أمضى اللواء ركن صالح محمد طيمس الكازمي، أكثر من 55 عاما في الخدمة العسكرية، متنقلا بين المناصب والمهام الميدانية والأكاديمية والإدارية، وأوكلت إليه مهاما حساسة في منعطفات عصيبة مرت بها البلاد.

وجاء قرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي باعفاء الضابط الفذ من قيادة المنطقة العسكرية الأولى، آخر المناطق العسكرية في المحافظات الجنوبية تضم قوات نظامية بقوام وطني من مختلف أنحاء البلاد، وتتعرض لحملات عنيفة من التحريض والاستهداف الممنهج الساعي لاستكمال إزاحة القوات الوطنية من الجغرافيا الجنوبية مع سعي المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا للتقرب من الحدود مع السعودية شمالا والحدود مع سلطنة عمان شرقا.

القرار الرئاسي الذي جاء ملبيا لرغبة الانتقالي وأطراف في قوات التحالف، قضى بتعيين اللواء طيمس في منصب مساعد وزير الدفاع للموارد البشرية.

ورغم طول فترة خدمته، علم "ديفانس لاين" أن الجنرال الأقدم خدمة والأكثر انضباطا قد طلب منحه فرصة أخرى للخدمة وأبدى إصرارا بالبقاء في الميدان وفي معترك المهام الوطنية وهو يرى الظروف التي تعيشها البلاد والتحديات المتداخلة التي تواجهها مؤسسة الجيش اليمني.

ينحدر طيمس من قبيلة باكازم محافظة أبين الجنوبية، والتحق بالكلية العسكرية في عدن نهاية السبعينات وتخرج منها بدرجة بكالوريوس، ليتم تعيينه معيدا في الكلية لحصوله على مرتبة متميزة.

تم تعيينه في الجيش الجنوبي سابقا قائد سرية، ثم قائد كتيبة، ونائب ركن تدريب لواء. وكان أحد أفراد القوات اليمنية التي ذهبت إلى لبنان حفظ السلام أثناء الحرب الأهلية عام 75م.

هو أحد القيادات المحسوبة على ما يعرف بجناح "الزمرة" بزعامة الرئيس الأسبق علي ناصر محمد، وكان أحد القادة التي نزحت إلى صنعاء بعد أحداث 13 يناير 86م الدموية في عدن، بعد حسم تلك المواجهة لصالح "الطغمة" بزعامة عبدالفتاح إسماعيل وعلي سالم البيض.

طيمس متحدثا في أحد اللقاءات العسكرية في مأرب

أوكلت له مهمة ركن التدريب في الفرقة الأولى مدرع التي كان يقودها الفريق أول ركن علي محسن الأحمر. كما تم تعيينه بعد عام 90 قائدا لأحد الألوية في حرف سفيان محافظة عمران.

هذا اللواء وقائده انخرط مع قوات الشرعية في معارك الدفاع عن الوحدة عام 94م التي قادها الرئيس السابق عبدربه منصور هادي كوزير دفاع حينها. وتولى اللواء مهام التقدم في محافظة البيضاء ثم محافظة شبوة ثم وادي حضرموت الحدودية مع السعودية.

تم تعيينه قائدا للواء 11 حرس حدود، الذي ينتشر في ينتشر في منطقة رماه ويتولى مسئولية تأمين الجغرافيا الواسعة الممتدة في مديريات رماه وثمود والقف على الحدود مع السعودية.

وشارك في لجان ترسيم الحدود اليمنية السعودية عام ٢٠٠٠م، والإشراف على أعمال الترسيم وتثبيت دعائم الأمن الحدودي.

وخلال توليه مهمة حرس الحدود شارك في محاربة عمليات التهريب وساهم في محاربة الإرهاب عبر مشاركة قوات اللواء في مواجهة تنظيم القاعدة في وادي حضرموت.

يحظى اللواء طيمس باحترام وتقدير كبير لدى الجنود والقادة، كونه أحد كبار المحاربين، وأحد أكثر ضباط الجيش اليمني خبرة وتجربة متراكمة لسنوات طويلة. ويحظى كذلك بتقدير القيادة العليا، وتقدير قيادة قوات التحالف العربي.

له مواقف وطنية شجاعة، لا يساوم بالثوابت والمبادئ، يعتز بانتمائه العسكري ويتمسك بالوفاء للشرف والقسم.

قيادة المنطقة الأولى

في 21 نوفمبر 2016 أصدر الرئيس هادي جملة قرارات وتعيينات في مناصب عسكرية عليا كان من بينها قرار رئيس الجمهورية رقم (154) لسنة 2016م قضى بتعيين اللواء طيمس قائدا للمنطقة الأولى وقائدا للواء 37 مدرع وترقيته إلى رتبه "لواء". ليتولى مهام قيادة المنطقة خلفا للواء عبدالرحمن الحليلي.

اللواء طيمس مع الفريق علي محسن الأحمر في سيئون

ساهم في تأمين الحدود والحفاظ على بنية ووحدة قوات الجيش في المنطقة الأولى بعد التمرد الحوثي المدعوم من إيران وفرض سيطرتها على مقدرات البلاد ومقدرات الجيش اليمني وسلاحه. وتعرض لعدة محاولات اغتيال، بعضها تبنتها القاعدة.

تخوض قوات المنطقة الأولى مواجهات مستمرة مع تنظيم القاعدة وعصابات التهريب والخلايا الحوثية، وشاركت بعض وحداتها في تعزيز الجيش والمقاومة في مأرب خلال احتدام معارك التصدي لزحوفات الحوثية المسنودة إيرانيا، ومدت كميات من قدراتها من السلاح والذخائر القديمة للقوات الوطنية في مأرب.

طيمس (يسار) مع رئيس أركان الجيش (وسط)

وإلى جانب مهام تأمين الطرق الرئيسية والدولية والجغرافيا الواسعة، تتحمل المنطقة الأولى مهام حماية منشئات النفط والمنشئات الحيوية في الوادي والصحراء وتأمين مطار سيئون الدولي الذي يعد بوابة اتصال الحكومة الشرعية والمناطق المحررة مع الخارج.

كانت المنطقة –ولا تزال- مسرحا للاستقطاب والتنافس السياسي، المحلي والإقليمي، وتطالها حملات التشويه والاساءات إعلاميا ودعائيا ذات صبغة جغرافية ومقاصد غير وطنية.