هزّت سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية المُكثفة العاصمة اليمنية والميناء الخاضعين لسيطرة الحوثيين في وقتٍ مبكر من صباح الخميس، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص، وفقًا لمسؤولين، وذلك بعد وقتٍ قصير من استهداف صاروخ حوثي وسط إسرائيل.
وتثير هذه الغارات خطر تصعيد إضافي للصراع مع الحوثيين المدعومين من إيران، الذين أثرت هجماتهم على ممر البحر الأحمر بشكلٍ كبير على حركة الشحن العالمية.
وحتى الآن، تجنب الحوثيون نفس المستوى من الضربات العسكرية المكثفة التي استهدفت حركة حماس الفلسطينية وميليشيا حزب الله اللبنانية، وهما من أعضاء "محور المقاومة" الذي تصفه طهران.
وقالت قناة المسيرة الفضائية، التابعة للحوثيين، إن بعض الضربات استهدفت محطات طاقة في العاصمة، بالإضافة إلى محطة رأس عيسى النفطية على البحر الأحمر. وذكرت القناة، نقلاً عن مراسلها في مدينة الحديدة الساحلية، أن سبعة أشخاص على الأقل قُتلوا في ميناء الصليف القريب، بينما قُتل شخصان آخران في محطة رأس عيسى النفطية.
وأضافت القناة أن هناك مصابين آخرين في ميناء الحديدة.
وفي بيانٍ عسكري إسرائيلي، لم تُقدم تفاصيل حول الأهداف التي تم قصفها أو تقييم الأضرار، لكنها زعمت أن الحوثيين استخدموا المواقع "لأغراض عسكرية"، بما في ذلك تهريب الأسلحة الإيرانية.
و قال اللواء البحري (دانيال هغاري)، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن الغارات استهدفت البنية التحتية للطاقة والموانئ، زاعمًا أن الحوثيين "يستخدمونها بطرق تساهم فعليًا في عملياتهم العسكرية."
وأضاف وزير الدفاع الإسرائيلي، يوأف غالانت: "أقترح على قادة الحوثيين أن يروا ويفهموا ويتذكروا: من يرفع يده ضد دولة إسرائيل، ستُقطع، ومن يؤذينا، سيتعرض للضرر سبعة أضعاف."
وتُعد الحديدة، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، والتي تقع على بُعد نحو 145 كيلومترًا (90 ميلًا) جنوب غرب صنعاء، ذات أهمية بالغة لإيصال شحنات الغذاء إلى اليمن في ظل الحرب المستمرة منذ عقد.
كما أن هناك شكوكًا طويلة الأمد بشأن استخدام الميناء لنقل أسلحة إيرانية إلى الحوثيين.
والغارات وقعت بعد وقتٍ قصير من إعلان الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو اعترض صاروخًا أُطلق من اليمن قبل دخوله إلى الأراضي الإسرائيلية.
وقالت القوات الإسرائيلية: "تم تفعيل صافرات الإنذار الخاصة بالصواريخ بعد احتمال سقوط الحطام الناتج عن الاعتراض".
حيث سُمعت صافرات الإنذار في تل أبيب والمناطق المحيطة بها، وسمع دوي انفجار كبير في السماء في ذلك الوقت.
و في منطقة رامات غان، إحدى ضواحي تل أبيب، سقطت شظايا من الصاروخ على مدرسة هناك، دون أن تُسجل إصابات.
و اعلن العميد (يحيى سريع)، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، الهجوم بعد ساعات في بيانٍ فيديو مسجل، حيث قال إن المتمردين أطلقوا صاروخين باليستيين من طراز "فلسطين" على إسرائيل.
و كانت إسرائيل قد استهدفت الحديدة ومنشآتها النفطية في يوليو/ تموز بعد هجوم بطائرةٍ مُسيّرة حوثية أسفر عن مقتل شخص وإصابة عشرة في تل أبيب. وفي سبتمبر/ أيلول، شنّت إسرائيل غارة أخرى على الحديدة، أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل بعد استهداف صاروخ حوثي لمطار بن غوريون الإسرائيلي أثناء عودة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى البلاد.
كما نفذت القوات الأمريكية أيضًا سلسلة من الغارات على الحوثيين على مدار ما يقارب العام بسبب هجمات الحوثيين على الشحن في ممر البحر الأحمر. و يوم الاثنين، قالت القيادة المركزية للجيش الأمريكي إنها استهدفت "منشأة رئيسية للقيادة والسيطرة" تابعة للحوثيين في صنعاء، والتي تم التعرف عليها لاحقًا كمجمع "العرضي" الذي كان يُعتبر سابقًا مقرًا لوزارة الدفاع الحكومية.
لكن يبدو أن إسرائيل هي من نفذت غارات الخميس بمفردها. وقال مسؤول عسكري أمريكي، فضل عدم الكشف عن هويته للتعليق على الهجمات، إن واشنطن لم تشارك في هذه الغارات. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة قد نفذت غاراتٍ ضد الحوثيين في وقتٍ سابق، إلا أنها أيضًا تحاول موازنة رغبات السعودية في الوصول إلى وقفٍ دائم لإطلاق النار في حربها المستمرة مع المتمردين.
وقد استهدف الحوثيون نحو 100 سفينة تجارية بصواريخ وطائراتٍ مُسيّرة منذ بداية حرب إسرائيل وحماس في قطاع غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بعد الهجوم المفاجئ لحركة حماس على إسرائيل والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 250 آخرين.
و قال المسؤولون المحليون عن الصحة إن الهجوم الإسرائيلي المستمر في غزة أسفر عن مقتل أكثر من 45,000 فلسطيني، دون التمييز بين المقاتلين والمدنيين.
و استولى الحوثيون على سفينة واحدة وغرقوا اثنتين في حملة أسفرت أيضًا عن مقتل أربعة من البحارة. كما تم اعتراض صواريخ وطائراتٍ مُسيّرة أخرى من قِبل تحالفاتٍ بقيادة الولايات المتحدة وأوروبا في البحر الأحمر أو فشلت في الوصول إلى أهدافها، والتي شملت أيضًا سفنًا عسكرية غربية.
ويؤكد المتمردون أنهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة والمملكة المتحدة للضغط على إنهاء حملة إسرائيل ضد حماس في غزة. ومع ذلك، فإن العديد من السفن التي تم استهدافها ليس لها أو لها صلة ضئيلة بالصراع، بما في ذلك بعضها المتجه إلى إيران.
و القتال بين الحوثيين والتحالف الذي تقوده السعودية في الحرب اليمنية الأوسع أسفر عن مقتل أكثر من 150,000 شخص، بما في ذلك المدنيين. كما أن الصراع أسفر عن إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، والتي يُعتقد أنها تسببت في مقتل عشرات الآلاف.
لكن الحوثيين ما زالوا صامدين حتى في وقت دمرت فيه الحملة الإسرائيلية ضد حماس وحزب الله هذه الجماعات المسلحة.
وفي الوقت نفسه، تبادل إسرائيل وإيران إطلاق النار المباشر، بينما انهار نظام الحكومة السورية، العدو لإسرائيل منذ تأسيسها في عام 1948، في مواجهة تقدم المتمردين، مما أدى إلى اضطراب شبكة إيران من الجماعات الوكيلة المتحالفة معها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
عاجل : جماعة الحوثي تعلن عن مقتل قيادات من الصف الاول بالضربة الامريكية وتنشر بعض الاسماء
خطير...انهيار الهدنه واندلاع اشتباكات عنيفة بالاسلحة الثقيلة والطيران وسقوط عشرات القتلى والجرحى "تف
اعترفت مليشيا الحوثي بمصرع احد قياداتهم من خبراء الصواريخ اثر الغارة الامريكية التي استهدفت مقر ل
جماعة الحوثي تعلن عن مقتل قيادات من الصف الاول بالضربة الامريكية وتنشر بعض الاسماء