استعراض خاص بـ”يمن ديلي نيوز
“: يستعرض “يمن ديلي نيوز” في هذا الملخص أهم ما جاء في بحث (التدخل الإيراني في المنطقة العربية وأثره على الأمن القومي اليمني والعربي واستراتيجية المواجهة) الذي حصل بموجبه رئيس هيئة العمليات في الجيش اليمني “ناصر الذيباني” على درجة الزمالة من الأكاديمية العسكرية في صنعاء كلية الدفاع الوطني في 2012.
الذيباني “قضى” خلال معارك التصدي لهجمات جماعة الحوثي المصنفة إرهابيًا على مأرب في 12 ديسمبر/كانون الأول 2021، والتي كان لإيران دور مباشر في الإشراف عليها تسليحًا وتدريبًا وتجنيدًا بهدف إسقاط جنوب الجزيرة العربية والسيطرة على مضيق باب المندب.
الدراسة تستشرف مبكرًا ومنذ 2012 الخطر الإيراني على البحر الأحمر وباب المندب وقناة السويس، وأوصت بتعزيز العلاقات العربية العربية، وأن تعمل الأنظمة العربية على احتواء الأقليات الشيعية في المنطقة التي عملت إيران على استخدامها لقتال العرب.
ثلاثة فصول
يتكون البحث من ثلاثة فصول، وجملة من التوصيات، وقد حصل بموجبه على درجة الزمالة من الأكاديمية العسكرية في صنعاء كلية الدفاع الوطني في 2012.
سبق للذيباني أن عنون رسالته في الماجستير، التي حصل عليها من كلية القيادة والأركان بجمهورية السودان، بـ “حرب المياه حرب المستقبل”.
في مقدمة البحث “استراتيجية المواجهة” التي تمثل المدخل المنهجي، قدم البحث خطوطًا عريضة تناولت تاريخ وطموحات الدولة الفارسية القائمة على السياسة التوسعية منذ ظهورها في القرن السابع قبل الميلاد والتي عملت على التوسع على حساب جيرانها الأشوريين والبابليين واليونانيين والرومانيين.
يشير الباحث “الذيباني” إلى أن حالة العداوة والكراهية لدى الفرس، بدأت منذ سقوط الإمبراطورية الفارسية على يد المسلمين في الـ 15 هجرية/ 636، في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، ومنذ ذلك الحين يحقد الفرس على المسلمين ودولتهم ويحيكون ضدهم المؤامرات.
ونوه البحث إلى أن التدخل الإيراني، حاليًا، في اليمن والمنطقة أخذ أبعادًا واستراتيجيات متعددة، منها عقائدية، سياسية، عسكرية، اقتصادية، واجتماعية.
يرى الباحث “الذيباني” أن إيران استدعت في تاريخها المعاصر تجربة قاسية في حربها مع العراق، والتي تركت انطباعين عميقين لدى صناع القرار الإيراني، مفادهما “حتمية تحقيق إيران للاكتفاء الذاتي عسكريًا وتطوير أنظمة أسلحة الدمار الشامل، إضافة إلى أهداف أخرى تمثلت في تصدير الثورة، ونشر التشيع والسيطرة على المنطقة العربية”.
ينقسم البحث إلى ثلاثة فصول رئيسية، كل منها يغوص بالدراسة والتحليل في جوانب محددة من تاريخ ومرتكزات وأساليب وتأثيرات هذا التدخل على المنطقة، وما ينتج عن ذلك التدخل من مخاطر تهدد وحدة الأمة وثقافتها وهويتها ونسيجها الاجتماعي، وأهمية التصدي لهذا التدخل وما يتطلبه من معالجة لآثاره وتداعياته المستقبلية.
كما سعى البحث إلى إثبات وجود علاقة طردية بين الحقد الفارسي على نحو العرب ونشأة الفكر الشيعي الاثني عشري، وهي ذات العلاقة الطردية بين التدخل الإيراني في اليمن والمنطقة العربية، بهدف إشعال الصراع الطائفي.
خلفية تاريخية
يتناول الفصل الأول من البحث الخلفية التاريخية للدولة الفارسية عبر العصور القديمة ومراحل تاريخ الدول التي حكمت إيران، مسلطًا الضوء على التحولات التاريخية الجوهرية التي شهدتها الدول الحاكمة لهذه الجغرافيا خلال المراحل الزمنية المختلفة والدويلات التي تعاقبت على حكم إيران مع استعراض أنظمتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
كما تناول مراحل الفتح الإسلامي والدول التي حكمت إيران منذ الفتح الإسلامي وحتى التاريخ المعاصر.
وأورد البحث أهم المعلومات الحيوية عن الدول الإيرانية من حيث الموقع والمساحة والسكان والتقسيم الإداري والعرقي والطائفي والنظام السياسي والاجتماعي والوضع الاقتصادي والعسكري والعقيدة العسكرية.
كذلك تناول توزيع السلطات والهيكل التنظيمي للدولة والبنية القانونية وطبيعة السياسة الداخلية المعتمدة على الأمن والإعلام والرضوخ لـ”الولي الفقيه”.
كما تطرق البحث إلى السياسة الخارجية الإيرانية المرتكزة على السعي للهيمنة على العالم العربي والإسلامي وارتكاز المشروع الشيعي على القضاء على المشروع السني والحلول محله وتغليب العامل القومي الفارسي.
أما المبحث الثاني من الفصل فيتناول مسار ومراحل تطور الفكر الشيعي منذ بدايته، وترسيخ التشيع في العهد الصفوي وصولًا إلى ثورة الخامنئي.
عدد الباحث في هذا المبحث الفرق الشيعية، وقدم شرحًا وافياً عن طبيعة ومرتكزات التشيع العقدية من خلال ما يسمى “عصمة الإمام” و”الغيبة” و”العصمة” و”ولاية الفقيه” و”التقية”، مشيرًا إلى أنها معتقدات تخالف جوهر الإسلام وتتصادم مع نصوص الوحي الكريم.
أبعاد التدخل
وفي الفصل الثاني للبحث تناول الباحث “الذيباني” أبعاد ومظاهر التدخل الإيراني في اليمن والمنطقة العربية، معتمدين مبدأ تصدير الثورة الإيرانية ونشر التشيع وعالمية مشروع “ولاية الفقيه” المنصوص عليها في دستور إيران، وفي عقيدة “الحرس الثوري” المكلف بتصديرها.
يتناول الفصل أيضًا الأبعاد التاريخية الإيرانية، التي تتجاوز البعد السياسي لتشمل الجوانب الاقتصادية والدينية والثقافية والعسكرية والأمنية.
قدم البحث رؤية معمقة عن الإستراتيجيات والسياسات التي تنتهجها الدولة الإيرانية ومؤسساتها السياسية والدينية والثقافية والتشريعية والاقتصادية عبر تشريعات دينية شيعية.
وتطرق الفصل إلى صور وأشكال التدخل الإيراني في اليمن والمنطقة العربية بداية بالتدخل الديني والثقافي، وصولًا إلى التدخل العسكري، والسياسي والدبلوماسي، والاقتصادي، وأن شواهده في اليمن والمنطقة العربية كثيرة لا يمكن إخفاؤها.
وأشار إلى أن من مظاهر التدخل الإيراني السياسي في المنطقة يتمثل في إقامة ودعم الأحزاب الشيعية والدفع بها للوصول إلى السلطة وتوفير الغطاء السياسي للشيعة في المنطقة.
وفيما يخص احتلال الجزر الإماراتية، تطرق البحث إلى أن هدف إيران من ذلك إثارة الصراع مع دول الخليج.
وتتناول البحث مظاهر التدخل الاقتصادي والتي تتمثل في الاستثمارات الكبيرة وشراء العقارات والتغلغل في اقتصاديات دول عربية والتأثير عليها والضغط على الأنظمة اقتصاديًا.
كما تناول البحث مظاهر التدخل الإيراني الثقافي في اليمن والمنطقة العربية والتي تتمثل في فرض الفكر الصفوي الشيعي وطمس هوية وحضارة الدول العربية الإسلامية وإقامة الندوات والمراكز الثقافية لنشر التشيع.
يؤكد البحث أن إيران اعتمدت منذ قيام ثورة الخميني عام 1976م على أيدلوجية عابرة للحدود، واعتبرت نفسها وصية على الشيعة في كل مكان لامتلاكها مقومات الدولة، واستطاعت توظيف الورقة الشيعية وخاصة في دول الخليج العربي كلما استدعى الأمر ذلك.
آثار التدخل
في الفصل الثالث تناول البحث آثار التدخل الإيراني في اليمن والمنطقة العربية والإستراتيجية المقترحة لمواجهته، كما يركز على التدخلات الإيرانية في اليمن كأحد أهم التأثيرات الاستراتيجية التي يعتمد عليها في واحدة من أهم الساحات الجغرافية الرئيسة.
كما تناول الفصل تأثير التدخل الإيراني على دول الخليج العربي والمشرق العربي (العراق وسوريا ولبنان).
واستعرض الفصل طبيعة ومسارات التهديدات الإيرانية للممرات المائية في الخليج العربي ومضيق هرمز وباب المندب والبحر الأحمر، وكيف أصبحت إيران تتواجد في أهم الممرات الحيوية في العالم.
في الفصل قدم الباحث خطوطًا عريضة للإستراتيجية المطلوبة لمواجهة التدخل الإيراني في اليمن والمنطقة العربية، وإزالة آثار ذلك التدخل الخطر على الأمن القومي العربي.
من استراتيجية المواجهة التي ذكرها البحث (سياسية واقتصادية وأمنية وعسكرية)، مؤكدًا أن الأمن القومي العربي لا يمكن تجزئته بحكم أنها كتلة جغرافية حيوية ومتماسكة تتأثر بالأزمات والمهددات.
وتطرق إلى أن أمن المنطقة بحاجة إلى مواقف موحدة لحماية أمن البحر الأحمر، ومضيق باب المندب وقناة السويس وأمن مضيق هرمز.
توصيات
البحث قدم جملة من التوصيات والخطط الاستراتيجية العملية المزمنة لمواجهة تلك المخاطر، منها البدء بترميم العلاقات العربية – العربية، ورسم العلاقات العربية مع إيران من خلال رؤية عربية مشتركة، وفتح حوار مشترك مع إيران، وإيجاد حلول عادلة وسريعة للقضايا العالقة بين الطرفين وعلى رأسها احتلال الجزر الإماراتية الثلاث، إضافة إلى عقد الندوات والمؤتمرات لتناول القضايا المشتركة.
كما نصحت الدراسة الأنظمة العربية بالعمل على احتواء الأقليات الشيعية في الدول العربية، والعمل على المزيد من التلاحم الداخلي، وتمتين الجبهة الداخلية لقطع الطريق على التدخلات الإيرانية في دعم تلك الأقليات.
وفيما يخص الملف النووي الإيراني، أوصت الدراسة بتفعيل الدور العربي ومشاركة المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة والدول الكبرى في بحث الآليات والأساليب المناسبة لحل هذه القضية، بما يتناسب مع مصلحة المنطقة، وتوجيه الرأي العام العالمي نحو الملف النووي الإسرائيلي وأثره على أمن واستقرار المنطقة.
مرتبط
الوسوم
مخلص كتاب
التمدد الإيراني
التدخل الإيراني في اليمن
الجزيرة العربية
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
أفادت مصادر ميدانية بتعز بأن الاشتباكات مستمرة منذ صباح اليوم، مستخدمةً مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة
عاجل : بعد طول انتظار...الاعلان رسمياً عن موعد بدء تصدير النفط وصرف مرتبات الموظفين
اصدر المبعوث الاممي الخاص الى اليمن، هانس غروندبيرغ، اعلانا سارا لملايين اليمنيين، أكد فيه التوصل
أقر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس وللمرة الأولى علنا بمسؤولية إسرائيل عن اغتيال رئيس المكتب ال
استبعد سفير اليمن، لدى المملكة المتحدة، ياسين سعيد نعمان، إقدام الاحتلال الإسرائيلي، على ضرب مليش
أفادت مصادر مطلعة، عن مقتل عدد من عناصر جماعة الحوثي، بينهم قيادي ميداني بارز، يدعى عبدالسلام محمد ا
تنبأ مسبقا باغتيال حسن نصرالله وسقوط بشار الأسد.. محمد علي الحسيني يتوقع مصير الحوثي في “ثلاث خطوات