تداعيات سقوط بشار الأسد على ذراع إيران في اليمن - بران برس
أعد التقرير لـ"بران برس" - نواف الحميري:
في 8 ديسمبر/كانون الثاني 2024، سقط نظام بشار الأسد، في سوريا إثر هجوم واسع ومباغت شنّته قوات المعارضة، انطلاقًا من مدينة إدلب شمالي غرب البلاد.
مثّل الانهيار المفاجئ لنظام الأسد في سوريا، ضربة استراتيجية لإيران، وفصائل ما يسمّى بـ“محور المقاومة” الذي تقوده تحت شعارات دينية في مقدمتها “تحرير القدس”.
يرى مراقبون ومحللون سياسيون أن هذا الحدث سيضعف إيران وأذرعها المسلّحة في المنطقة، ويدفعها لإعادة تقييم سياساتها الإقليمية، مع خسارتها لـ“حزب الله” اللبناني، ومن ثم نظام الأسد الذي كان يعد ركيزة أساسية في المحور.
يناقش “بران برس“ في هذه المادة انعكاسات سقوط نظام الأسد على جماعة الحوثي في اليمن، المصنّفة عالميًا بقوائم الإرهاب، والتي تحظى بدعم إيراني لا محدود.
ضربات موجعة
الباحث بمركز جامعة كولومبيا الشرق أوسطي للأبحاث، الدكتور عادل دشيلة، قال إن الحوثيين يدركون أن المحور الإيراني تلقى ضربه موجعه من خلال الضربات التي قتلت قيادات في الصف الأول والثاني وتقريبًا الثالث في حزب الله وقطع الإمداد عنه، وتفكيك المحور الذي كانت تطمح إيران لتشكيله، وهذا برأيه خلق حالة من الخوف عند الجماعة.
ولهذا قال الباحث دشيلة، إن المطالب والضغوط الدولية والإقليمية ستزداد لتقليص النفوذ الإيراني في مناطق النزاع، مضيفًا أن “اليمن سيكون ضمن أولويات التحالف العربي والدول الكبرى، مما قد يدفع إيران إلى البحث عن تسويات سياسية أو إعادة ترتيب أوراقها في المنطقة لتخفيف الضغوط.
وأشار في حديثه لـ“بران برس”، إلى أن “سقوط الأسد، سيؤدي إلى تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة، مما قد يُضعف استراتيجية إيران في اليمن ويدفع الحوثيين إلى البحث عن حلول سياسية بدلًا من الاعتماد على الحسم العسكري”.
ميزان قوى جديد
من جانبه، قال الباحث في معهد الشرق الأوسط، إبراهيم جلال، لـ“بران برس”: "بسقوط الرئيس بشار الأسد بعد محاولة إعادة دمجه في المنظومة العربية خسر الحوثيون وإيران وحزب الله، حليفاً مهماً في محور المقاومة".
ووفق الباحث جلال، فإن هذا “يضعف المحور ونفوذ إيران الإقليمي ويعيد رسم تشكيل ميزان القوى وإعادة رسم خارطة المنطقة وأقطاب التأثير الإقليمية”.
ولا يستبعد "جلال"، “وصول هذه الموجه إلى عواصم عربية أخرى تزعزع الأمن والسلم الدوليين”. وقال: “ما كان مجمداً لسنوات بات واقعاً خلال أيام، والعبرة لمن يتعظ صنعاء تراقب واقع دمشق بحذر واعتقد انها ستكون التالية”.
تراجع الدعم
في السياق ذاته، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة تعز، الدكتور عبد القادر الخلي، إن سقوط نظام الأسد “يمثل هزيمة استراتيجية للمحور الإيراني، ما قد يؤدي إلى فقدان الحوثيين جزءًا من الدعم السياسي والمعنوي الذي يعتمدون عليه لتعزيز شرعيتهم ومواقفهم التفاوضية.
