أعد التقرير لـ”يمن ديلي نيوز” – إسحاق الحميري:

توقع اقتصاديون تداعيات قاسية ومباشرة للعقوبات الأمريكية الصادرة مؤخرًا والتي استهدفت لأول مرة “هاشم إسماعيل علي أحمد المداني” المعين من جماعة الحوثي المصنفة إرهابية محافظًا للبنك المركزي في صنعاء.

وقالوا في حديث مع “يمن ديلي نيوز” إن العقوبات الأمريكية الأخيرة سيكون لها تداعيات مباشرة على قدرة البنك المركزي في صنعاء على التعاملات المالية الخارجية، فضلاً عن أنه يمثل “ضربة استراتيجية تهدف إلى شل الموارد المالية للجماعة”.

وأمس الخميس، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية عقوبات طالت 12 فردًا وكيانًا تابعًا لجماعة الحوثي المصنفة إرهابية، بينهم هاشم إسماعيل المداني، المتهم بتجارة الأسلحة وغسل الأموال وشحن النفط الإيراني لصالح الحوثيين.

أبعاد متعددة

الباحث والخبير الاقتصادي “وحيد الفودعي” تحدث عن أبعاد متعددة لقرار الخزانة الأمريكية بشأن إدراج محافظ البنك المركزي المعين من الحوثيين على قائمة العقوبات.

وقال لـ”يمن ديلي نيوز” إن القرار يعزز عزلة جماعة الحوثي دوليًا ويزيد من الضغوط الاقتصادية عليها، خاصة أن البنك المركزي يمثل أداة رئيسية في إدارة الموارد المالية للجماعة.

وأضاف: العقوبات ستؤدي إلى تقييد تحركات المحافظ المالية، وقطع أي قنوات دولية يمكن استخدامها لتمرير الأموال أو إدارة العمليات المالية التي تخدم مصالح الحوثيين.

الأمر الثاني – يقول الفودعي – القرار يضع البنوك التجارية والمؤسسات المالية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في وضع حساس للغاية، حيث قد تواجه هذه المؤسسات خطر العقوبات الثانوية إذا استمرت في التعاون مع البنك المركزي في صنعاء أو أي شخصيات مرتبطة به. هذا قد يؤدي إلى مزيد من الانعزال عن النظام المصرفي الدولي وتفاقم الأزمة الاقتصادية في تلك المناطق.

ويضيف: على المستوى المحلي، ستنعكس هذه العقوبات بشكل مباشر على قدرة الحوثيين على تمويل عملياتهم العسكرية، ما سيضعف من مرونتهم الاقتصادية، خاصة مع شمول العقوبات أنشطة شحن النفط الإيراني غير المشروع. من المتوقع أن تتراجع قدرة الجماعة على استيراد الوقود وتمويل الحرب بشكل كبير، وهو ما قد ينعكس على قدرتها على السيطرة وإدارة الوضع الداخلي.

واختتم: في المجمل، هذه الخطوة تمثل ضربة استراتيجية تهدف إلى شل الموارد المالية للجماعة وتوجيه رسالة قوية للمجتمع الدولي والمحلي بأن التعامل مع الكيانات غير القانونية له عواقب وخيمة.

تداعيات مباشرة

يقول المحلل والصحفي الاقتصادي “وفيق صالح”: هذه الإجراءات هي الأولى من نوعها التي طالت أبرز المؤسسات المالية للحوثيين، خصوصًا بعد أن أحدثت جماعة الحوثي الانقسام النقدي وحظرت الطبعة الجديدة من العملة في مناطق سيطرتها، بطريقة تعسفية أدت إلى تجزئة الاقتصاد الوطني، وعرضت المنظومة المصرفية لاختلالات فادحة.

وأضاف لـ”يمن ديلي نيوز”: محافظ البنك المركزي المعين من الحوثيين عبث بالنظام المالي والمصرفي، وعرض المصالح الاقتصادية العليا للبلد إلى الخطر، والعقوبات في اعتقادي تهدف إلى تحجيم هذا الدور التخريبي للحوثيين ضد القطاع البنكي والأوضاع النقدية في البلاد بشكل عام.

وتوقع بأن يكون لهذه الخطوات تداعيات مباشرة على قدرة البنك المركزي في صنعاء التابع للحوثيين في التعاملات المالية الخارجية، وفي تعامله مع البنوك التجارية والمصارف في صنعاء، وهو ما يحجم دوره في التأثير على القطاع المصرفي.

وقال: في المقابل، أتوقع أن هذه الخطوة الأمريكية ستنعكس على تعزيز دور البنك المركزي اليمني في عدن المعترف به دوليًا، وستمنحه دفعة دعم قوية في تنفيذ سلطته النقدية لإعادة ضبط الأوضاع وإصلاح الاختلالات في المنظومة المصرفية.

يذكر أن قرار العقوبات الصادر عن الخزانة الأمريكية قال إن محافظ البنك المركزي التابع للحوثيين “هاشم إسماعيل علي أحمد المداني” يعتبر من كبار المسؤولين الماليين الحوثيين، ويشغل منصب شخصية رئيسية في الحركة الحوثية.

وقال إن المداني يعتبر المشرف الرئيسي على الأموال المرسلة إلى الحوثيين من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وتعاون مع المسؤول المالي الحوثي المدعوم من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الجمل، لإجراء أنشطة تجارية لصالح الحوثيين.

مرتبط

الوسوم

العقوبات الأمريكية على الحوثيين

تداعيات فرض العقوبات الامريكية على الحوثيين

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط