يُعتبر الصحافي علي منصور مقراط، الذي يُعرّف نفسه كرئيس تحرير موقع وصحيفة “الجيش”، شخصية مثيرة للجدل في الأوساط الإعلامية والاجتماعية، حيث يجمع بين السخرية والانتقاد الحاد، ويُتهم بتقلب المواقف والازدواجية في التعامل مع القضايا الوطنية. في هذا التقرير، نسلط الضوء على جوانب متعددة من شخصيته ومسيرته التي أثارت العديد من التساؤلات.

*الاسم دون مسمى: صحيفة بلا وجود*

يدّعي مقراط أنه يشغل منصب رئيس تحرير موقع وصحيفة “الجيش”، غير أن الواقع يكشف عكس ذلك، حيث لا وجود فعلي لهذه الصحيفة أو الموقع. بل يبدو أن اسم “الجيش” الذي يدّعي تمثيله هي قوات الدعم السريع السودانية.

*رحلة من جندي إلى عقيد: ترقيات سريعة ومثيرة للشكوك*

قبل أشهر قليلة، كان مقراط يحمل رتبة جندي ولا يتجاوز تعليمه المرحلة الابتدائية، لكن فجأة أصبح يحمل رتبة عقيد. ويرجع البعض هذا التحول إلى تدخلات شخصية من العميد علي منصور الوليدي والرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي، ما يعكس ظاهرة الترقيات غير المستحقة التي تُثير حفيظة الكثيرين.

*ازدواجية المواقف: بين العنصرية والتناقض*

اشتهر مقراط بمقالاته التي تحمل نبرة عنصرية واستهدافًا مباشرًا للجنوب قيادةً وشعبًا، وخاصة المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته المسلحة. الغريب في الأمر أن أبناءه ينتمون منذ فترة طويلة إلى هذه القوات التي يصفها بالمليشيات، ما يعكس تناقضًا واضحًا بين مواقفه العلنية وحياته الشخصية.

*منافع شخصية على حساب الدولة*

يدعو مقراط بشكل دائم إلى التحقيق في قضايا فساد، مثل إيجارات المتحف الحربي، لكنه وفقًا للاتهامات، يستفيد شخصيًا من هذه الموارد، حيث إنه يحصل على راتبه ومخصصاته الشهرية، بالإضافة إلى مزايا أخرى، مثل تكاليف الإنترنت وطقم أسنان وسيارة فاخرة تُقدر قيمتها بـ12 مليون ريال. كل ذلك يُموَّل من دائرة التوجيه المعنوي، التي يُتهم بنهب مواردها.

*كتابات سطحية وأخطاء لغوية*

من أبرز مظاهر السخرية تجاه مقراط هي كتاباته التي غالبًا ما تكون مليئة بالأخطاء الإملائية واللغوية، ما يجعلها عرضة للنقد الواسع. يُثير الاهتمام أيضًا أسلوبه في إعادة صياغة مقالاته بنفسه، تحت أسماء مستعارة، ليُثني على نفسه ويمجد أفعاله، في محاولة يصفها البعض بأنها “تضليلية”.

*نهاية مفتوحة لمسيرة مثيرة للجدل*

رغم كل الانتقادات والاتهامات الموجهة إليه، يواصل مقراط طرح نفسه كشخصية إعلامية وعسكرية وطنية. غير أن الوقائع تترك تساؤلات كبيرة حول مصداقية هذه الصورة ومدى تأثيرها على المشهد الإعلامي والوطني.

يظل علي منصور مقراط شخصية معقدة ومثيرة للجدل، تجمع بين الطموح الشخصي والممارسات التي يرى فيها البعض نموذجًا للفساد والتناقض. وفي النهاية، تبقى الحقيقة مرهونة بتحقيقات جادة وشفافة تكشف ملابسات هذا الجدل المستمر.