وأضاف: مع سقوط الأسد، ستُعاد صياغة التحالفات الإقليمية ضد إيران وأذرعها، مما سيؤدي إلى زيادة الضغط السياسي والعقوبات الدولية على الحوثيين”.
وبرأيه فإن هذا “قد يعزز حالة عدم اليقين داخل الشبكات المرتبطة بإيران، بما فيها الحوثيون، مما يجعلهم أكثر عرضة للتصدعات الداخلية والانقسامات”.
تآكل من الداخل
المحامي الناشط السياسي عمر الحميري، تحدث لـ“بران برس”، عن سيناريو قال إنه سيكون “مشابه لسوريا عن طريق التسليم وانسحاب من انضم لجماعة الحوثي”. وقال: “سيتركون الحوثي عاري ووحيد، وهذا سيجبره عن الاستسلام، وإذا أصر على المواجهة سيكون وحيد وسيتعرض لهزيمة ساحقة”.
ولفت إلى لجوء الحوثيين للقمع والتنكيل بكل من يخالفهم من أجل “إذلال الناس وتركيعهم”، والذي قال إنه “يدل على مخاوفهم من السقوط”.
واليوم، قال إن الحوثيين يعرفون أنهم “يمثلون أقلية منطقة جغرافية ضيقة ومن انضم إليهم كان بدافع المصلحة، وهناك الكثير ممن كانوا في صفه وانفضوا خاصة بعدما بانت الجماعة على حقيقتها التي ترفض الشراكة مع أي مكون سياسي”.
وباعتقاده، “هذا التآكل له انعكاسات ستظهر للعلن في الأيام القادمة”. مضيفًا أن “هناك إجماع وطني داخل مناطق الحوثي، إضافة إلى الإجماع الوطني المعلن خارج مناطق الحوثي، وفي نطاق سيطرة الحكومة الشرعية على وجوب القضاء على هذا الانقلاب والقضاء على الحوثي”.
تكيّف
الباحث إبراهيم جلال، قال إن سقوط الأسد يعني خسارة لأحد أهم الحلفاء الإقليميين لإيران بعد حزب الله، الأمر الذي سيجبرها على مراجعة استراتيجياتها للتكيف مع الوضع الجديد مع تزايد الضغوط الدولية والعقوبات.
ويعتقد أن إيران قد تجد صعوبة في الاحتفاظ بنفوذها التقليدي في المنطقة واليمن، باعتباره ساحة رئيسية للنزاع الإقليمي. مشيرًا إلى أن هذا سيكون واحداً من الملفات التي ستعيد إيران النظر فيها.
وبالنظر لأهمية الموقع الجغرافي لليمن، ومع تضرر التجارة الدولية كثيرًا بسبب عمليات العسكرية الحوثيين في البحر الأحمر، فإن هذا سيؤدي إلى تراجع الموارد الاقتصادية لإيران، وفق جلال، الذي قال إن إيران تعاني أصلاً من عقوبات اقتصادية خانقة.
ويرى الباحث جلال، أنه مع سقوط الأسد، ستزداد تكلفة الحفاظ على نفوذها في المنطقة خاصة بعد أن تبخرت جميع تلك الأموال التي أنفقتها ايران للاحتفاظ بالنفوذ في سوريا، موضحًا أن هذا قد يدفعها إلى تقليص دعمها للحوثيين أو تقليل تدخلها المباشر في اليمن، خاصة أنها قد تركز جهودها في العراق لما يمثله من عمق استراتيجي لها.
تعزيز الجبهة الداخلية
حول موقف القوى المقابلة للحوثي، قال الباحث دشيلة، إنه من المفترض أن يكون سقوط نظام الأسد دافع لتعزيز تحالف مكونات الشرعية وتوحيد الصف وتعزيز الجبهة الداخلية من أجل مواجهة المشروع الحوثي واستعادة الدولة.
