون تردد قام بتوقيع كل الأوراق، فقد كان طيب القلب ونيته صافية لا يحمل حقدا ولاغلا، وأسأل الله ان يغفر له ويرحمه بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.

في اليوم التالي كان السفير الأحول يرحمه الله يضحك حين سألني ان كنت قد حصلت على المكافأة وهل اشتريت اللحم والفاكهة ولم أنساه من الدعاء؟ فقلت له نعم لقد اعطاني ألفين ريال، فتوقف عن الضحك وغضب غضب شديد ووصف ذلك الشخص بأنه محتال، ثم قال لي انه لن يتوفق ولن يحصل على الجنسية السعودية، وقال لي أيضا كان المفترض أن يكرمك بمبلغ كبير معتبرا أنه خدعني وضحك علي وان ألفين مبلغ تافه، فقلت له انا مقتنع بالمبلغ.

المهم هو أن نبؤة السفير الأحول صدقت وتحققت فعلا، فقد تعثرت أمور ذلك الشخص الذي سعى للحصول على الجنسية السعودية، فقد. وقع بيد نصابين ودفع لهم أموال طائلة، لكن كل جهوده فشلت وذهبت مساعيه ادراج الرياح، فأخبرت السفير بذلك وسألته كيف عرف هذا الأمر، فقال لأنه يحتال على الأخرين كما فعل معي، وان صاحب النية السيئة والمخادع لا يتوفق في أموره ،ثم أخبرني ان الحصول على الجنسية السعودية أمر في غاية السهولة، فهناك الكثير من المقيمين حصلوا عليها من مختلف الجنسيات، وهم ليسوا من أصحاب المال والثروات بل أشخاص بسطاء حالفهم التوفيق بسبب نواياهم الطيبة، وكم اعجبني كلامه يرحمه الله وهو يؤكد لي إن الحصول على الجنسية السعودية أمر في غاية السهولة ، لأنه ببساطة رزق يسوقه الله لأصحاب النوايا الطيبة، أما المحتالين والنصابين فيقعون في شر أعمالهم، وحتى لو حصلوا على الجنسية السعودية فلا يتوفقون في أعمالهم لأن حياتهم قائمة على استغلال الأخرين وخداعهم، وصدق القائل ( من عاش بالحيلة مات بالفقر ).

هناك وهم واعتقاد خاطيء لدى كثير من الناس. فهم يعتقدون ان الحصول على جنسية هذه الدولة أو تلك سيغير حياتهم إلى الأفضل ويتركون حياة الفقر والبؤس لتصبح حياتهم مرفهة وعيشتهم رغيدة، ولننظر إلى أمريكا فهي أغنى دولة في العالم ورغم ذلك فيوجد في مدينة نيويورك وحدها 3 ملايين لا يجدون طعاما يسد رمق جوعهم ولا سكن يحميهم من حر الصيف وبرد الشتاء، انهم مشردين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويعتمدون في طعامهم على المحسنين أو يبحثون في براميل القمامة، فالارزاق بيد الله وحده وهو يقسمها بين عباده كيف يشاء.