أكدت مصادر قبلية استمرار تحشيد قبائل الأعماس والحدا لمسلحيها لليوم الخامس على التوالي، لمواجهة حملة عسكرية أطلقتها مليشيا الحوثي، وتوقفت عند أطراف مديرية الحدا بمحافظة ذمار، وسط حالة من التأهب القبلي الواسع.

مصادر قبلية قالت لـ "المصدر أونلاين"، إن قبائل الأعماس نصبت مخيمات في ساحة المنطقة، فيما تمركز مسلحو قبائل الحدا في الجبال المحيطة، مؤكدين استعدادهم للتصدي لأي محاولات لاختراق المنطقة، وذلك عقب دعوات "النكف المسلح" التي لقيت استجابة واسعة من أبناء القبائل المدججين بمختلف أنواع الأسلحة.

وأضافت المصادر أن الأزمة اندلعت إثر حادثة سرقة وخيانة أمانة، تعرض لها الشيخ عبدالسلام البيحاني بمحافظة صعدة، حيث تم استدراجه من قبل عصابة تابعة لقبيلة بني حذيفة، والذي يدين له أحد النافذين فيهم من قيادات الحوثيين بمبلغ 50 ألف ريال سعودي.

وأكدت أن العصابة أقدمت على نهب سيارة البيحاني وسلاحه، ومقتنيات ثمينة، منها سيارة جيب حديثة وجنبية تقدر قيمتها بـ8 ملايين ريال، إلى جانب إنكار الدين المستحق له، وذلك بعد استدراجه وخداعه بزيارة والد القيادي الذي تعرض لحادث مفترض ويرقد في مستشفى السلام بمدينة صعدة.

وأوضحت المصادر أن القيادي الحوثي وشقيقه، الذي كان يفترض أنه سيعمل على الصلح بين الرجلين اللذين ربطتهم صداقة في مرحلة ما، ويبدو أنها كانت صداقة مصلحة من جانب النافذ الحوثي، والذي ماطل وتهرب من إعادة ما استدانه من الشيخ البيحاني الذي يمتلك محلات هواتف في شارع الثلاثين بصنعاء.

وبينت المصادر أنه أثناء دخول الشيخ لزيارة والد أفراد العصابة في مستشفى السلام، قام أحدهم بأخذ سيارته وسلاحه والجنبية وفر بها، فيما توارى الآخر عن الأنظار بين زحام المرضى.

وفي خطوة تصعيدية، قامت قبائل الأعماس بالحدا بالاستيلاء على سيارة وحفار تابعين لأحد النافذين في محافظة صعدة من منطقة الروضة بصنعاء، كرد فعل على عدم استجابة قبائل صعدة للداعي القبلي وتقاعس سلطات الحوثيين في إنصاف البيحاني.

وأشارت المصادر إلى قيام المليشيات بإطلاق حملة عسكرية للقبض على الشيخ البيحاني واستعادة ما أسموه "الممتلكات المنهوبة"، إلا أن المسلحين القبليين منعوا الحملة من الوصول للمنطقة مما أجبر عناصر المليشيات على التمركز في مناطق قريبة، وحشد المزيد من مسلحيهم لاقتحام الأعماس.

وفي بيان لها، دعت قبائل الأعماس أبناء الحدا وذمار عامة إلى الاستمرار في التحشيد المسلح، مشيرة إلى أن تعنت الحوثيين وانحيازهم للعصابات يجعل المواجهة المسلحة خيارًا لا مفر منه.

وأوضحت القبائل أنها لن تسلم الشيخ البيحاني أو ما يسمونه "ممتلكات منهوبة" ما لم يتم إعادة حقوق ابن الأعماس، وسيارته وسلاحه وجنبيته وتسليم ما اقترضه الجناة، ومحاسبتهم على جريمة النهب والسرقة بالحيلة والتي تعد "عيب أسود" في عرف القبائل، محذرين من أي محاولات لفرض حلول قسرية دون إنصاف.