رغم تصاعد التوترات في المنطقة واستمرار القتال في اليمن، أكد أعضاء مجلس الأمن الدولي أن الحل السياسي للسلام في البلاد لا يزال ممكنًا، مطالبين مليشيا الحوثي بالانخراط في الجهود التي يقودها المبعوث الأممي وإيقاف تصعيدهم الذي يستهدف اليمنيين وخطوط الملاحة الدولية.

جاء ذلك في الجلسة الشهرية للمجلس الدولي بشأن اليمن التي تابعتها "الصحوة نت".

وفي الجلسة، طالبت المملكة المتحدة المجتمع الدولي بضمان تمكين الحكومة اليمنية المعترف بها من "بناء اقتصاد قوي لتلبية احتياجات الشعب اليمني".

وقالت المندوبة البريطانية باربرا وودوارد في الاجتماع إن انخفاض قيمة الريال اليمني يهدد الاستقرار الاقتصادي والأمن الغذائي في اليمن، مشيرة إلى أن الحكومة اليمنية تتطلب دعماً دولياً ثابتاً لتحسين المرونة المؤسسية والتعاون.

وطالبت مليشيا الحوثي بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الإغاثة التابعين للأمم المتحدة والمنظمات الدولية في اليمن، مشددة على ضرورة أن يكون عمال الإغاثة قادرين على أداء مهامهم دون خوف من الاحتجاز غير المبرر أو الترهيب.

من جانبها، دعت فرنسا في بيان لنائب الممثل الدائم لدى الأمم المتحدة جاي دارمادهيكاري، إيران إلى وقف دعمها للأعمال المزعزعة للاستقرار في اليمن والشرق الأوسط، مؤكدة "تمسكها باستقرار اليمن والأمن الإقليمي".

وعبر ممثلها عن قلقه إزاء الاتهامات الحوثية الموجهة لموظفي الأمم المتحدة والمنظمات المحتجزين تعسفيًا، وطالب بالإفراج عنهم على الفور، مشيرًا إلى أن هذه "الاعتقالات تحول دون تقديم المساعدات الإنسانية، في سياق الاحتياجات المتزايدة، وخاصة في مواجهة وباء الكوليرا".

ودعت فرنسا إلى إنهاء حملة التضليل ضد الفاعلين الإنسانيين، والأمم المتحدة ومنظماتها، في إشارة إلى حملات التظليل التي يقودها الحوثيون ضد اللقاحات.

وأكد ممثل الإكوادور على أهمية الالتزام بخارطة الطريق لتحقيق السلام، مشيرًا إلى أن اتفاق السلام هو الآلية الأكثر فعالية للتعافي الاقتصادي.

ودعا ممثل الاتحاد الروسي إلى تكثيف جهود الوساطة التابعة للأمم المتحدة والانخراط في حوار شامل مع جميع القوى السياسية.

في المقابل، أعرب ممثل الولايات المتحدة عن قلقه من العلاقات السياسية للاتحاد الروسي مع الحوثيين، مشيرًا إلى الأدلة التي تفيد بتورط موسكو في مناقشات لنقل الأسلحة مع الحوثيين.

وحذر ممثل الصين من أن اليمن قد يتعرض لصدمة جديدة بسبب التطورات الدراماتيكية الأخيرة في سوريا، ودعا جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس وتعزيز وقف دائم لإطلاق النار.

ودعا ممثل جمهورية كوريا الحوثيين إلى التوقف فورًا عن استفزازاتهم المتهورة. كما طالب ممثلو المملكة المتحدة واليابان الحوثيين بإطلاق سراح موظفي الأمم المتحدة وموظفي المنظمات غير الحكومية المحتجزين.

وعبر أعضاء مجلس الأمن عن قلقهم بشأن الوضع الإنساني الخطير الذي تواجهه النساء والفتيات في اليمن، مشيرين إلى ضرورة رفع القيود التي تحد من حرية تنقل المرأة ووصولها إلى الرعاية الصحية والتعليم، خاصة في مناطق سيطرة الحوثيين.

وكان المبعوث الأممي قد كرر في الجلسة ذاتها دعوته لجميع الأطراف في اليمن إلى الانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خارطة الطريق، محذرًا من العواقب الوخيمة التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدام الاقتصاد كأداة في النزاع.