وقال إن “دول التحالف الداعمة للحكومة اليمنية الشرعية ستجد في سقوط الأسد فرصة لتكثيف الضغط العسكري والسياسي على الحوثيين، مستغلةً حالة الضعف التي سيواجهها الحوثيون”.
سيناريوهات
إجمالًا، يرى السياسي الخلي، عدة سيناريوهات لتداعيات سقوط نظام الأسد، على الحوثيين الأول: تصاعد العزلة والانهيار التدريجي للجماعة من خلال انقطاع الدعم الإيراني العسكري والمالي”.
وهذا برأيه، “يدفع الحوثيين إلى التراجع أمام الضغوط العسكرية للتحالف العربي وقد تشهد الجماعة انقسامات داخلية نتيجة نقص الموارد وانخفاض الدعم الخارجي، مما يسهم في تفككها أو لجوئها إلى حلول سلمية لإنهاء الصراع”.
والسيناريو الثاني: تعزيز المواقف السياسية للحوثيين بدعم إيراني بديل في محاولة لتعويض خسارتها في سوريا، وهذا قد يؤدي إلى تصعيد المواجهات في اليمن، مع تزايد استخدام الحوثيين للأسلحة الاستراتيجية كالطائرات المسيرة والصواريخ.
ويتمثل السيناريو الثالث، في حدوث تحول إقليمي لصالح الحكومة اليمنية، حيث ستُضعف إيران بشكل كبير، مما سيتيح للتحالف العربي والقوى الإقليمية المناهضة للحوثيين فرصة لإعادة ترتيب المشهد اليمني. وهنا يشير إلى احتمالية تصاعد العمليات العسكرية ضد الحوثيين بالتزامن مع دفع الجهود السياسية نحو تسوية تعيد تشكيل المشهد اليمني على أسس جديدة مع تراجع واضح لدور الحوثيين.
ويرى في السيناريو الأخير، دخول فواعل جديدة في المشهد اليمني، فبرأيه أن سقوط نظام الأسد قد يخلق فراغًا في المحور الإيراني، مما يتيح لفواعل إقليمية ودولية أخرى التدخل في الملف اليمني كتركيا، مما يعقد المشهد السياسي والعسكري ويؤخر الوصول إلى حل نهائي للأزمة.
ويشير “الخلي”، إلى أن سقوط الأسد سيحمل تأثيرات متشابكة على الحوثيين والوضع في اليمن، تتراوح بين تعزيز الضغوط عليهم وإعادة تشكيل التحالفات في المنطقة.
ولتحقيق الاستفادة القصوى من هذا السقوط قال: “يتعين على التحالف العربي والقوى اليمنية المناهضة للحوثيين استغلال لحظة الضعف هذه لتصعيد الضغوط الميدانية والسياسية، مع التركيز على الحلول الدبلوماسية لتحقيق استقرار مستدام في اليمن”.
بشار الأسد
سقوط الأسد
سوريا
الحوثيين
اليمن
صنعاء
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
اعترفت مليشيا الحوثي بمصرع احد قياداتهم من خبراء الصواريخ اثر الغارة الامريكية التي استهدفت مقر ل
جماعة الحوثي تعلن عن مقتل قيادات من الصف الاول بالضربة الامريكية وتنشر بعض الاسماء
زعيم الحوثيين " عبد الملك الحوثي " يتعرض لطعنة غادرة ومصير أسوأ من بشار الأسد
شمسان بوست / خاص: أكد مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، يوم الاثنين، أنه ناقش مع عدد من الأطراف السياسي
كشف رشاد العليمي، رئيس المجلس الرئاسي، الأربعاء، موعد توقيع اتفاق خارطة الطريق الأممية.
تتصاعد الخلافات داخل صفوف قيادة مليشيا الحوثي، مع تعمق الانقسامات بين الأجنحة المختلفة، وسط دعوات مت
قال البرلماني، والقيادي البارز في حزب الإصلاح، حميد الأحمر، إن التحركات الأخيرة التي تجري في العا